اخبار محليةالرئيسية

فتّوحي يوجه نداء الى أهالي كسروان

لسنا بصدد تحميل النزوح السوري "جريمة" الأزمة الاقتصادية ولا "ذنب الدين العام

وجّه رئيس “الحزب اللبناني الواعد” فارس فتّوحي نداء الى أهالي كسروان جاء فيه:

“لعلها صرخة من القلب تنادي ضميرنا الوطني، وأكثر من نداء. أتوجه بها إلى أهلي الكسروانيين، فاعليات ومسؤولين ومواطنين. لا بل صرخة واجب فرضتها علينا الظروف، ولا بدّ لنا أن نلبي الواجب ونقف وقفة موحدة يداً بيد.

صار لا بدّ من وقفة جامعة، لا تميّز بين فقير وغني، بين مثقف وطالب علم أو ممن خانته ظروفه، لا تميّز بين من غلبته عجقة الساحل ومن يعيش ترف الجبل ونسيمه العليل… كلنا سواسية في قضية فُرضت علينا واحتلت سلم أولوياتنا.

لكسروان همومها اليومية، وتلك المتوارثة من جيل إلى آخر. ولكن مهلاً ثمة مسألة أكثر أهمية تستدعي أن نضع جانباً كل أزماتنا الاجتماعية والمعيشية والاقتصادية على أهميتها. انه النزوح السوري.

صار وجود النازحين السوريين بيننا عبئاً أثقل من قدرتنا على التحمل. باتت أكتافنا توجعنا، وصار لا بدّ من معالجات سريعة تحفظ لنا كرامتنا، حقوقنا ومصالحنا.

لا حاجة لاستعادة شريط الأعباء الاقتصادية التي يتكبّدها لبنان بكافة مناطق الاستضافة، ومنها كسروان جراء الكثافة السكانية السورية على أرضه. البنى التحتية، التعليم، الطبابة، الكهرباء، فرص العمل، الخدمات العامة… صارت الأرقام كارثية تعبّر عن عجز لبنان عن الاستمرار في سياسية “الحضن المفتوح” إلى ما شاء الله.

لسنا بصدد تحميل النزوح السوري “جريمة” الأزمة الاقتصادية في لبنان ولا “ذنب الدين العام الذي يفوق قدرة لبنان على مواجهته. لكننا بلا شك نحمله جزءاً من التدهور الذي يحصل والانهيار اذا ما وقع. الدول الغربية تضع يدها على جرحنا ولكن من دون أن تبادر الى مساعدتنا. كل ما يهمها هو ابعاد خطر النزوح عنها عبر تعزيز وجود النازحين حيث هم. ونحن على الله وعلى خلافاتنا، متكلون.

ألم يحن الوقت لنتكل على أنفسنا؟ على ارادتنا؟ ألم تحن الساعة لنبعد خطر الأيام المقبلة؟ بعض النازحين، ولا نقصد التعميم، مستفيد من كل التقديمات التي تتوفر له، سواء لناحية المسكن وفرصة العمل والمساعدات الدولية، وقد يجد نفسه صار جزءا من النسيج اللبناني ولا تعنيه العودة الى أرضه.

بعد مرور أكثر من سبع سنوات على اندلاع الحرب السورية، لا ضرورة بالتذكير بتجربة اللجوء الفلسطيني الى لبنان. فالعودة الفلسطينية حق نسعى جاهدين لتكريسه وتطبيقه من خلال رفض التوطين. فدعونا لا نبلغ يوماً نطالب فيه برفض التوطين السوري. دعونا نفكر سويا كيف نساعد السوريين للعودة الى بلادهم آمنين سالمين مرفوعي الرأس.

لهذا يرفع “الحزب اللبناني الواعد” الصوت عالياً لنكون صرخة واحدة ويداً واحدة بقلب واحد. فلنكن قوة شعبية فاعلة قادرة على الضغط على الحكومة العتيدة لكي ترفع قضية النزوح الى مرتبة القدسية وتبادر فوراً الى وضع معالجات سريعة وجدية من خلال التنسيق مع الدولة السورية كونه المعبر الإلزامي للحل”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى