اخبار عربيةالرئيسية

تعرفوا الى وزير صحّة “داعش”

سحب الدم من المعتقلين كان يتمّ على مدى أسابيع قبل الإعدام أمّا الكلى فكانت تباع

كشفت شبكة “CNN” التلفزيونية الأميركية تفاصيل مقابلة أجرتها مع مسؤول وصفته بـ”الرفيع” و”الشخصية التي شكّلت الهيكل العظيم لتنظيم “داعش” في العراق”.

ووفق الشبكة، فإنَّ “الوزير السابق” في “داعش” وهو طبيب في الأصل يدعى كفاح بشير حسين، وقد كان شخصية “ذكية تختبئ في الظلمة وساعد في إنعاش “داعش” وتحوله خلال السنوات الأخيرة”.

حسين، وهو عراقي من تلعفر، يقبع حالياً في سجن تركي بعد قيام السلطات بإلقاء القبض عليه بانتظار بدء محاكمته في تهم لم تعلن بعد.

وقد عمل حسين سابقاً، بحسب CNN، طبيباً متدرباً لعلاج الروماتيزم وخدم لدى تنظيم “داعش” وتشكيلاته قرابة عقد ونصف وكان معظم الوقت مخفياً عن أعين الاستخبارات الأميركية والجيش الأميركي والحكومة العراقية.

ونقلت عن أصدقائه السابقين وصفهم له بأنّه كان “ذكياً” و”طموحاً” خلال فترة مراهقته.

ووفق مقابلة الـ CNN، فإنّ حسين قال إنّه انضم إلى مجموعة “التوحيد والجهاد” عام 2004، وهي المجموعة التي قادها أبو مصعب الزرقاوي، والتي سبقت بأيدولوجيتها “تنظيم القاعدة” في العراق، وتبنّى حسين الأيدولوجية التي مثّلها الزرقاوي.

وأضيف: “لقد شهدنا العديد من الأمور التي حصلت أمام أعيننا، عمليات الاغتصاب والقتل والفساد وسرقة الأميركيين للأموال”.

ولفت إلى أنَّه ساعد “المجموعة الجهادية” من خلال إدارة خدماتها الطبية، وكان دوراً سيحمل أهمية أفضل على مرِّ عقد قادم من الزمن في العراق وسوريا، في وقت تحولت فيه حركة “التوحيد والجهاد” تدريجياً إلى ما يسمى بـ”داعش”.

وخلال فترة قتال العشائر الموالية للحكومة مع “تنظيم القاعدة” في العراق بين 2007 – 2008، قال حسين إنَّها كانت المرة الأولى التي واجه بها السلطات، حيث احتجز بالموصل واتهم بارتباطه بـ”تنظيم القاعدة”، لكن أفرج عنه بعد حكم قصير بالسجن ولم يلتقَّ معاملة سيئة.

وأضاف: “في ذلك الوقت كانت لديَّ مشاكل أمنية لكنَّهم لم يعلموا أيّ شيء عنّي كما أنّني غيرت عنواني،” وعندما سئل فيما لو احتجز من قبل السلطات الأميركية أجاب قائلاً: “هذا ممكن”.

وأوضح حسين أنّه “خرج من الظلام” عام 2014 في أحداث الموصل، وقال: “لم نكن خلايا نائمة، لكننا لم نشارك في المعارك لأسباب أمنية”.

وتنقل الشبكة عن أحد الأطباء قوله إنَّ حسين أشرف على واحدة من أكثر عمليات التنظيم رعباً ومنها رفع مخزون بنك الدم عبر سحبه من الأشخاص الذين يعدمهم التنظيم وفي بعض الحالات كانت تؤخذ الكلى وهي شهادات رواها أشخاص وقعوا تحت قبضة التنظيم.

وأشار إلى أنَّ سحب الدم من المعتقلين كان يتمّ على مدى أسابيع قبل الإعدام لإضعافهم وتقليل عصيانهم أمّا الكلى فكانت تباع.

 

وتنقل الشبكة شهادات عن مقربين من حسين بشأن هروب زوجته الأولى بعد سقوط الموصل إلى بغداد وتهديدها عبر رسائل متواصلة أوصلها أحد معارفه ثم ارتباطه بزوجة ثانية كانت ابنة مسؤول في التنظيم وكانت طبيبة بسلطة واسعة وبارزة بين كوادر “داعش”.

 

وأشاروا إلى أنَّ زوجة حسين الثانية كان كانت من بين المجموعة الرئيسية التي أحيلت إليها مهمة معالجة قائد التنظيم أبو بكر البغدادي بعد إصابته عام 2015.

 

ورغم تأكيد حسين لزواجه ولإنجابه أطفالاً، إلا أنّه رفض التعليق على أي أسئلة مفصّلة تتعلق بعائلته، مجيباً فقط: “إنهم موجودون”.

 

ولفتت الشبكة إلى أنَّ حسين وخلال المقابلة كان حذراً في الإجابات ولم يرغب في كشف معلومات لكنّه أراد الظهور بشكل متعاون واعتذر عن بعض الأسئلة وقال: “كما تعلمون يجب أن أخضع لمحاكمة”.

 

وتولى حسين منصب وزير الصحة في التنظيم بعد مقتل الوزير السابق في تفجير بالموصل وقام بتغيير مركز عملياته إلى سوريا بعد خسارة الموصل وتنقل بين الرقة ودير الزور، وقال: “لم نخدم العناصر وحدهم، بل قدمنا خدمات للمدنيين أيضاً، وأولئك الفقراء في تلك المناطق”.

 

ولم يبد أسفه على إيمانه بمعتقدات الزرقاوي أو النسخة المتشدّدة للتنظيم لكنه أكد أنّه خرج من التنظيم لانحرافه عن الدرب الصحيح وأضاف: “إنها الطريقة الصحيحة لطلب الناس الالتزام بالشريعة، وبالطبع أؤمن بها، حصلت العديد من الأمور التي غيّرت مسار الخليفة عن الدرب الصحيح”.

 

وأوضح أنّه وبعد شهر من بقائه بسوريا، تمكّن من الاستحصال على هوية كلاجئ سوري، لكنّه أوقف في نقطة تفتيش في طريقه إلى إسطنبول، وإلى جانبه كان هنالك عراقي آخر تعرّفت إليه السلطات التركية بأنّه كان تحت سلطته، وفي اليوم ذاته، تعرّفت السلطات التركية إلى أكثر من 6 أعضاء من تنظيم “داعش” من بينهم هولندي وبريطاني كانا على لائحة الإنذار الأحمر، والتي يطلب على أساسها إصدار مذكرة اعتقال دولية.

 

ويقول حسين إنّه لم يتوقع أن يخسر التنظيم “خلافته”، مضيفاً: “لقد هزمنا عسكرياً، لكن هذا يعني بأنّه لا وجود لأعلام أو مبانٍ يمكنهم المطالبة بها لأنفسهم.. لكن نحن في كلّ أرجاء العراق وسوريا”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى