الفرزلي نائبا لرئيس مجلس النواب بعد”تسوية” بين “أمل” و”الوطني الحر”
بعد إنجاز الاستحقاق النيابي وولادة التكتلات الجديدة، دخل لبنان المرحلة التالية التي يتم فيها انتخاب رئيس للمجلس النيابي ونائب له بالاضافة الى أعضاء هيئة المجلس، الأمر الذي كان يُتوقع أن يشكل مدخلا محتملا لخلاف سياسي بين حركة امل والتيار الوطني يبدو أنه لن يتحقق بعد ظهور بوادر تسوية سياسية بين القوى النيابية الكبرى، بانت ملامحها في زيارة رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى قصر بعبدا.
تحدث أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله قبل الانتخابات عن “محاولات” توفيقية بين حركة أمل والتيار الوطني الحر من جهة، وبين الأخير وتيار المردة من جهة أخرى، ولا بد من القول أن هذه المحاولات حققت تقدما ملحوظا من خلال تراجع حدة الخطاب الذي وصل الى مراحل غير مسبوقة خلال مرحلة الحملات الانتخابية. وفي هذا الإطار تشير مصادر مطلعة الى أن حديث بري في قصر بعبدا بعد زيارته عون شكّل تتويجا لـ”مصالحة” سياسية تحكم الفترة المقبلة، وأبرز تجلياتها ستكون في انتخاب نائب لرئيس المجلس النيابي.
تؤكد مصادر مقربة من برّي ان منصب نائب رئيس المجلس النيابي من حق تكتل التيار الوطني الحر بصفته التكتل الاكبر، مشيرة عبر “النشرة” الى أن المرشح الأبرز لهذا المنصب سيكون إيلي الفرزلي الذي يتمتع بخبرة واسعة في هذا المجال. وتقول المصادر: “تحدث كثر عن نيّة بري القيام بمعركة على هذا المنصب خصوصا وأن الخيارات المتاحة له كثيرة، الا أن هدف بري لم يكن يوما “افتعال الأزمات” وهو على عكس ما يتهمه البعض يعمل جاهدا لإنجاح عهد الرئيس ميشال عون، لذلك لم يكن بوارد التسبب بمعركة سياسية على منصب نائب الرئيس وهو يسير بخيار الفرزلي المعروف بقربه من عون ومن حركة أمل وحزب الله، خصوصا وأنه ترشّح على متن لائحة الثنائي الوطني في البقاع الغربي”.
بالمقابل تكشف مصادر سياسية مطلعة أن الاسماء المطروحة لهذا المنصب هم: من جانب التيار الوطني ايلي الفرزلي بالدرجة الاولى، ويليه الوزير السابق الياس بو صعب المقرب من رئيس التيار جبران باسيل، الوزير السابق فايز غصن من جانب تيار المردة مع الاشارة الى الأخير لن يقف حجر عثرة بوجه التفاهم السياسي على الفرزلي، نائب رئيس الحكومة السابق ميشال المر، مرشح “القوات” النائب الجديد عن الشوف – عاليه أنيس نصار، الا أن الافضلية ستكون لمرشحي التيار، وبالاخص ايلي الفرزلي بغضّ النظر عن علاقته الباردة مع تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي.
انطلاقا من هذا الواقع ترجّح المصادر امكانية حصول تسوية على ايلي الفرزلي يليها تسهيل ولادة الحكومة المقبلة، الأمر الذي يسعى اليه بشدة التيار الوطني الحر لانطلاق العهد الرئاسي بشكل رسمي لا سيما أن عون يعتبر الحكومة هي حكومة العهد الاولى. وتضيف المصادر: “ستنعكس التسوية حتما على انتخاب رئيس المجلس أيضا اذ يبدو الوطني الحر امام خيارين، الاول ينص على انتخاب بري، والثاني ينص على استعمال الورقة البيضاء بالتوافق مع بري، أي أن يكون الأمر بالتنسيق بين الفريقين كي لا يتسبب بحساسيات إضافية لا يريدها احد”.
أما بالنسبة لموقف الأحزاب الاساسيّة الاخرى فلا تتوقع المصادر اعتراض تيار المستقبل على تسمية الفرزلي لان تسمية الحريري رئيسا للحكومة وتسهيل مهمته هما أمران يسعى اليهما المستقبل بشكل حثيث، ولأن الأخير لا يريد الدخول في منافسة مع الوطني الحر على منصب مسيحي، ولكن من جهتها لن تسير القوات اللبنانية بخيار الفرزلي بشكل هادىء، وستحاول المطالبة بالمنصب، لرفع سقف التفاوض والحصول بالمقابل على منصب نائب رئيس الحكومة، والذي هو اليوم بحوزتها عبر وزير الصحة غسان حاصباني.
محمد علوش – النشرة