خاص- بعد السادس من أيار وإشكال الشويفات.. “حراك درزي” من أجل التغيير
هناك حراكا فعلياً بدأت تشهده المناطق الدرزية لا سيما في جرد الشوف وعاليه والمتن الأعلى
دخلت الساحة الدرزية بعد السادس من أيار منعطفاً جديداً حيث جاءت نتائج الانتخابات وما تلاها من إشكال في مدينة الشويفات لتعزز الذهاب لدى البعض نحو خيارات جديدة – قديمة لطالما كانت موجودة على الساحة الدرزية في فترات سابقة، وهي عادت مؤخراً لتبرز من جديد كخيار بديل عن الإصطفافات القائمة على الساحة الدرزية، على غرار التجربة التي كانت قائمة مع بشير الاعور وبشير العريضي حيث تشكّل “العائلات اليزبكية” عصب هذا الحراك.
وفي التفاصيل تشير المعلومات أن “هناك حراكا فعلياً بدأت تشهده المناطق الدرزية لا سيما في جرد الشوف وعاليه والمتن الأعلى، من قبل مجموعة يقال أنها ستعلن عن نفسها في مرحل لاحقة تحت مسمى “التيار الدرزي الحر” وترفع لواء كسر الاحتكار في الجبل والعمل على تعزيز التعددية والعيش المشترك، والعمل على محاربة الفساد إضافة الى نبذ الطائفية والتمسك بمنطق الدولة، كما تتبنى شعار الحياد عن الصراعات السياسية في المنطقة”.
وتشير معلومات أن هذا “الحراك ليس مستجداً على الساحة الدرزية بل يعود الى فترة الصراع بين ما كان يسمى بـ”الشمعونية الدرزية” بوجه كمال جنبلاط بوصفه رأس حربة الحركة الوطنية آنذاك، وعليه تحذر بعض الجهات من أن يذهب هذا التيار الدرزي الناشىء باتجاه اليمين ويعيد إنتاج التجربة الشمعونية، ما يشكل خروجاً من الموقع القومي والعروبي الذي تتخذه طائف الموحدين منذ عشرات السنوات، وتربط المصادر سلوك هذا التيار في هذا المنحى “بحالة الإستياء الناشئة لدى الحالة الدرزية لا سيما اليزبكية بعد نكسة الإنتخابات، حيث لم تجير قاعدة حزب الله (الشيعية) أصواتها للمرشح سهيل الأعور الذي خسر أمام المرشح الإشتراكي هادي أبو الحسن، فإستعاد الاشتراكي بذلك مقعد بعبدا الدرزي الذي خسره قبل تسع سوات لصالح النائب فادي الأعور الذي إستبعد إضافة الى مرشح حزب التوحيد هشام الأعور عن لائحة المقاومة في بعبدا، لصالح المرشح سهيل الأعور الذي حقق رقما خجولاُ ما شكل تعويماً للقاعدة الجنبلاطية، بينما حل مرشح القوات بيار بوعاصي في المرتبة الثانية بعد مرشح حزب الله النائب علي عمار، وهو ما يشير الى حجم التراجع الحاصل على مستوى الخيارات الوطنية والعروبية في هذه المنطقة” وفقا للمصادر.
وفي سياق متصل تشير المصادر ان “الحراك السياسي الدرزي يلقى دعماً من شخصيات درزية متمولة وموجودة في الخارج لا سيما في الولايات المتحدة الاميركية، لكنها تجزم بأن الهدف من هذا الحراك تصويب الصراع السياسي انطلاقا من كرامة المواطن والدفاع عن لقمة العيش، وتأمين فرص العمل وبناء المؤسسات ومحاربة الاقطاع الذي أوصل طائفة الموحدين الى هذه الحالة من التقهقر، لا سيما على مستوى إنحسار حصة الدروز بالوظائف في مؤسسات الدولة، وتراجع دورهم السياسي في تولي الحقائب الوزارية السيادية التي كانت بحوزتهم بشكل دوري، وبات الأمر حالياً يقتصر على الفتات في الوظائف والوزارات والمناصب الرسمية، وهذا ما إستدعى رفع الصوت والتحرك لتغيير هذا الواقع المرفوض جملة وتفصيلاً”.