انطلق وزير الخارجية البريطانية دايفيد كامرون في محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين، وبات واضحا وجود قناعة بعدم القدرة على فك مسار الحرب في الجنوب عن العدوان على غزة، حيث شدد على أولوية وقف إطلاق النار في القطاع تمهيدا للانتقال إلى المراحل التالية للحل، لكنه حذر ايضا من امكانية تدحرج الامور نحو الاسوأ في حال فشلت الدبلوماسية في ايجاد مخرج لهدنة طويلة بين اسرائيل وحركة حماس. وفي هذا السياق وصف وزير الدفاع الاميركي لويد اوستن اللحظة الحالية في الشرق الاوسط بانها خطيرة، وجدد التاكيد ان بلاده لا ترغب في حدوث نزاع بين إسرائيل وحزب الله، ولفت الى انه يجري التواصل مع الإسرائيليين لضمان عدم توسع الحرب، وقال «لا نرى صراعاً شاملاً بين إسرائيل وحزب الله لكن الوقت الراهن يمثّل لحظة خطيرة في الشرق الأوسط، إلّا أن واشنطن ستعمل على تجنب اتساع نطاق الصراع».
ماذا يريد كاميرون؟
وجال وزير الخارجية البريطانية على المسؤولين اللبنانيين في اطار الجهود الدولية لمنع تمدد الحرب الى لبنان، وفقا للمعلومات، حرص على استطلاع جهوزية لبنان «لليوم التالي» ومدى امكانية الاستفادة من الهدنة المفترضة لاجراء ترتيبات جدية على الحدود الجنوبية. في المقابل ابلغ «رسالة» واضحة مفادها ان اي حل لا يتضمن اتفاقا غير مباشر على كامل القضايا العالقة بما فيها مزارع شبعا، لن يجد اي ترجمة فعلية على ارض الواقع.
ماذا في جعبة كاميرون؟
ووفقا لمصادر مطلعة، اعرب كاميرون عن قلق بلاده من التطورات جنوبا محذرا من مخاطر اتساع المواجهات. وكان لافتا تفهمه عدم امكانية التوصل الى تهدئة جنوبا بمعزل عن المواجهات في غزة، الا انه كان قلقا من احتمال فشل المحادثات الحالية في القطاع، ورسم اكثر من علامة استفهام حيال حدود التصعيد المحتملة؟! وفي سياق متصل تحدث عن خطوة متقدمة لبلاده قد تتخذ لاحقا وتتمثل بالاعتراف بدولة فلسطينية كجزء من خطوة دبلوماسية تتجسد لاحقا في الامم المتحدة كمقدمة نحو حل الدولتين ذلك لإعطاء الشعب الفلسطيني أفقاً سياسياً. وبحسب مصادر دبلوماسية فان الاستراتيجية البريطانية جزء من خطة اميركية تروج لها إدارة بايدن وتقوم على إقامة دولة فلسطينية مجردة من السلاح في إطار تطبيع مع السعودية وخطة لإعمار قطاع غزة بقيادة الرياض وأربع دول عربية!
«خارطة الطريق» اللبنانية؟
في هذا الوقت وبعد لقاء عقده مع وزير خارجية هنغاريا بيتر سيارتو، كشف وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب عن الخطوط العامة للتفاوض المقبولة لبنانيا، ولفت الى انه لن يكون مقبولا أنصاف الحلول في جنوب لبنان. وقال ان «المشروع الاسرائيلي يقضي بإنسحاب حزب الله شمالا لتتمكن من اعادة المستوطنين الى منازلهم، وهذا ما رفضناه لاننا نريد حلا كاملا، وهو تبيان الحدود بيننا وبينهم، والتي تم ترسيمها في العام 1923 وتم التأكيد عليها في اتفاقية الهدنة». واضاف «نريد استعادة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وهي لبنانية، وان تتوقف اسرائيل عن خروقاتها الجوية والبحرية والبرية، ونحن مستعدون لبدء التفاوض غير المباشر، ولكن لا يمكن التوقيع على اي اتفاقية قبل انتخاب رئيس للجمهورية وبالانتظار بإمكاننا التفاوض للوصول الى اتفاقية من خلال تفاوض غير مباشر شبيهة باتفاقية الترسيم البحري التي حصلت. نود اظهار الحدود وهذا ما طلبناه من الجميع، لبنان يريد السلام الكامل وليس انصاف الحلول..