قالت مصادر مطلعة للديار ان الولايات المتحدة الاميركية لا تريد الحرب الشاملة في منطقة الشرق الاوسط، كما ان ايران صرحت بشكل واضح انها لن تسمح لاي قوى بجرها الى مواجهة عسكرية لا تريدها، وتتكلم طهران عن الصبر الاستراتيجي، وهذا دليل واضح ان الجمهورية الاسلامية الايرانية لا تريد توسيع الحرب. اضف الى ذلك، لا يريد حزب الله ايضا الذهاب الى حرب كبرى في حين ان «اسرائيل» وحدها تريد توسيع رقعة القتال، بخاصة مع حزب الله بهدف ابعاده الى شمال الليطاني.
وبناء على هذه المعطيات، كل هذه القوى باستثناء الكيان الصهيوني تقوم بضبط النفس بانتظار حدث ما. ولفتت هذه المصادر الى ان ما هو واضح اليوم ان المنطقة دخلت في حرب جديدة، وهي حرب امنية توازيا مع العدوان الاسرائيلي على غزة والقتال الحاصل بين جيش الاحتلال وبين المقاومين في حركة حماس. وبمعنى اخر، ان استهداف اميركا لقياديين في الحشد الشعبي العراقي واغتيال «اسرائيل» للعاروري، يشير الى ان المعركة انتقلت من عسكرية الى امنية لناحية استهداف القادة البارزين المناهضين لواشنطن ولـ «تل ابيب».
واعتبرت المصادر ان الحرب الامنية الجديدة، اي مسار الاغتيالات، لن يتوقف عند هذا الحد، بل على الارجح ستشهد المنطقة في المستقبل القريب المزيد منها.
«اسرائيل» غرقت بوحول معركة غزة
وفي سياق متصل، اعتبرت مصادر عسكرية ان «اسرائيل» غرقت بوحول معركة غزة حيث لم تتمكن من تحقيق انجاز عسكري، على رغم مرور ثلاثة اشهر على بدء الحرب على القطاع. واشارت هذه المصادر الى ان حرب المدن تكون دائما حربا طويلة، وتتحول الى حرب استنزاف ترهق جيش الاحتلال على نطاق كبير، في حين ان حركة حماس تتراجع قدراتها على القتال بشكل ضئيل.
وتابعت المصادر العسكرية ان «اسرائيل» وضعت عنوانا واضحا باستئصال حركة حماس من قطاع غزة، في حين ان حماس ترفض الخروج من غزة وتعتبر ان الكلمة للميدان. ولفتت الى انه كلما «اسرائيل» عجزت عن تحقيق اهدافها» فستلجأ الى حرب الاغتيالات تعويضا عن خسارتها الميدانية. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: الصراع بين الكيان الصهيوني وبين حماس…الى اين؟ فـ «اسرائيل» لا تقبل ان تعود ادراجها الى الوراء بما انها اعتبرت ان هذه الحرب هي وجودية بالنسبة لكيانها. وحماس بدورها لن تتراجع عن حقها المتجذر في الارض، وهي ستقاتل حتى النصر والنصر والنصر.