“المنطقة العازلة” في غزة.. “إسرائيل” تغيّر صورة المكان
نقلت وكالة “أسوشيتد بريس”، عن مسؤول إسرائيلي، اليوم الجمعة، قوله إن “المنطقة الأمنية العازلة المؤقتة في غزة قيد الإنشاء”.
كما نقلت عن خبراء وتحليل صور أقمار صناعية، أن هناك عمليات هدم، بعمق كيلومتر على طول حدود غزة مع “إسرائيل كمنطقة عازلة محتملة”.
وبحسب “أسوشيتد برس”، يأتي هذا الدمار، في الوقت الذي قالت فيه “إسرائيل”، إنها تريد إنشاء منطقة عازلة هناك، رغم الاعتراضات الدولية.
ورفض “جيش” الاحتلال الإسرائيلي، الإجابة عما إذا كان يقوم بإقامة منطقة عازلة عندما سألته وكالة “أسوشييتد برس”، واكتفى بالقول إنه “يتخذ العديد من الإجراءات الحتمية اللازمة “لتنفيذ خطة دفاعية” من شأنها، “توفير أمن لجنوب إسرائيل”. ومع ذلك، اعترف “الجيش”، بأنه “هدم المباني في جميع أنحاء المنطقة”.
ويشر التقرير إلى أنّ نطاق عمليات الهدم يثير التساؤلات حول مدى “مؤقتية” المنطقة العازلة المحتملة. ولغزة حدود يبلغ طولها حوالي 60 كيلومتراً (37 ميلاً) مع الأراضي المحتلة، مع دعمها للبحر الأبيض المتوسط، وفقاً للتقرير.
وجاء في التقرير، أنّ إنشاء هذه المنطقة العازلة، سيشغل حوالي 60 كيلومتراً مربعاً (23 ميلاً مربعاً) خارج قطاع غزة، الذي تبلغ مساحته الإجمالية حوالي 360 كيلومتراً مربعاً (139 ميلاً مربعاً).
وباتجاه الجزء الجنوبي من قطاع غزة، فإن معظم الأراضي، هي أراض زراعية، تتاخم الجدار الحدودي الضخم، الذي تبلغ تكلفته مليار دولار، والذي تم تشييده على الأراضي المحتلة التي تفصلها عن القطاع، وفق “أسوشيتد بريس”.
لكن بالقرب من بلدة خربة خزاعة، حيث تتجه الحدود نحو الشمال الغربي، فإن القصة مختلفة، وفق الوكالة.
وتُظهر صور الأقمار الصناعية من “Planet Labs PBC”، التي حللتها وكالة “أسوشييتد برس”، دماراً كبيراً في المباني والأراضي التي تم تجريفها بالجرافات، في منطقة تبلغ مساحتها حوالي 6 كيلومترات مربعة (2.3 ميل مربع)، وعلى بعد ما يزيد قليلاً عن 4 كيلومترات (2.5 ميل) شمالاً، تم تحويل الأراضي الزراعية إلى “ترابية عارية” على طول المنطقة العازلة المحتملة.
وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، إن الولايات المتحدة أثارت مع “إسرائيل” مسألة إنشاء منطقة عازلة في غزة.
وأوضح أن الولايات المتحدة أثارت مسألة هدم مواقع لفرض منطقة عازلة، مشيراً إلى أن “إسرائيل ردّت بأن عمليات الهدم نفذت فقط، في مواقع تستخدم لإطلاق أنشطة إرهابية أو لتدبيرها والتخطيط لها”.
والثلاثاء الماضي، أكد المتحدث باسم الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، رفض الولايات المتحدة “تقليص مساحة غزة بأي شكل من الأشكال”.
وكانت صحيفة “فايننشال تايمز”، قد ذكرت في تقرير أن “إسرائيل” هدمت 1100 مبنى من المباني القريبة من الحدود، داخل قطاع غزة، وسط تحذيرات أميركية بعدم تقليص الأراضي الفلسطينية.
وأفاد التقرير بأن “الجيش” الإسرائيلي، يعمل على إنشاء منطقة عازلة داخل غزة، ويهدم المباني القريبة من الحدود على الرغم من تحذيرات الولايات المتحدة، ضد أي تقليص طويل المدى لأراضي القطاع.
ويوم أمس، نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، تقريراً أكّدت فيه أن عمليات الهدم التي تقوم بها القوات الإسرائيلية البرية، تمحو مناطق واسعة من قطاع غزة، وتغيّر صورة المكان.
وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز”، فقد قامت “إسرائيل”، ومنذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، بـ 33 عملية هدم عن بُعد، دمرت فيها مئات المباني، بما فيها المساجد والمدارس وأجزاء كاملة من الأحياء السكنية، حسب ما يظهر تحليل أجرته الصحيفة للقطات عسكرية إسرائيلية ومقاطع فيديو نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي وصور الأقمار الصناعية.
لكن معظم مواقع الهدم التي حددتها الصحيفة، حدثت خارج ما يسمى بالمنطقة العازلة. وبحسب الصحيفة، تم تنفيذ إحدى أكبر عمليات الهدم في حي الشجاعية، وهو حي سكني يقع على مشارف مدينة غزة.