سعادة من الكورة: النهضة القومية الاجتماعية نهضة علمانية
اقامت منفذية الكورة في الحزب السوري القومي الاجتماعي احتفالا رسميا وشعبيا حاشدا تحت شعار “احتفال النصر” بمناسبة فوز مرشح الحزب سليم سعادة في الانتخابات النيابية، على ارض ملعب نادي شباب اميون، في حضور فاعليات وحشد من القوميين والاصدقاء.
بعد وضع النائب سعادة اكاليل من الزهر على قبر والديه الدكتور عبدالله سعادة والدكتورة مي كما على مدافن الشهداء، استهل الحفل بالنشيد الوطني ثم نشيد الحزب. تبعه كلمة ترحيب وتعريف من المحامي عبدالله ديب، ثم وصلة فنية وطنية ادتها المطربة سناء اسعد.
سعد
والقت السيدة ريتا سعد كلمة باسم تجمع النهضة النسائية، اكدت فيها انه “آن الاوان لنبتهل ونغتبط بالنصر، تحت سماء بلادنا المواطنون يتنوعون، يتلاقون من دون ان يذوب احدهم في الاخر”. واعلنت باسم التجمع وباسم جميع النساء اللواتي فعلت في نفوسهن النهضة “اننا سنكون يدا واحدة لنعلي من شأن بلادنا التي لا يليق بها الا ان تكون شمسا، وننهض بكورتنا الحبيبة التي كانت وما تزال مركزا للثقافة والعلم”.
وفي حين شددت على دور المرأة الفاعل في المجتمع عبر العصور، رأت انه “لا بد لها ان تكون دائما المساهمة في صنع القرار في مختلف المجالات”.
الخولي
وركزت رئيسة مجلس انماء الكورة السيدة ايليان الخولي على حاجة الكورة الضرورية لعملية انماء شاملة تتناول القطاعات كافة، مشيرة الى الازمة البيئية الناتجة عن سموم الشركات وتشويه الطبيعة الكورانية. مشددة على “الحاجة الى كل يد تساعد في انماء الكورة وتقدمها وتلبية حاجاتها ودفع الاذى عنها”. واملت من سعادة ان يكون مع زملائه النواب “صوتنا الصارخ للمزيد من التنمية والانماء للمحافظة على كورتنا”. متمنية لسعادة باسم المجلس “التوفيق في حمل وحفظ هذه الامانة التي استحقها عن جدارة”.
كرم
والقى كلمة منفذية الكورة ناظر الاذاعة والاعلام الدكتور هنيبعل كرم، توجه فيها الى القوميين بالقول: “بلا منة اعطيتم وكنتم وحيدين، بلا منة قدمتم وكنتم متميزين، بلا منة ضحيتم فكان الموقف بتضحياتكم واخلاصكم مهيبا، لم تخدعكم لعبة الارقام ونحن نعرفها لانكم لستم ارقاما، انتم المعادلة الصعبة التي انتزعت النصر في الكورة من ذئاب المال والسياسة والتجييش الطائفي والتحريض المؤذي، وانقذتم شرف الكورة منفردين”.
واكد ان “الكورة لبنانية لان الحزب فاز فيها، الكورة لبنانية لانها تدفع ثمن الموقف الوطني حرمانا وتقصيرا وتهميشا، الكورة لبنانية لانها لم تهلل للارهاب ولم تطبل للتكفير، لم ولن تصافح اسرائيل ليس تحت اي ضغط سياسي او اقتصادي او ثقافي ولا تحت ضغط الميدان”.
سعادة
والقى سعادة كلمة هنأ فيها حليفيه وصديقيه النائبين فايز غصن وجورج عطالله على فوزهما وقال: “لو كان القرار معي ما اخترت غيركما ولا رضيت سواكما بالزمالة بدلا. وشاء القدر ان يعزز موقفي من هذا الامتحان الكبير”.
وشكر “الاصدقاء والاقرباء والشرفاء والغيارى، ومحبي النهضة القومية الاجتماعية وتراثها وتاريخها العريق، ومحبي رسلها ومناضليها ومقدسي شهدائها، ومن تعرض للظلم والاضطهاد والتعسف بحكم ولائه للنهضة ووفائه لرجالاتها الكبار. فالقلب ياتي قبل العقل احيانا”.
