النائب السيّد يشهد في لاهاي… والقاضي ري يدين لجنة ميليس!

هل يمكن اعتبار كلام رئيس هيئة القضاة في المحكمة الدوليّة الخاصة باغتيال الرئيس رفيق الحريري وآخرين، القاضي ديفيد ري، عن لجنة التحقيق الدولية برئاسة ديتليف ميليس بمثابة اعتذار من النائب اللواء جميل السيّد عما اقترفته بحقه لجنة التحقيق الدولية قبل 13 عاماً؟

فخلال إدلاء اللواء السيّد بشهادته أمام المحكمة في لاهاي قال له القاضي ري: «شاهدت تسجيل التحقيق معك، عاملك المحقق بطريقة سيئة وغير احترافيّة. سمعت اللهجة، ما حصل معك كان مشيناً». جاء هذا الاعتراف في جلسة مخصّصة لسماع شهادة السيّد، في مقرّ المحكمة (مدينة لاهاي الهولنديّة)، بعدما وافق الأخير أن يُلبّي رغبة فريق الدفاع.

ومِن جملة ما أدلى به السيّد في شهادته، أنّ رفيق الحريري أوصل «شنطة» تحتوي على 5 ملايين دولار إلى رئيس الجمهورية السابق الياس الهراوي، في بداية عهده، وهي مِن ضمن «المال الخليجي التقليدي». كذلك، قال إنّ الحريري حاول أن يمدّ نفوذه إلى الجيش اللبناني ولكن «لم نسمح له بذلك». وأشار إلى أنّ «كلّ عمل إيجابي أو سلبي، قام به الحريري، لم يقم به إلا بتوافق مع السوريين في لبنان، عبر عبد الحليم خدّام، ومن جملة ذلك مشروع سوليدير في بيروت». ولفت السيّد إلى أنّ الجهات السوريّة التي «كانت مكلّفة بإدارة لبنان» (بعد الطائف) ساندت الحريري أكثر مِن مرّة، ومِنها: «الضغط على نواب ليصوّتوا لمصلحة الحريري وإقرار مشروعه سوليدير المذكور، عبر تهديدهم بعدم وصولهم إلى النيابة مرّة أخرى… الجميع في لبنان كانوا ضمن الصحن السوري».

ويستكمل السيد شهادته على مدى ثلاثة أيّام، للحديث في تفاصيل تلك المرحلة المليئة بالذكريات.