اخبار محليةالرئيسيةخاص دايلي ليبانون

من صوفر تحية الى فلسطين.. لوحة إنتصار بريشة مقاومين

يوسف الصايغ – دايلي ليبانون

لأنها فلسطين كانت لها التحية في زمن طوفان الأقصى الذي رسم مشهدية إنتصار بالدم والأجساد الطرية التي قهرت آلة القتل الصهيونية، وهي رغم كل وحشيتها ودمويتها وأسلحتها الفتاكة تقف عاجزة أمام إرادة شعب فلسطين الذي لم ولن يبخل بالدم والأرواح، كي تبقى فلسطين وهي باقية ما بقي الزيتون على أرض في فلسطين.
ولأن الريشة لا تقل شأنا عن رصاصة في بندقية مقاوم كانت صوفر على موعد مع معرض للرسم والفن التشكيلي بعنوان “تحية الى فلسطين”، برعاية وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى ممثلا برئيس جمعية الفنانين للرسم والنحت ميشال روحانا، ومن خلال التعاون بين منتدى الفن التشكيلي وإتحاد بلديات الجرد الأعلى – بحمدون ممثلا برئيس بلدية شارون مهنا البنا، وبحضور ممثل سفارة فلسطين في لبنان أحمد الحلبي الى جانب نحبة من اهل الفن والثقافة والفعاليات البلدية والاجتماعية.
تحية أراد المشاركون من خلالها تحويل الريشة الى صاروخ ومسيّرة وقذيفة على شكل لوحة تهز كيان عدو غاشم لا يفهم الا لغة القوة، فكان معرض صوفر مظهرا من مظاهر المقاومة الثقافية التي تعتبر جزءا من المقاومة في الميدان من غزة الى جنوب لبنان وباقي الجبهات.

المقاومة الثقافية.. روح لا تموت
ممثل وزير الثقافة ميشال روحانا يشير في تصريح لدايلي ليبانون الى أن معرض “تحية إلى فلسطين” يُعتبر مظهراً من مظاهر المقاومة الثقافية، وهذه المقاومة توجد فيها الروح التي لا تموت رغم كل ما نشهده”.
ويضيف روحانا:”رغم كل الدمار والحقد والبغض انعكس ذلك محبة وأمل بالمستقبل، حيث لم نجد أي إحباط بل رسالة أمل، من خلال هذه اللوحات المشاركة في هذا المعرض المميز في أوتيل صوفر الكبير، والذي يضم نخبة من الرسامين والفنانين التشكيليين”.

أهمية اللوحة في توثيق التاريخ على مر الأزمنة والعصور
رئيس منتدى الفن التشكيلي علي ناصر يلفت في حديث لدايلي ليبانون الى ان “هذا المعرض يُقام للسنة الثالثة من خلال التعاون مع رئيس بلدية شارون مهنا البنا ممثلا لإتحاد بلديات الجرد الأعلى – بحمدون، ويشرح ناصر ان “هذا المعرض من خلال عنوانه “تحية إلى فلسطين” والذي يضم مجموعة كبيرة من الفنانين اللبنانيين والفلسطينيين الذين شاركوا بهذه اللوحات المميزة التي تحاكي ما نشهده في غزة وفي جنوب لبنان”.
ويؤكد ناصر على أهمية اللوحة في توثيق التاريخ على مر الأزمنة والعصور، واليوم هذه اللوحات تجسد ما نشهده من أشكال الصمود والمقاومة في فلسطين وجنوب لبنان، والرسامون وهم جزء مهم من الفنانين يلعبون دورا مهما في إيصال الفكرة من خلال الريشة واللوحة.

فلسطين وشعبها الثائر هم حتماً منتصرون
رئيس بلدية شارون وممثل إتحاد بلديات الجرد الأعلى – بحمدون مهنا البنا يؤكد في حديث لدايلي ليبانون الى ان “الفن هو إنعكاس لصورة المجتمع واللوحة تجسد الواقع بالريشة التي تنبض بالحياة، وهذا ما شهدناه من خلال معرض “تحية الى فلسطين”من خلال التعاون بين منتدى الفن التشكيلي وإتحاد بلديات الجرد الأعلى – بحمدون، الذي أثمر معرضاً فنياً مميزاً من قلب هذا الجبل النابض بالحرية والمنتصر لفلسطين وشعبها بالكلمة والموقف، واليوم نبعث من خلال كل لوحة في المعرض برسالة صمود ومقاومة وإنتصار الى غزة والضفة وكل فلسطين وشعبها الثائر هم حتماً منتصرون رغم كل الويلات”.

كل يوم يجب أن نوجه تحية الى فلسطين
من جهتها تشير عضو مجلس بلدية صوفر منيرة الدمشقي في حديث لدايلي ليبانون الى “اهمية هذا النشاط الفني في هذا التوقيت ونحن في كل يوم يجب أن نوجه تحية الى فلسطين فهي قضيتنا الوحيدة التي نحمل همها في الوقت الحالي في زمن طوفان الأقصى”.

وترى الدمشقي انه في الوقت الذي نرى فيها الدم يراق في فلسطين فأقل الإيمان ان نوجه تحية من خلال الفن واللوحات، لنعبر عن وقوفنا الى جانبهم بالموقف واللوحة”.
وتلفت الدمشقي أنه للعام الثاني يتم تنظيم السيمبوزيوم في أوتيل صوفر الكبير، وكلنا فخر بهذا المعرض الذي يضم نخبة من الفنانين التشكيليين والرسامين الذين شاركوا في هذا المعرض الهادف والقيم”.

العالم بأسره مُقيّد.. أما فلسطين فهي حرة
الفنانة التشكيلية الفلسطينية وإبنة مدينة صيدا خديجة ابراهيم خليل تشير لـ”دايلي ليبانون” الى انها شاركت بلوحة تجسد القدس وكنيسة القيامة وحمامة السلام ومفتاح العودة وأرض السلام ولوحة اخرى تجسد ام الشهيد وزوجة الشهيد في فلسطين، وتؤكد خليل ان فلسطين ستبقى حرة رغم كل ما يحص كل العالم مقيّد أما فلسطين فستبقى حرة”.

فلسطين بأرضها ومقدساتها ستتحرر
من جهتها تؤكد الرسامة سناء حلاوي الصايغ لـ”دايلي ليبانون” على أهمية هذا المعرض الذي يحمل عنوان “تحية الى فلسطين” للتأكيد على أهمية الفن كوسيلة للتعبير عن الوقوف الى جانب غزة وفلسطين، وتلفت الى انها شاركت من خلال عدد من اللوحات المرتبطة بفلسطين وإحداها تجسد المسجد الأقصى لإيصال رسالة تؤكد على ان فلسطين بأرضها ومقدساتها ستتحرر رغم كل الظلم”.

الريشة يمكن أن تهز العالم بأسره
الرسامة جهان القوصي تلفت لـ”دايلي ليبانون” الى أن مشاركتها في المعرض هو لتأكيد موقفنا الى جانب فلسطين كأرض عربية، وتشير الى ان الفن وسيلة أساسية للتعبير حيث ان الحرف والكلمة يجسدان الموقف والريشة يمكن أن تهز العالم بأسره، وأي شيء مهما كان بسيطاً يؤثر في الرأي العام حول العالم”.

نرسم بالريشة والمجاهدون يرسمون الانتصار بالرصاص
أما الفنانة التشكيلية زينب سرحان والتي شاركت بلوحة عنوانها “القدس عروسة الإنتصارات”، تشير لـ”دايلي ليبانون” الى ان ورود شقائق النعمان في لوحتها تجسد دماء الشهداء التي أزهرت انتصارات عبر مشهد للقدس، ومعها طرحة العروس وغصن الزيتون الذي تشتهر به فلسطين كرمز للحياة، كما قامت سرحان باستخدام اللون الذهبي الساطع الى جانب مجموعة من الالوان للاشارة الى ان القدس ستبقى مشعة”.
وتؤكد سرحان على أهمية الفن في زمن طوفان الأقصى لإيصال رسالة أمل وحياة فالرسم ليس مجرد علم نحصّله بل لغة عالمية للتعبير، وتختم مشيرة الى اننا نرسم بالريشة بينما المجاهدون يرسمون الانتصار بالرصاص الذين يواجهون به العدو، وكلنا إيمان بأن نرى الإنتصار في وقت قريب”.

رسالة سلام وفرح وأمل بالغد القادم
من جهتها تؤكد الفنانة التشكيلية ناديا زين العابدين  على أهمية إيصال رسالة سلام وفرح وأمل بالغد القادم للتأكيد بأن الأمور في فلسطين ستكون أفضل في الايام المقبلة، رغم كل ما نشهدة من آلام وعذابات.
وتشير زين العابدين في حديث لدايلي ليبانون الى أن “الفن هو أسلوب للتعبير عن الموقف من خلال اللوحة والالوان والريشة من اجل ترجمة الرأي والموقف باللوحة”.
العلم الفلسطيني وآلة الغيتار
اما الفنانة التشكيلية عبير سليم فتشير في حديث لدايلي ليبانون الى انها تعبّر عن افكارها من خلال الرسم التجريدي، وتؤكد سليم “أننا مع القضية الفلسطينية ونقف الى جانب غزة في ظل ما تتعرض له، وأردت التعبير من خلال معرض “تحية الى فلسطين” عبر رسم العلم الفلسطيني وآلة الغيتار التي أعتبرها آلة موسيقية مميزة”.

