لا يخفي حزب الله على لسان اكثر من مسؤول فيه ان ما يتعرض له الحزب وقيادته ومناصروه هو نتاج حملة مستمرة وممنهجة ومعروفة المصدر والمنشأ والاهداف ومعروف من يقف وراءها وهي ليست متعلقة باستحقاق الانتخابات فقط بل بكل اوجه المقاومة التي يقوم بها حزب الله من المقاومة الشعبية للفساد الى مقاومة الظلم والحرمان الى تعويض تقصير الدولة الانمائي والخدماتي الى بذل الدماء في مواجهة العدو الصهيوني والتكفيري. لهذه الاسباب كلها لا يستغرب حزب الله ان تواجه إطلالات امينه العام السيد حسن نصرالله ونائبه الشيخ نعيم قاسم بكل هذا الضجيج والتوظيف الانتخابي والسياسي، وهما ليسا الوحيدين الذين يتحدثان في ملف الانتخابات. ففي بداية الحديث الانتخابي وقبل اشهر سُلم ملف الانتخابات والتفاوض والتشاور الحزبي والانتخابي الى الشيخ قاسم وعاونه مسؤولو ملف العلاقة مع الاحزاب في حزب الله وافضت الاتصالات الى جملة من الخيارات والترشيحات الانتخابية التي اعلنت. وفي مرحلة لاحقة وبعد اعلان اسماء مرشحي الحزب من الحزبيين ومعهم بعض الاصدقاء والحلفاء قامت القيامة ولم تقعد بسبب رفض بعض البيئات الشيعية وخصوصاً في البقاع وجبيل لبعض المرشحين وتواصل العمل على ردم الهوة بين الحزب وقاعدته الشعبية وقام المرشحون بالتواصل مع الناس والفاعليات وممثلي العشائر والمخاتير ورؤساء البلديات للوقوف على رأيهم وللتشاور ولشرح وجهة نظر الحزب في ان اختيار الاشخاص نابع من استمرار الحزب ونهجه وقناعات قيادته ان من رُشح يمثل امتداد هذه الافكار ويجسد هذه القناعات شعبياً وبرلمانياً وسياسياً . فاستمعوا الى وجهات النظر وقاموا مع مسؤولي المناطق والماكينات الانتخابية بنقلها الى القيادة لمعالجتها وهذا ما تم.
وتشير معلومات الى ان السيد نصرالله التقى وخلال فترات متلاحقة العديد من ممثلي العشائر البقاعية والفاعليات وتم التشاور معها في سبيل معالجة اسباب الاعتراض والوقوف على حقيقتها وتم المصارحة والمكاشفة وان الامر له اعتبارات عدة منها عائلية وشخصية وعشائرية وهي امور يدركها حزب الله والسيد نصرالله وهو العالم بعادات وتقاليد اهل البقاع. وللبقاع واهله تقدير خاص في حزب الله وهو خزان المقاومة والشهداء كما لم يقصر حزب الله وحركة امل ومن خلال حضورهما النيابي والوزاري ان يعيدا الدولة الى حضن اهل البقاع كما قدم حزب الله وحركة امل العديد من الخدمات لمعالجة الانماء والامان المفقودين ومعالجة ملف المطلوبين وحل مشكلاتهم مع القضاء وتحت سقف القوانين كما طالبا الدولة بأن تكون حاضرة بكل ابعادها الامنية والاجتماعية والامنية. وخلال هذه اللقاءات وبـ”المونة” تم حل جزء من المشكلة وعولجت بعض الاسباب التي ارتكزت الى معطيات داخلية وبقاعية وحاجات ومطالب شعبية محقة. وتشير الاجواء المتداولة في الحزب الى ان الاستثمار السياسي لخطاب السيد نصرالله الاخير وما قبله لمحاولة تعميق الشرخ بين المقاومة واهلها محاولات فاشلة ولن تمر على احد. وتشير الى ان المستقبل والقوات وكل الجوقة السعودية والاميركية “مستغربة” وترى ان اطلالة او اثنين للسيد كبيرة وكثيرة وان استعداده للذهاب الى البقاع شخصياً لقيادة الانتخابات يؤكد “ضعف” الحزب و”خوفه” من تدني مستوى الاقتراع وبالتالي خرق المقاعد الشيعية بما له من رمزية هو مجرد هراء وكلام لا ينطبق على الواقع. فبالامس ذهب الرئيس الحريري الى عكار وطرابلس وحضر بين الناس لشد العصب كما ذهب وزير الخارجية جبران باسيل وغيرهما كثر الى مناطق النفوذ الانتخابي وفي الاطراف لقيادة الحملات الانتخابية و”شحذ” الهمم وتحفيز الناخبين. فلماذا لغيرنا “حلال” ولنا “حرام”؟
وتلفت الاجواء الى ان تكبير حالة الاعتراض الشيعي في الاعلام واستخدامها لتأكيد ان المزاج الشعبي الشيعي يتغير ضد حزب الله وحركة امل، مقصود ويهدف الى تشويه حقيقة الامور في الجنوب والبقاع وجبيل. ففي الجنوب تؤكد معطيات على سبيل المثال عن انسحاب ثلاثة مرشحين من الدائرة الثانية في الجنوب ومن امام لائحة الرئيس نبيه بري وحزب الله كما انسحب مرشحون في بعلبك والهرمل، وهي الانسحابات نابعة من قناعة ذاتية بأن خوض اي معركة في وجه حزب الله وامل ليست ممارسة ديمقراطية مشروعة فحسب اوتسجيل موقف اعتراضي فقط بل لوجود شعور لدى ابناء هذه البيئة الاعتراضية ان توقيت هذه المعركة ضد الثنائي وما يمثلانه من مشروع المقاومة وحماية بيئتها في ظل هذه الحملات عليهما، قد يخدم المشروع المعادي لذلك آثر بعض المرشحين الانسحاب بعد لقاءات مسؤولي حركة امل وحزب الله والقيادات الروحية في هذه المنطقة ما يؤكد ان قرار الانسحاب وفق المعلومات ذاتي وداعم للمقاومة وليس بسبب ضغوط مورست عليهم.
وتشير المعلومات الى ان الاعتراض الشيعي على امل وحزب الله ولو كان خجولاً انتخابياً قبل القانون الحالي وصعوبة الاختراق بالقانون الاكثري في الانتخابات الماضية، عاد ليرتفع قليلاً في الاعلام وعبر بعض الترشيحات، من خلال اقرار القانون النسبي الذي ساهم حزب الله وحركة امل في اقراره بما يسمح بالتنوع المطلوب في كل لبنان وليس شيعياً فقط لكنه كما تبين الترشيحات واللوائح المنافسة للثنائي انها اصوات خجولة ولا تأثير فعلي لها وهي ستخدم منطق الثنائي الشيعي انه يحترم التنوع وحرية التمثيل وستؤكد النتائج ان الثنائي الشيعي سينال ثقة مطلقة من جمهوره وبنسبة تقارب الـ90 في المئة اذ يتوقع في حال حصول مفاجآت ان يتم خسارة مقعد شيعي واحد من اصل 27 وخصوصاً ان رفع نسبة التصويت سيرفع الحاصل الانتخابي ومع اعتماد الحساب الدقيق في توزيع الصوت التفضيلي سينجح كل المرشحين الشيعة وان كل منافسيهم في الجنوب والبقاع وجبيل وتعدد المرشحين واللوائح سيشتت الاصوات وينجح في ضمان عدم اختراق اللوائح للثنائي