كما شكر “الذين ايدونا في قلوبهم وضمائرهم دون ان يتسنى لهم ان يفاضلوا بصوتهم لنا لاسباب طارئة او عابرة”.
ووجه تحية الى “كل كوراني وكورانية من دون استثناء، اذ يشرفني ان انوب عن كل ناخب وناخبة اينما وجدوا في الموقف والموقع. واعاهدهم باني كنت وسابقى صادقا ومحبا وناصع البياض كثلج الارز في عز الشتاء. فبيتي بيتهم ودربي دربهم وسمائي سماؤهم ومحبتي لا تميز ولا تستثني ولا تستأثر ولا تتسلط”.
وشدد على ان “الذي بيني وبين بني امي وبين بني ابي لمختلف جدا، فان اكلوا لحمي وفرت لحومهم، وان هدموا بيتي بنيت لهم مجدا. وان زجروا طيرا بنحس يمر بي زجرت لهم طيرا يمر بهم سعدا، ولا احمل الحقد الكبير عليهم لان كبير القوم لا يحمل الحقد”.
وتوجه الى اهله في الكورة ورفقائه ورفيقاته بالقول: “اني ارى بام العين حصاد اجيال النهضة الطاهرة ورسلها وشهدائها ومناضليها ورجالاتها الكبار في هذا النصر التاريخي العظيم. اني ارى وجوها اشرقت وطاب لقاؤها واني لخادمها، اني ارى وجوها اشرقت كلهب الشمس بعد ظلام دامس. اني ارى وجوها مشعة براقة تلف الكورة وتزنرها بنور النهضة القومية الاجتماعية. فيا ابناء الحياة اني اناديكم، اشد على اياديكم اقبلكم اضمكم الى صدري واشكر سخاءكم قرشا قرشا. اشكر حماستكم واندفاعكم ونشاطكم المعطر بعرق الجبين، اشكركم على هذا النصر الكبير الذي نقشتم حجارته باظافركم حرفا حرفا وصوتا صوتا. ان نصر الكورة هذا هو نصر العاشق في شوقه ونصر الحالم في توقه الى نجوم المجرة. ان نصر الكورة هذا هو نصر لزيتونها وبيئتها ولمدارسها ومعاهدها وجامعاتها. ان نصر الكورة هذا هو نصر اصيل واكيد وصافي الالوان، انه نصر مشرقي مقدسي نهضوي زوبعي مزلزل”.
وتابع: “يقول سعادة اذا كنتم ضعفاء اقصيتكم عني، واذا كنتم اقوياء سرت بكم نحو النصر. يا زعيمي هذا هو حزبك الكوراني يزهو بنصر مبين، ها هو واثق الخطوة يمشي ملكا فسر به نحو قمم شاهقة اخرى واصرخ من عليائك انا لا اموت لان حزبي باق ابدا. انا لن اموت لان حزبي باق لاجيال لم تولد بعد، باق بوقفات العز القومي والكرامة والانسانية، باق بفكر سعادة وعقيدته وشهادته والتزامه”.
واهدى “النصر التاريخي العظيم لكل من انتصر لنا في هذه المعركة المصيرية القاسية. الى كل طفل وطفلة، شاب وفتاة، سيدة ورجل، مسن ومسنة، اهديه لهم بيتا بيتا وقرية قرية، اهديه لهم يوما يوما على مدار السنوات الاربع المقبلة”.
واكد ان “الكورة اللبنانية امانة بصدورنا لان النهضة القومية الاجتماعية نهضة علمانية، لان الكورة قضاء علماني. ان الكورة العلمانية امانة في رقابنا لاننا نقف في وجه الدعوات اللبنانية المتصهينة التي تقود مللها نحو النار والانتحار. ان الكورة اللبنانية العلمانية امانة في قلوبنا لان عاصمتها اميون هي عاصمة السنة والشيعة والارثوذكس والموارنة في الكورة، لان اميون العاصمة عاصية على الدخلاء والاشقياء والمرتزقة وتجار الهيكل، لان اميون الابية حرة في قرارها وخيارها وشعارها، حرة في وفائها وثباتها، حرة في محبتها وعطائها. ان الكورة اللبنانية امانة في نفوسنا وعقولنا لان كورتنا هي كورة العلم والمعرفة ولان نشاتنا منذ الثلاثينات هي نشاة فكرية فلسفية معرفية عقائدية وليست من افرازات الحرب الاهلية الميليشيوية. ان الكورة اللبنانية امانة غالية نحميها بسواعدنا لاننا نتمثل بها وتتمثل بنا، لاننا ندافع عنها في وجه الغزاة البرابرة سارقي بيوتها وغلالها وشهاداتها العلمية”.
