غير مصنف

أخطر أنواع الحشرات تهدد اللّبنانيّين

لبنان دخل فلك التغيّر المناخي العالمي من بابه العريض. ويُعتبر تغير المناخ من أحد التحديات الرئيسية في هذا العصر إثر ما يضيفه من ضغوط جسيمة على المجتمعات والبيئة. الآثار الناجمة عن هذا التغيير واسعة النطاق ولم يسبق لها مثيل من حيث الحجم، من تغير نمط الطقس الذي يهدد الإنتاج الغذائي، الى الجفاف الذي قد يؤدي الى التصحّر، وظهور أنواع من الحشرات وتكاثرها في لبنان.

في هذا الإطار، دق رئيس حزب البيئة العالمي الخبير البيئي ضومط كامل ناقوس الخطر، محذّرا عبر “ليبانون ديبايت” مما قد يؤل اليه انخفاض المتساقطات من ثلوج وامطار. وقال “وصل معدّل عدد الأيام الممطرة الى 23 يوما بالسنة من أصل 110 أيام، كما لم تتساقط الثلوج على مستوى أقل من 1000 متر، بعدما كانت تتساقط في السنة حوالي 6 مرات على مرتفعات تلامس 200 متراً”.

وأضاف “أزمة مياه خطيرة تطاول لبنان، وبداية الصيف مبكرا هذا العام يسقط بمساوئه على الأشجار والأحراج مع دخول حشرات مخيفة الى لبنان، وتكاثر خطير لعدد من أنواع الحشرات الضارّة، في ظل غياب كلّي للمعالجة السليمة من قبل الجهات المختصّة”. وأوضح أن “أحراج لبنان تضررت من بكركي وجعيتا وكسروان والمتن وصولا الى الكورة واقتربت من أرز الرب. بدأت تتآكل الأشجار وتجف وتعاني من اليباس خصوصا شجر الصنوبر”.

وعدد الخبير أنواع الحشرات، مشيراً إلى أن “الحشرات الاستوائية التي دخلت حديثا الى لبنان ولم يكن لها أثر في السابق ان كانت دودة أو فراشة او حشرات أخرى لا تُحصى. ويؤدي هذا النوع الى يباس أشجار الصنوبر. أما البعوض أو البرغش تكاثر بأعداد هائلة بسبب أزمة النفايات وتلوّث المياه والصرف الصحي المكشوف. ومن أخطر أنواع البعوض، النمر الأسود الذي يكثر وجوده في الاماكن التي يتم تخزين المياه فيها بطرق غير منتظمة وغير صحية”.

وعن التحذيرات المتكرّرة مما قد تسببه هذه الحشرات من تفشي لمرض الملاريا، أكد كامل ان “نوعاً واحداً من البعوض ينقل الملاريا، وهو الأنوفيل الذي بات موجوداً بكثرة في أكثر من منطقة لبنانية، الّا انه حتى الساعة لم تُسجّل أية حالة مرضية”. وأضاف “وما يفتك بالمحاصيل الزراعية هو من أخطر أنواع الذباب المعروف بذباب الشرق الأوسط”.

 

وشرح “الفرق بين الذباب والبعوض الذي يعيش بين الأزهار وذلك الذي يعيش بين النفايات والمياه الملوّثة والذي ينقل عدداً من الأمراض الخطيرة التي على المعنيين التحرّك حفاظا على صحة المواطن. وكأن اللبناني لا تكفيه أزمة التلوّث التي ترفع بنسب أمراض السرطان أضعافاً والتعامل بلا مبالاة مع هذا الوضع لم يعد مقبولًا”، على حدّ قوله.

 

ورأى كامل “عدم معالجة هذه الأزمة يؤدي الى تزايد تزاوجها وبالتالي تكاثرها. في المقابل، معالجتها بالطرق التقليدية أي رش المبيدات بمكينة الضباب هو أخطر لأنه يؤدي الى القضاء على أنواع من الحشرات غير المضرة مثل النحل كما يضر بصحة الانسان ويزيد من التلوّث، بحسب ما تشير اليه أبحاث عالمية”.

 

أسف كامل أن “بيروت ستضفي بلا أشجار، واتصالاتنا الى الجهات المعنية لم تُثمر”. وتوجّه الى المعنيين، من رئيس الجمهورية ووزير الصحة ووزير الزراعة بالقول “خذوا القرار، ونحن مستعدّون لتنفيذ أحدث خطّة مكافحة حشرات، وجاهزين نقدّم يلي لازم يتقدّم”.

كريستل خليل | ليبانون ديبايت

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى