من المستفيد من الفتنة الفلسطينية في لبنان؟
ذكرت مصادر أمنية أن رصاصات أطلقت عن بعد من سلاح حربي مزود بكاتم للصوت
أنقذت العناية الإلهية آلاف الفلسطينيين من فتنة، خلال مشاركتهم من مختلف المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان بـ”لقاء الوفاء للرئيس الفلسطيني محمود عباس، ودعماً للشرعية الوطنية في وجه مشاريع التصفية، وتأكيداً على الوحدة الوطنية”، الذي أقامته حركة “فتح” أمام مقر سفارة دولة فلسطين في بيروت، بعد ظهر الأربعاء (20 الجاري)، وتقدم المشاركين فيه سفير دولة فلسطين لدى لبنان أشرف دبور وقيادة الحركة والفصائل الفلسطينية وفاعليات.
فقد اخترقت رصاصة الكتف الأيسر لأحد المشاركين في اللقاء، الشاب فضل عدنان الجمل (18 عاماً)، واستقرت بطول 4 سم داخل جسمه، بحسب الطبيب الشرعي عفيف خفاجة، الذي عاينه، واطلع على تقارير وصور أشعة أجريت له في “مستشفى حمود الجامعي” – صيدا.
وذكرت مصادر أمنية، أن رصاصات أطلقت عن بعد، من سلاح حربي مزود بكاتم للصوت، أصابت إحداها الجمل، الذي كان يقف بين المشاركين، حيث استقرت في كتفه الأيسر.
وشعر الجمل بوخزة بكتفه، حيث جرى إسعافه من قبل فريق الإسعاف في “جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني”، قبل أن يزداد الألم، فنقل إلى “مستشفى حمود الجامعي”
في صيدا، وأدخل سريعاً إلى غرفة العمليات، وخضع لعملية جراحية على يدي الدكتور خالد عبدالله، حيث جرى استئصال الرصاصة التي تبين أنها أطلقت من سلاح حربي ، قبل أن ينقل إلى الغرفة رقم 539.
وتزامن تنظيم “لقاء الوفاء” مع تنفيذ ناشطين “وقفة احتجاجية”، بعنوان: “أوقفوا العقوبات”، على إحدى الطرق الفرعية المؤدية إلى السفارة.
وواكب التجمع انتشار كثيف لوحدات من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في محيط السفارة في منطقة الجناح.
وفتح القضاء والقوى الأمنية اللبنانية تحقيقاً بالحادثة، بناءً لإشارة المحامي العام الإستئنافي في الجنوب القاضي ماهر الزين، حيث جرى الاستماع إلى إفادة المصاب الجمل من قبل القوى الأمنية، وكذلك إلى عدد من الشهود، فيما قام الطبيب الشرعي خفاجة بمعاينة المصاب الجمل ووضع تقريراً حول ذلك.
وجرى التكتم على الحادثة حتى تنجز السلطات القضائية والجهات الأمنية المعنية تحقيقاتها بالحادثة، ومعاينة الطبيب الشرعي للمصاب خلال مشاركته في “لقاء الوفاء” في بيروت..
تساؤلات عن الحادثة المدبرة؟!
وطرحت هذه الحادثة جملة من التساؤلات حول:
– الجهة التي تقف وراء العملية المدبرة، التي نفذت من خارج الطوق الأمني الذي كانت تفرضه وحدات الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في المكان.
– “الوقفة الاحتجاجية” التي نفذها ناشطون بالتوقيت ذاته، واستغلاله، ومن هي الجهة التي دفعت المشاركين إلى تنظيم هذه الوقفة أمام السفارة، وإذا ما كان هناك من رابط مع الجهة المخططة.
– لماذا حاول بعض المشاركين في “الوقفة الاحتجاجية” الاندساس بين جموع المشاركين بـ”لقاء الوفاء” والتصوير والبث المباشر من خلال الهواتف عبر مواقع التواصل الاجتماعي والإيحاء على غير الحقيقة – بأن الحشد المشارك في “لقاء الوفاء” هو المشارك في الوقفة الاحتجاجية، واستفزاز المشاركين فيه بهدف ما
– مشاركة بعض وسائل الإعلام في تصوير المناسبة، والتركيز على معرفة مكان وضع المنصة الرئيسية لالقاء الكلمات، علماً بأنه لم يتم عرض أي جزء مما تم تصويره، وحتى لم يُشَر إلى المناسبة.
لسرعة إماطة اللثام
وهذه الحادث، هي بعهدة:
– وزارة الخارجية اللبنانية، على اعتبار أن سفارة دولة فلسطين في لبنان تتمتع بحصانة دبلوماسية.
– وزارة الداخلية اللبنانية، لجهة كيف نفذت “وقفة احتجاجية”، وإذا ما كان المشاركون فيه قد حصلوا على موافقة لإقامته، وممن، خاصة أن لوزارة الداخلية الحق بالموافقة على تنظيم الاعتصامات واللقاءات أو رفض ذلك، وصولاً إلى ما هي الجدوى من تنفيذ مثل تلك الاعتصامات، في ظل توافر معلومات عن محاولات للتوتير والفتنة.
– الأجهزة الأمنية اللبنانية الرسمية، لأن عملية “القنص” حصلت في وسط العاصمة اللبنانية – بيروت، وفي مكان يقيم فيه ويعبره بشكل دائم وزراء ونواب وقادة أمنيون وقيادات، فضلاً عن تواجد مقار سفارات وهيئات دبلوماسية.
هذه الحادثة المدبرة، تستوجب ضرورة العمل على إماطة اللثام عن حقيقة ما جرى، وصولاً إلى تحديد وتوقيف المخططين والمنفذين، خاصة أن توقيت “القنص” تزامن مع تنفيذ ناشطين “وقفة احتجاجية” أمام السفارة، باتت تتكرر بين الحين والآخر، وهناك من يسعى إلى استغلالها، علماً بأن السفارة تعتبر بيت الكل الفلسطيني، ومنذ سنوات عديدة تجمع مختلف المكونات الفلسطينية، على الرغم من تعرضها في الآونة الأخيرة لاستهداف وحملات تشهير، متزامنة مع حملة تحريض في المخيمات ضد الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية، باتت واضحة المعالم والأهداف ومن يقف خلفها، في محاولة لزعزعة الأمن والاستقرار في المخيمات الفلسطينية وانعكاس ذلك على الساحة اللبنانية.
هيثم زعيتر – اللواء