ودعا بنات النهضة وابناءها الى ان يقصدوا “المدارس والمعاهد والجامعات، والنوادي الشبابية، والمؤسسات الكشفية ودورات الاشبال. وبشروا بالفكر والفلسفة والادب والعقيدة، بالقيم والاخلاق والمناقب والالتزام والانتماء والانتظام، بشروا بنشوء الامم وبالمحاضرات العشر وبالاسلام في رسالتيه وبالصراع الفكري في الادب السوري. بشروهم بشخصية سعادة الانسان الحضاري الراقي والفذ. تفاخروا بفضائله برقته وعذوبته وتهذيبه ومحبته وعطائه ونظافة كفه وعقله وقلبه. تفاخروا بصدقه وايمانه وشجاعته والتزامته. تفاخروا بادارته وارادته الحديدية الصادمة للاستعمار ولسلطة الفساد. هكذا نحتفل حقيقة بالنصر ونثبت دعائمه عبر الاجيال. هكذا يدوم النصر ويستمر ويكبر. فلا تخافوا المال بل خافوا الملل. ولا تخافوا النفوذ بل خافوا من النفوس الضعيفة بيننا ولا تخافوا السلطة بل خافوا ان تتسلطوا انتم على الناس”.
وركز على “اننا لسنا من اهل النظام، ولسنا حزبا طائفيا تقليديا عابرا. نحن حركة قومية اجتماعية اعتراضية اصلاحية تغيرية ثورية مقاومة. نحن حزب علماني بالقول والفعل والقناعة والانتماء والممارسة وليس بالكلام البخاري المعسول. نحن المجتمع المدني الحقيقي الذي يدعيه غيرنا لاننا اخترنا المساكنة والمهادنة مع هذا النظام المشوه الاعرج حفاظا منا على سلامة الوطن. نحن المجتمع المدني الحقيقي الذي يدعيه غيرنا لاننا اخترنا ان نكون في السلطة دون ان نكون فيها حفاظا منا على شعلة المقاومة وبريقها المقدس ودفاعا عن قوتها ومناعتها ومكتسباتها. نحن المجتمع المدني الذي يدعيه غيرنا لاننا اخترنا ان نكون في الدولة من دون ان نكون منها حفاظا منا على جيشنا اللبناني الباسل وعلى دوره الفعال في مقارعة الارهاب وتثبيت السلم الاهلي”.
اضاف: “يا اهلنا، مشيناها خطى كتبت علينا، مشيناها معا فريقا نهضويا كاملا واحدا موحدا. مشيناها معا فريقا باهرا مذهلا صافيا مدويا. مشيناها معا في وجه السعير الطائفي الاسن، مشيناها معا في وجه الدولار الاتي من البعيد عبر القريب الغريب عنا. مشيناها معا في وجه النظام العتيق، نظام الفساد والافساد والمحاصصة. مشيناها معا عبر السدود، عبر النفوذ، وعبر الشذوذ الاعلامي الموجه. مشيناها معا في وجه المنتفعين والوصوليين ودون دعم او منة من احد. مشيناها معا صفا رصاصيا ثابتا بديع النظام، مشيناها معا بطولة مؤمنة مؤيدة بصحة العقيدة”.
وختم سعادة: “يا ابناء الحياة في الكورة، ان فيكم قوة قد فعلت وغيرت وجه التاريخ. يا ابناء الحياة العزيزة لنا لاننا احرار سعادة ولان الحياة لا تليق الا باحرار سعادة. فوالله والله، لو كان سعادة حيا يرزق وهو حي في عليائه لكان وضع على صدر كل منكم نيشان الزعامة والاندفاع والثبات والايمان والوفاء. فالنصر منكم انتم وبكم ولكم ولتحيا سوريا سيدة حرة مستقلة مزدهرة وليحيا سعادة في عقولنا وقلوبنا دائما”.