منذ اليوم الاول لعملية طوفان الاقصى العجائبية واسرائيل بلسان نتنياهو وغالانت والموفدين الى لبنان و اعلاميين وسياسيين محسوبين عليها وعلى امريكا والاطلسي وهم يعنترون ويهددون ويتوعدون وكأن اسرائيل حقا قادرة على شن هجوم كاسح وبري على لبنان لتحقيق وعدها للمستوطنين بإبعاد قوة الرضوان وتدمير قدرات حزب الله.
السؤال؛ من اين لإسرائيل حليب السباع لتهدد وتهول وتعربد؟؟؟
فإسرائيل اجتاحت بيروت 1982تحت شعار سلامة الجليل اي ابعاد المقاومة عن مستوطنات الشمال وخرجت مهزومة بلا قيد او شرط واعتدت في حرب تموز٢٠٠٦ واستخدمت ما عندها من قدرات ورافقتها كونداليزا رايس في قيادة الحرب الاعلامية والدبلوماسية وكان لها في لبنان حكومة السنيورة وكتلة اجتماعية وازنه ايدتها وتمنت هزيمة حزب الله وتامر كثير على المقاومة وهزمت شر هزيمة ومنذ ذلك التاريخ واصبع السيد حسن وكلماته تهز الكيان وتوقفه على اجر ونص.
إسرائيل بعد ١٠٧ ايام على طوفان الاقصى مأزومة ومنهكة وجيشها بائس ومدمر وجنودها وضباطها يرفضون الخدمة في غزة واقتصادها في كارثة وانشقاقات قيادتها العسكرية والسياسية ومجتمعها على اشده وتعد بالمزيد…
اسرائيل وهي بهذه الحالة وقد سحبت امريكا اساطيلها وتهديداتها للبنان وانكفات وتنصح صبح مساء نتنياهو بعدم المغامرة والمقامرة بوجود إسرائيل وتنصحها بعدم فتح واو توسيع الحرب مع لبنان، تستمر قياداتها بأطلاق التهديدات و لماذا؟ من يسكب لها حليب السباع؟؟
– ربما يغريها ان وفود امريكية واوروبية تتطوع لنقل تهديداتها وتراهن عبرهم على تحقيق اهدافها بالتخويف الا ان السيد حسن نصرالله وضع لها حدا وقال؛ لا اغراءات ولا مفاوضات ولا بحث باي مكاسب او تفاهمات قبل وقف حرب غزة وقال ان الحرب من الجنوب امنت للبنان تحريرا رابعا بات بين يديه متى وقفت الحرب على غزة فالتهويل والتهديد والوفود وما تعلنه لا يساوي عند المقاومة قشرة بصلة.
– ربما يغري إسرائيل وجود اصوات من زعماء واحزاب وجماعات ورجال دين في لبنان يأخذون كلامها على محمل الجد ويمارسون التهويل ويرعدون ويزبدون في الفضاء الاعلامي والافتراضي ولا احد منهم يمون على افراد عائلته او حزبه ومؤسسته وليس له عناصر قوة الا حباله الصوتية وقاموسه اللغوي وهذه لا احد يقيم لها الاعتبار.
– الارجح ان اسرائيل تحاول الاستثمار باللهجة الدفاعية التي داب عليها محور المقاومة ووسمت خطب واطلالات السيد حسن نصرالله، الا انها تخطى القراءة بين السطور والنقاط على الحروف فالسيد يستخدم لغة هادئة رزينه ويسهب في الشرح والتطمين للبنان، فتبدو لغته وحركة جسده دفاعية ويفترض سامعها انه يتهيب الحرب. برغم ان ما يقوله السيد يحمل العكس في تفسيره ومن الاطلالة الاولى بعد طوفان الاقصى قال؛ ملتزمون بانتصار غزة وبانتصار حماس والقرار لنا والامور بيدنا ولم يغير وقال؛ اذا وقعت الحرب فنحن لها واعددنا عدتها وستكون بلا هوادة وبلا سقوف او ضوابط. وقال؛ العين على الميدان والميدان حقق الكثير ويؤشر الى ان المحور هجوميا في الحرب وقد اكمل جاهزيته ففتح الجبهات وفاجا من اليمن والعراق وبالقصف الايراني وباستخدام الاسلحة وزيادة مدياتها ونوعياتها ودمر مقرات القيادة والسيطرة ويقرر متى واين وكيف تكون معاركة واهدافها وبما ينسجم مع خطته ورؤيته هو وتكتيكاته في الحرب
– ربما يستلزم الامر من السيد النحول من الخطاب الهادئ والمتمكن والتطميني الى خطاب التهديد والوعيد وتحريك الاصبع التي حركتها ترهب كمثل صواريخ الزلزال. وقد لا يطول الزمن ليطل السيد نصرالله ويذكر السيد المستطونين بقوله؛ ارحلوا والان وفورا فقد لا تجدون غدا فرصة او وسيلة للرحيل فقادتكم حمقى ويقامرون بكم وبوجود دولتكم ويستعجلون نهايتها… ليخرس افوه قادة إسرائيل ويربط السنتهم والسنة الموفدين والمطبلين المزمرين من اللبنانيين.
ليس لدى إسرائيل قدرة او قوة او فرصة لتوسع الحرب واستهداف لبنان. واذا خرج نتنياهو وغالانت من عقولهم وغامروا وقامروا فوجود إسرائيل مسالة ايام واسابيع لا اشهر ولا سنوات والميدان يتكلم ومنه الادلة والوقائع…
لتخرس الاصوات الناعقة والمراهنة على سراب الإسرائيلي الامريكي فالوقائع كلها تقطع بعجز إسرائيل وهزيمتها وتأزمها في غزة فكيف وان عصفت في لبنان والجبهات التي توحدت.
حليب السباع الذي يسكب في اكوب قادة إسرائيل انما هو لبن فاسد، وربما خمر مضروب.
وعقول المطبلين المروجين اصغر من ان تستوعب معطيات الواقع والميدان ومتغيران موازين القوى.