الشعب الفلسطيني يصنع القوة من المآساة
أما الفنانة التشكيلية وإبنة جنوب لبنان صابرين مروة تلفت في حديث لدايلي ليبانون الى انها شاركت بلوحة من وحي ما نعيشه اليوم حيث ان فلسطين قضية الامة، واردت إيصال رسالة تعبّر عن هذه القضية من مخيم مجزرة جباليا، حيث يجلس هذا الطفل الى جانب شقيقته ويلفها بالعلم الفلسطيني كتجسيد للإرتباط والتمسك بالارض والقضية حتى آخر نفس رغم المآساة، فالشعب الفلسطيني يصنع القوة من المآساة ويوصلون هذه الرسالة الى كل العالم”.

لا زلنا قادرين على ان نتخيل رغم الواقع المظلم
من جهته يشير الفنان نسيم هاني في حديث لدايلي ليبانون الى أنه “شارك في المعرض عبر لوحة بعنوان الخيال وهي تجسد الهروب من الواقع المظلم الى خيال العقل وأبعاد العقل”.
والرسالة من خلال المشاركة في المعرض انه رغم كل شيء أسود فلا زلنا قادرين على ان نتخيل ونخرج من هذا الواقع المظلم، مؤكدا على اهمية الفن في التعبير عن الإحساس والمشاعر من خلال الموسيقى او اللوحة او أي فن آخر”.

ما بين قلعة الشقيف التاريخية وزمن بيروت الجميل
أما الفنان هشام علوية إبن بلدة أرنون الجنوبية فيوضح في حديث لدايلي ليبانون الى ان “مشاركته في معرض صوفر جاءت مميزة من خلال إستخدام الجفصين ومواد أخرى في تصميم مُجسّم لقلعة الشقيف التاريخية، والتي تعتبر رمزاً للصمود والمقاومة في الجنوب على مر العصور، ويستذكر كيف صمد بداخل هذه القلعة عدد من المقاومين الفلسطينيين في زمن الاجتياح الاسرائيلي للبنان”.

بالمقابل أرادت إبنته الرسامة بروين علوية الإضاءة على زمن بيروت الجميل عبر لوحة تجسد العاصمة بيروت في الزمن الجميل في منطقة الروشة، حيث تظهر بناية sony الشهيرة آنذاك اضافة الى سيارات “رولس رويس” الفاخرة في ذاك الزمن.

رسالة سلام الى فلسطين
الفنانة ساندرا شيا وإبنة بلدة صوفر وعضو منتدى الفن التشكيلي تؤكد عبر دايلي ليبانون على إيصال رسالة سلام الى فلسطين من خلال معرض “تحية الى فلسطين” وتشير الى ان “المعرض تخللته لوحات تحاكي القضية الفلسطينية وأخرى يتم رسمها مباشرة من أجل إيصال الرسالة بشكل مباشر”.

إذاً هو معرض مميز بعنوانه ومضمونه حيث كانت تحية من صوفر في جبل لبنان النابض الى فلسطين النازفة الصامدة الصابرة، ورغم كل المآسي نجحت كوكبة من الفنانين في رسم لوحة إنتصار خطتها ريشة مقاومين بالفن والالوان والموقف، والذي تمت ترجمته بمجموعة كبيرة من اللوحات التي تجسد الواقع الفلسطيني منذ عملية السابع من اكتوبر وحتى يومنا هذا، فكان وائل الدحدوح وكلمة “معليش” حاضراً بقامته المنتصرة رغم مصابه، ومعه كل ابناء الشعب الفلسطيني الذين باتوا جميعها شهداء وجرحى وأحياء رمزا من رموز المقاومة والإنتصار في هذا العصر، الذي يشهد على أبشع جريمة في تاريخ البشرية، ولكنه يشهد أيضا على أعظم صمود وإنتصار يكتبه أبناء فلسطين بالدماء والأجساد والأرواح فداء لفلسطين بقدسها وأقصاها وكل ما هو حي على أرضها.

   

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى