اخبار محليةالرئيسية

في جبيل.. التوتر بين “حزب الله” و”التيار” بلغ ذروته

تهميش التيار الوطني للكثير من حلفائه خصوصاً في جبيل لحقته استقالات عدة في صفوف الحزب

تتسارع وتيرة اعلان اللوائح الانتخابية في دائرة كسروان – جبيل حيث بلغت حتى الساعة ثلاثة لوائح مكتملة من ثمانية اعضاء، وجميعها يتواجد فيها مرشح شيعي عن مقعد قضاء جبيل كالسيد مصطفى الحسيني على لائحة الوزير السابق فريد هيكل الخازن، والنائب السابق الدكتور محمود عواد على اللائحة التي تدعمها القوات اللبنانية، والمرشح ربيع عواد الذي استقر ليل امس على لائحة التيار الوطني الحر باستثناء ما اصبح متاحاً لمرشح حزب الله الشيخ حسين زعيتر للدخول في لائحة الوزير السابق جان لوي قرداحي، لكون الدائرة ستشهد معركة قوية بين اربعة لوائح، معدل الفوز فيها حسب الحاصل الانتخابي حوالى 14,600  صوت.

ما برز خلال الساعات القليلة الماضية ومن خارج عملية وتشكيل اللوائح اعلان سياسي بامتياز سيتحول يوم الثلاثاء القادم بعض اعضائه الى مرشحين على لائحة تضم مرشح حزب الله الشيخ حسين زعيتر ويترأسها الوزير السابق جان لوي قرداحي الذي هو نفسه اطلق “حركة التضامن الوطني” والتي تمت عملية توقيع ميثاقها في مدينة جبيل – وفي قراءة لهذا التحرك السياسي والذي جاء بعد تهميش التيار الوطني للكثير من حلفائه خصوصاً في جبيل لحقته استقالات عدة في صفوف الحزب وابرزهم القيادي الدكتور بسام الهاشم الذي انخرط في عداد حركة التضامن الوطني وعضو المجلس السياسي في التيار نعمان مراد الذي ترشح الى جانب اللائحة المدعومة من القوات اللبنانية، فيما كان اسمه مطروحاً في لائحة الخازن من كسروان، وهذه القراءة السياسية “للتضامن الوطني” تحمل في طياتها استياء من ابتعاد الاطراف السياسية الحاكمة عن اشراك القوى غير الحزبية في تحديد مصير البلاد ومساره في مرحلة دقيقة للغاية، وان كان منظمي هذه الظاهرة السياسة لا يتحدثون عن الانتخابات القادمة فحسب، الا انها وحسب مصادرها متخوفة من الفرز الطائفي القائم في البلاد والاعتراض المسيحي الذي وقف في وجه ترشيح الثنائي الشيعي لشخصية حزبية من حزب الله من خارج المنطقة بالاضافة الى كون هذه الحركة تركز في خطابها بالتعددية السياسية والدينية والثقافية تشير الى ان عمليات الاختزال والاحتكار تهدد نموذج العيش المشترك الواحد الفعلي وبخاصة مع الطوائف الاسلامية في قضائي جبيل وكسروان، وتضيف هذه المصادر ان اللائحة الرابعة التي ستنبثق عن حركة التضامن الوطني لم تأت كردة فعل على تجاهل مكون لبناني في المنطقة فحسب، انما المطلوب في هذه المرحلة الخطيرة وعي الانعكاسات التي يمكن ان تحصل في ظل الفرز والعزل داخل الساحة اللبنانية وخطورته على التركيبة اللبنانية ذلك ان الانتخابات النيابية لا تشكل الغاية النهائية لكنها تعتبر مرحلة من مراحل النضال السياسي وايماناً بان الحرية هي الاساس الذي يرتكز اليه الكيان اللبناني.

على صعيد آخر، تشير مصادر جبيلية الى ان التوتر بين حزب الله والتيار الوطني الحر بلغ ذروته في هذه الدائرة مع كسروان بعد رفض التيار التعاون مع مرشح حزب الله والتحالف مع آخرين، مع العلم ان زعيتر كان يدير الماكينة الانتخابية للتيار وللحزب في جبيل وكسروان منذ العام 2005 مروراً بانتخابات عام 2009، وتلفت الى ان زعيتر ليس مرشح حزب الله فحسب بل هو خيار رئيس المجلس نبيه بري ايضاً في المقام الاول، وهذا ما يؤثر الى ان العلاقة خصوصاً السياسية منها بين حركة امل والتيار الوطني وصلت الى الطريق المسدود نهائياً، فيما التوافق السياسي لن ينقطع بين الحزب والتيار الوطني الحر، الا ان هذه المصادر الجبيلية نفسها لا لترى الارض مرتاحة بين الطرفين خصوصاً بالتوازي مع الحشد الانتخابي الذي بلغ ذروته، بفعل الحاجة الى تأمين الحاصل الانتخابي لمرشح حزب الله الذي اذا لم يربح هذه المعركة، سوف يحمل انعكاسات سلبية بين الطرفين وهنا تكمن الحاجة الى “التضامن الوطني”.

 

عيسى بو عيسى – “الديار”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى