اخبار محليةالرئيسية

كي لا يتحول الفرح إلى عزاء!

 عند الساعة الرابعة من بعد ظهر اليوم، من المفترض أن تبدأ وزارة التربية والتعليم العالي في الإعلان عن نتائج الشهادة المتوسطة “البروفيه”، حيث ستعم الفرحة منازل الطلاب الناجحين، في حين سيراهن، من لم يحالفه الحظ، على الدورة الثانية لتجاوز هذا الإستحقاق، لكن قبل كل ذلك هناك خطر يداهم جميع اللبنانيين، يتمثل بعمليات إطلاق النار إبتهاجاً التي قد تحصل من قبل البعض، وهي عادة سيّئة لم يتوقف بعض اللبنانيين عن ممارستها منذ سنوات طويلة، بالرغم من كل الدعوات التي تصدر، سواء كانت من مراجع سياسية أو دينية، ذهبت إلى حد تحريم هذا الفعل.

في العام الماضي، عمدت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي إلى إطلاق حملة إعلامية واسعة تحذر من إطلاق النار لدى الإعلان عن النتائج، الأمر نفسه يتكرر هذا العام، بالإضافة إلى توقيف العشرات من الأشخاص الذين حوّلوا على القضاء المختص من أجل أخذ الإجراءات المناسبة بحقهم، مع الذهاب إلى نشر أسمائهم بشكل علني، على عكس ما تقوم به المديرية لدى توقيف أي مطلوب حيث تكتفي بنشر الحرفين الأولين من اسمه وعائلته.

 في هذا العام، قررت المديرية تكرار الأمر نفسه، من خلال التأكيد على أن هذه الظاهرة قاتلة وغير حضاريّة، لا سيما أنها في العام الماضي أدّت إلى سقوط ضحية في منطقة البقاع، حيث دعت إلى التخلي عن ممارسة هذه العادة السيئة، إلا أن المسؤولية تقع على عاتق المواطنين أولاً، بحسب ما يؤكد مصدر أمني مطلع، عبر “النشرة”، من خلال التوقف عن إطلاق النار في أي مناسبة، سواء كانت حزينة أم سعيدة، والتبليغ الفوري عن كل شخص يقدم على ذلك ثانياً، نظراً إلى أنه يهدّد سلامة باقي المواطنين، ويضيف: “من يقدم على ذلك هو مجرم كغيره من المجرمين، وهو قاتل أيضاً لأن ما يقوم به قد يؤدي إلى سقوط ضحايا أبرياء“.

 ويشير المصدر الأمني إلى أن الرصاص الذي يطلق في الهواء يعود إلى السقوط نحو الأرض حكماً، وبالتالي كل رصاصة من الممكن أن تصيب مواطنا آخر لا ذنب له، كاشفاً أن الأجهزة الأمنية ستتخذ إجراءات مشددة لمتابعة أي مخالفة على هذا الصعيد، وتذكر المخالفين بأن هذه العادة السيئة تعرضهم للملاحقة القضائية أمام المراجع المختصة، وبالتالي عليهم تجنب ذلك من خلال التوقف عن ممارستها، خصوصاً أن التعبير عن فرحتهم، الذي هو حق لهم، من الممكن أن يحصل بأساليب أخرى لا تلحق الضرر بالآخرين.

 في هذا السياق، يؤكد المصدر نفسه أن هذه الظاهرة تراجعت عما كانت عليه في السنوات السابقة، ويتوقع أن تتراجع أكثر في العام الجاري بسبب الإجراءات التي كانت معتمدة في العام الماضي، لكنه يشير إلى أن المطلوب ألاّ تحصل أي عملية إطلاق نار، حتى ولو لم تقع أي ضحية، فلا أحد يعلم متى يتحول الفرح في أحد المنازل إلى عزاء في منزل آخر، وهذا ما لا يجب أن يتقبله عاقل.

 وعلمت “النشرة”، أن الحملة ستضمن إرسال رسائل نصيّة إلى هواتف المواطنين تحذرهم من إطلاق النار في هذه المناسبة، بالإضافة إلى أخرى سترسل إلى الطلاب الناجحين، بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم العالي، كما سيكون هناك رسائل تحذيرية على الموقع والتطبيق لإعلان النتائج، بالإضافة إلى الرسائل الإلكترونية التي سترسل إلى الطلاب.

في الختام، يذكر المصدر الأمني، من قد يفكر بإرتكاب هذا الفعل اليوم، بأن العقوبة باتت منذ 3 تشرين الثاني 2016 أكثر تشدداً، بعد إقرار قانون تجريم إطلاق عيارات نارية في الهواء، حيث تنص الفقرة من القانون الرقم 71 تاريخ 27-10-2016، على معاقبة “كل من أقدم لأي سبب كان على اطلاق عيارات نارية في الهواء من سلاح حربي مرخص أو غير مرخص به بالحبس من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات وبغرامة من ثمانية أضعاف إلى عشرة أضعاف الحد الأدنى الرسمي للأجور. ويصادرالسلاح في جميع الأحوال ويمنع الجاني من الاستحصال على رخصة أسلحة مدى الحياة”، مع العلم أن هذه العقوبة ترتفع في حال أدّت إلى مرض أو تعطيل شخص عن العمل أو إلى الموت.

ماهر الخطيب – النشرة

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى