رغم الأحداث الأمنية المشتعلة جنوباً، شدّ المغتربون اللبنانيون الأحزمة وعادوا الى وطنهم كعادتهم كل سنة لتمضية الاعياد مع العائلة وممارسة التقاليد والعادات التي يصعب إيجادها في اي بلد في العالم.
كلما اقترب العيد، كلما زادت حركة الوافدين الى لبنان يومياً، فلبنان الذي يسير عكس التيار أجبر بعض شركات الطيران على استئناف رحلاتها الى لبنان مثل «لوفتهانزا»، وارتفاع الطلب على الحجوزات دفع بشركة «الميدل ايست» الى اضافة 5 طائرات على جدول رحلاتها. وقد زادت النشاطات والحفلات والمعارض المنتشرة في غالبية المناطق اللبنانية من الحماسة للمجيء الى لبنان، كما خلقت حفلات السهر وإحياء الفنانين من الصف الاول ليلة رأس السنة في بيروت، أجواء جاذبة لتمضية العيد في لبنان. لكن هل يمكن القول انّ حركة المسافرين هذا العام ستكون شبيهة بالعام الماضي؟ هل من سياح من بين الوافدين، ام تقتصر الحركة على المغتربين؟
في السياق، يقول نائب رئيس نقابة اصحاب مكاتب السياحة والسفر نبيل مرواني لـ«الجمهورية»، انّ «لبنان تأثر مثله مثل غيره من البلدان بالحرب القائمة في المنطقة، اما ما يميّزنا عن غيرنا فهو تعلّق المغتربين بلبنان والذي يدفعهم الى المغامرة بالمجيء لتمضية الأعياد مع العائلة».
وكشف انّه رغم ارتفاع أعداد الوافدين الّا انّه ليس بالمستوى والزخم نفسه مقارنة مع السنوات الماضية. وأكّد انّ الوضع ليس دراماتيكياً، فهناك حركة إشغال لافتة في الفترة الممتدة بين 20 كانون الاول و10 كانون الثاني، تتراوح ما بين 60 الى 70% في الرحلات القادمة الى لبنان، وهي ترتفع خصوصاً في الايام التي تسبق عيدي الميلاد ورأس السنة. وأشار مرواني، الى انّه في السنوات السابقة كان يصل الى لبنان يومياً ما بين 18 و 22 الف وافد يومياً، اما اليوم فنحن نتحدث عن 12 الفاً.
ورداً على سؤال، اعتبر مرواني انّ استئناف شركة طيران «لوفتهانزا» رحلاتها الى لبنان واضافة «الميدل ايست» 5 طائرات الى رحلاتها لهذه الفترة، ما هو الّا دليل على انّه رغم الوضع القائم لا تزال الثقة قائمة بهذا البلد، وإثبات جديد على انّ لبنان حالة خاصة ومميزة لا يموت ولا ينهزم انما يبعث على الحياة رعم كل الضيق الذي يمرّ فيه.
وعن جنسيات الوافدين، قال مرواني هم في غالبيتهم مغتربون قادمون من دول الخليج العربي بالدرجة الاولى والبعض الآخر يأتي من اوروبا واميركا. ولاحظ انّ هناك قلّة من السياح لكنهم في غالبيتهم من الجنسية العراقية ويليها الاردنيون وقلة قليلة من الأجانب. وتوقّع ان يتعزّز وجود السياح العرب الاسبوع المقبل الذين يقصدون لبنان لتمضية سهرة رأس السنة، ويترقبون في الوقت نفسه الوضع الأمني.
أما بالنسبة الى حركة المغادرة من لبنان، قال مرواني انّ حركة التشارتر متوفرة الّا انّها ليست بالمستوى نفسه الذي كان يُسجّل في السنوات الماضية، وهناك حركة مغادرة بغالبيتها من اهالٍ قرّروا تمضية الاعياد مع اولادهم في الغربة، لا سيما في كل من دبي وباريس، لكن دون شك انّ حركة الوافدين أنشط من المغادرين.
حركة السياحة
من جهة أخرى، اظهرت أرقام وزارة السياحة أنّ عدد الزوار القادمين إلى لبنان في الأشهر العشرة الأولى من العام 2023، بلغ 1,507,458 سائحاً بزيادة 21.1% من 1,244,329 سائحاً في الفترة نفسها من العام 2022 وبزيادة 105.2% من 734.743 زائراً في للفترة نفسها من العام 2021.
وبلغ إجمالي الزوار من الدول الأوروبية 622.763 سائحاً ويشكّلون 41.3% من الزوار الوافدين في الأشهر العشرة الأولى من عام 2023، تليها الدول العربية بـ 381,334 زائراً (25.3%)، الأميركيتان بـ 311,900 سائح (20.7%)، وآسيا بـ 70,698 زائرًا (4.7%)، وأوقيانوسيا 68.152 زائرًا (4.5%)، وإفريقيا 52.512 سائحًا (3.5%). وقد ارتفع عدد الزوار من آسيا بنسبة 41.4% في الأشهر العشرة الأولى من عام 2023 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، تليها أوقيانوسيا (+27.5%) وأوروبا (+25.6%)، الأميركيتان (+18.4%)، إفريقيا (+14.2%)، الدول العربية (+13.7%).
على مستوى الدولة، شكّل السياح العراقيون ما نسبته 12.8% من الزوار في الأشهر العشرة الأولى من عام 2023، يليهم الزوار من الولايات المتحدة (11%)، ألمانيا (8.7%)، فرنسا (8.4%)، كندا (6.9%)، مصر والسويد (4.2% لكل منهما)، الأردن (4.1%)، إنكلترا (3.5%)، تركيا (2.2%)، الكويت (1.6%)، إيطاليا (1.5%)، البرازيل (1.3%)، فنزويلا (0.5%)، المملكة العربية السعودية (0.3%)، الإمارات العربية المتحدة (0.05%)؛ وشكّلت البلدان النسبة المتبقية البالغة (28.7%).