“إعلاميون على طريق القدس”.. شركاء في إنتصار الميدان – بقلم: يوسف الصايغ
خاص دايلي ليبانون
ما بين فوهة البندقية وعدسة الكاميرا وصوت مراسل على الجبهة حكاية لا تنتهي بخبر هنا أو بتشييع شهيد في مواسم العز والبطولة، نعم إنه الإعلام شريك المقاومة في إنتصاراتها ولهذه الغاية ونظراً لأهميتها كانت خطوة العلاقات الإعلامية في حزب الله بشخص مسؤولها الحاج محمد عفيف، في تكريم نخبة من المراسلين والإعلاميين العاملين في مؤسسات إعلامية لبنانية وبرعاية وزير الإعلام زياد مكاري، كعربون وفاء وتقدير لهؤلاء الإعلاميين – الجنود والشركاء الفعليين للمقاومة في الميدان، من خلال نقل الصوت والصورة وإيصال المعلومة الى الرأي العام في لبنان والعالم بكل دقة وأمانة، فاستحقوا التكريم وكانوا بتكريمهم يكرِمون كل من دخل ميدان مهنة المتاعب بحثا عن الحقيقة دون إرتهان أو رياء.
بكل وضوح أعلن الحاج محمد عفيف في كلمته خلال حفل فعالية “إعلاميون على طريق القدس” أنه إستمد التسمية من الشعار الذي أطلقه سيد المقاومة “شهداء على طريق القدس” من أجل إعطاء هوية لشهداء بعمر الورود والذين تقدمهم المقاومة الاسلامية على جبهة جنوب لبنان في إطار جبهة الإسناد لجبهة غزة، واليوم بات لشهداء المقاومة رفقاء إعلاميين بعضهم شهداء وبعضهم الآخر شهداء أحياء على طريق القدس، إمتشقوا الإعلام رصاصاً والكاميرات والأقلام صليات صاروخية هزت عرش عدو سقط أمام حقيقة الصوت والصورة والكلمة.
وما بين الإعلام والمقاومة رسالة وشهادة كيف لا والشهداء الإعلاميين عصام العبدالله وربيع معماري وفرح عمر كانوا حاضرين بطيفهم في يوم التكريم فخاطبهم الحاج محمد بعبارة “وأنتم الذين جعلتم بموتكم الحياة أكثر كرامة”، والشهداء الأحياء كانت لهم حصتهم في التكريم لا سيما المراسل الحاج علي شعيب حيث تربطه بالميدان وأهله حكايات عشق لا تنتهي، حيث أشار الحاج عفيف الى أن “تكريم علي شعيب تأخر كثيراً، فهو تكريم الفداء والبطولة، وتكريم القناة التي حملت شعلة المقاومة حتى أسماها سماحة السيد لولا المنار لضاع الانتصار.”
وإذ أعلن الحاج عفيف سقوط أغلب الصحافة الغربية بشقيها الأميركي والأوروبي، إنتقد إنحياز بعض الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية خاصة العربية منها الى جانب العدو والتي تحوّلت أبواقًا له وصوتًا حيث لا صوت له، وشركاء للعدو في الحرب النفسية ضد المقاومة، ولم تهزهم أبداً صور الضحايا من الأطفال مقطّعي الرؤوس ولم تهز ضمائرهم جريمة المستشفى المعمداني، حتى باتوا إيدي كوهين وأفيخاي أدرعي ولكن بلسان عربي غير فصيح، كذلك تطرق مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله الى إنحياز وكالة رويترز على تغطيتها غير المنصفة إجمالًا في غزة وفي لبنان، وعلى ما تستخدم من مصطلحات، حيث زاد الخلاف معها مع استشهاد عصام العبدالله وكيفية تعامل إدارة رويترز مع الخبر حيث تم تجهيل القاتل”.
وإذ أثنى عفيف على آداء فريق عمل الجزيرة في لبنان مازن إبراهيم وزملائه وعلى رأسهم الشهيدة الحية كارمن جوخدار الذين أبلوا البلاء الحسن وغطوا الجبهة الجنوبية بكفاءة بالغة ويقين صادق بوحدة المعركة في الجبهتين دون حسابات الحدود المصطنعة، توجه عفيف بالتحية والتقدير الى وائل الدحدوح الجبل الصلب الذي يستحق تكريماً عالمياً كصحفي وإنسان.
وبعيدا عن مديح الذات أشاد مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله بإخوانه في الإعلام الحربي للمقاومة الإسلامية ومراسليه ومصوريه وطاقمه المبدع والخلاق، وحضورهم في الميدان وفي كل عملية، والذين دكوا حصون العدو الإعلامية بوابل من الصور والأفلام والوثائق، الذين لولاهم لما كانت حقيقة الجبهة في الجنوب على ما هي عليه من وضوح الرؤية”.
في الختام جدد الحاج عفيف الشكر لعصام العبدالله وربيع معماري وفرح عمر وتوجه بالشكر للمكرمين: سمير الحسن، بثينة عليق، آدمون ساسين، حسن فقيه، أمال خليل، كارمن جوخدار، كرستينا عاصي، مازن إبراهيم، حسين عزالدين، حنا أيوب، علي شعيب، زياد حرفوش، علي مرتضى ومحمد فرحات، والشكر الموصول لمعالي الوزير الصديق زياد مكاري على مشاركته في حفل التكريم حيث تم تكريمه أيضاً من قبل العلاقات الإعلامية في حزب الله.
حفل تكريم “إعلاميون على طريق القدس” في هذا التوقيت يشكّل علامة فارقة ورسالة واضحة مفادها أن الإعلام شريك أساس في إنتصار الميدان وما تكريم هذه الثلة من الإعلاميين والمراسلين الصافيين من قبل المقاومة عبر العلاقات الإعلامية في حزب الله، الا دليلا على حجم الدور والتأثير الذي يلعبه الإعلام عبر الصوت والصورة والكلمة في رسم مشهدية الإنتصار في الميدان، التي باتت واقعاً ملموسا وحقيقة لا يمكن حجبها مهما تعاظمت حملات التعمية ومحاولات التعتيم والتشويش، الا ان هذ الانتصار بات حتمياً بعدما تعمّد بدماء المقاومين والإعلاميين على طريق القدس.