خاص / عاليه ـ الشوف: تسعة مقاعد محسومة والمعركة على أربعة فقط
عوامل وأسباب عديدة وموضوعية تجعل المقعد الأرثوذكسي في عاليه لوليد خيرالله على حساب إيلي حنا وأنيس نصّار
تُصنّف دائرة عاليه ـ الشوف بين الدوائر التي ستشهد معارك انتخابية حامية في 6 أيار المقبل، إذ انها الدائرة الأكبر من حيث عدد مقاعدها الـ 13 الموزّعة كالآتي: 5 موارنة (3 في الشوف واثنان في عاليه)، 4 دروز (اثنان في الشوف واثنان في عاليه)، 2 سنة (الشوف)، 1 أرثوذكسي (عاليه)، 1 كاثوليكي (الشوف). كما أنها تضمّ مروحة واسعة من الأحزاب والقوى والشخصيات السياسية، وفيها تتحدّد أحجام زعامات وتيارات سياسية رئيسية في البلد.
تشكّلت في هذه الدائرة لوائح عديدة… منها لائحتان للمجتمع المدني لا يُتوقّع أن تحققا أيّ حاصل انتخابي، علماً أنّ هناك خبراء يجزمون بأنّ الحاصل كان سيتوفر لو أنّ الذين شكلوا اللائحتين توحّدوا في لائحة واحدة، خاصة أنّ اللائحتين غير مكتملتين وكان يمكن جمعهما بسهولة من حيث عدد المقاعد، ولكن يبدو أنّ المسالة أبعد من الجانب العددي والتقني؟
وهناك لائحة ثالثة تجمع حزبي الأحرار والكتائب وبعض العمداء المتقاعدين لا يُتوقّع لها أيضاً أن تجمع أيّ حاصل انتخابي.
يبقى في الميدان إذن ثلاث لوائح قوية قادرة بطبيعة الحال أن تكون لها حواصل انتخابية… وهي: لائحة تضمّ تحالف الاشتراكي والقوات والمستقبل برئاسة تيمور جنبلاط، ولائحة تضمّ تحالف التيار الوطني الحر والحزب الديمقراطي اللبناني والحزب السوري القومي الاجتماعي وبعض الشخصيات المستقلة برئاسة طلال أرسلان، ولائحة تضمّ تحالف حزب التوحيد العربي ورابطة الشغيلة وبعض الشخصيات المستقلة برئاسة وئام وهّاب.
ورغم حماوة المعركة فإنّ كلّ التقديرات تقول إنها ستكون محصورة بأربعة مقاعد على الأكثر، لأنّ هناك تسعة مقاعد شبه محسومة أو لنقل محسومة كما يؤكد الخبراء الجدّيون الذين يعطون لائحة جنبلاط سبعة إلى ثمانية حواصل، ولائحة أرسلان ثلاثة إلى أربعة، ولائحة وهّاب حاصلين اثنين إلى ثلاثة.
والمقاعد الأربعة المتنافس عليها هي التالية:
ـ مقعد درزي في الشوف: مروان حمادة أو وئام وهّاب.
ـ مقعد ماروني في الشوف: غطاس خوري أو ناجي البستاني أو زياد الشويري.
ـ مقعد سني في الشوف: زاهر الخطيب أو علي الحاج.
ـ مقعد أرثوذكسي في عاليه: وليد خيرالله أو إيلي حنا أو أنيس نصار.
وإذا كان الخبراء الانتخابيون يضعون المقعد الأرثوذكسي ضمن المقاعد المتنافس عليها وليس المقاعد المحسومة فذلك لسلامة البحث العلمي، غير أنّ هذا المقعد يمكن وضعه أيضاً في خانة المقاعد المحسومة، حيث أنّ المرشح وليد خيرالله (المتحالف مع وهّاب) يُعدّ أقرب المرشحين للفوز بهذا المقعد، وهو ما يكثر التداول به في أوساط الماكينات الانتخابية المعنية بهذه الدائرة.
ذلك أنّ ماكينة مرشح القوات أنيس نصّار لا تخفي الخشية من تأثير دعم حزب الكتائب لمرشحته تيودورا بجاني، حيث تفيد التجارب السابقة أنّ حظوظ مرشح الكتائب النائب فادي الهبر كانت مرتفعة لأنه كان يحصل على أصوات الكتائب والقوات معاً، في مقابل حصول مرشح القوات في الشوف النائب جورج عدوان على أصوات الحزبين أيضاً.
أما في هذه الدورة فإنّ حزب القوات يجد نفسه وحيداً من حيث الصوت التفضيلي، وقاعدته الناخبة في عاليه غير كافية لوحدها لكي تؤمّن فوز مرشحه، على عكس القاعدة الناخبة في الشوف حيث يؤكد القواتيون أنهم قادرون على تجيير الأصوات الكافية لفوز مرشحهم جورج عدوان، رغم التنافس الحادّ القائم مع زميله على اللائحة وابن بلدته دير القمر أيضاً الوزير السابق ناجي البستاني.
وعلى ضفة التيار الوطني الحر هناك خشية مماثلة مع فارق أنها ناجمة عن وجود مرشحَيْن اثنين للتيار في عاليه يتنافسان على الأصوات التفضيلية التي يستطيع التيار تجييرها لمرشحَيْه الأرثوذكسي إيلي حنا والماروني سيزار أبي خليل.
إلا أنّ المتابعين لمجريات العملية الانتخابية يجزمون بأنّ أبي خليل مرتاح على وضعه أكثر من حنا، والسبب هو أنّ لديه خصماً ضعيفاً على لائحة جنبلاط هو المرشح راجي السعد الذي لا يملك قاعدة انتخابية واسعة ولن يجد الدعم الكافي من الحزب الاشتراكي الذي يسعى لضمان فوز مرشحَيْه النائب أكرم شهيّب والماروني الآخر النائب هنري حلو الذي يحرص النائب وليد جنبلاط على فوزه كونه كان مرشحه لرئاسة الجمهورية.
وعليه يكون وضع حنا شبيهاً بوضع نصّار، ما يجعل من خيرالله المرشح الأقوى وصاحب الفرصة الأكبر للفوز بالمقعد الأرثوذكسي في عاليه، خاصة أنّ لديه الحيثية الشعبية التي تؤهّله لهذا الفوز.