إرتفاع بورصة الترشيحات بشكل لافت في صيدا
"الجماعة الاسلامية" تتجه الى تحالف انتخابي "مر" مع "القوات اللبنانية"
مع بدء العد العكسي للاستحاق الانتخابي النيابي المقرر يوم الأحد في 6 أيار المقبل، قرر الدكتور عبد الرحمن البزري الترشح عن أحد المقعدين السنيين في صيدا في دائرة صيدا – جزين، ليبلغ التنافس أشده بين اقطاب المدينة الأربعة، تيار “المستقبل”، “التنظيم الشعبي الناصري” و”الجماعة الاسلامية” وتيار الدكتور البزري، إضافة الى شخصيات وازنة.
أوضحت مصادر صيداوية لـ “صدى البلد”، أن البزري إتخذ قراره بعد دراسة متأنية وحسابات دقيقة لحجم القوى والاحزاب والتحالفات وأصواتها ومعادلة الربح والخسارة، حيث تبين ان هناك حظوظا لفوزه، نظرا لما يتمتع به من علاقات وطيدة مع مختلف القوى السياسية والشخصيات الاقتصادية والاجتماعية، والاهم مع هيئات المجتمع المدني والاهلي وجيل الشباب الذين يسعون الى التغيير.
واشارت المصادر، أن البزري وضع اللمسات الأخيرة على الماكينة الانتخابية التي سيعلن عن انطلاقها مع ترشحه رسميا، في وقت يجري الاتصالات النهائية لانجاز التحالفات مع مرشحين آخرين في منطقة حزين يمثلون حالات وازنة، في ظل الاختبار الاول للقانون الانتخابي الجديد في دائرة صيدا جزين، وقد أضفى الصوت التفضيلي، نكهة خاصة لجهة التنافس السياسي وكثرة المرشحين الطامحين دخول الندوة البرلمانية، حيث يتنافسون على خمسة مقاعد (سنيان ومارونيان وكاثوليكي واحد).
يذكر أن البزري سليل عائلة صيداية عريقة، فهو نجل الوزير والنائب السابق الدكتور نزبه البزري المشهور بلقب “طبيب الفقراء”، وقد ترشح للانتخابات البلدية عام 2004 وفاز برئاسة البلدية لمدة 6 سنوات، حيث اعتمد سياسة الباب المفتوح في معالجة قضايا ومشاكل ابناء المدينة، مراكما رصيدا كبيرا في الحياة السياسية وفي الشأن العام.
لوائح متنافسة
ومع قرار البزري خوض الاستحقاق الانتخابي، تبدو “البانوراما” في عاصمة الجنوب تتجه نحو تشكيل أربعة لوائح، ما يعني عمليا خلط الأوراق وتشتيت الاصوات، في ظل ارتفاع بورصة الترشيحات في المدينة بشكل لافت، فيما بدت المعركة الانتخابية في جزين بمثابة “منازلة” سياسية شرسة بين الرئاستين الأولى والثانية ميشال عون ونبيه بري، وعلى الارض بين “التيار الوطني الحر” وحركة “أمل” حيث يحظى الفريقان بنفوذ سياسي وشعبي.
ومن المتوقع، أن تضم اللائحة الأولى تحالف تياري “المستقبل” و”التيار الوطني الحر” والتي ستضم النائب بهية الحريري عن أحد المقعدين السنيّين في مدينة صيدا، بعد تراجع حظوظ ترشيح النائب فؤاد السنيورة وتقدمها لصالح منسق تيار “المستقبل” في صيدا الدكتور ناصر حمود، والنائبين أمل أبو زيد وزياد أسود للمقعدين المارونيين في قضاء جزين، والدكتور سليم الخوري وجاد صوايا للمقعد الكاثوليكي بإنتظار حسم اي منهما من التيار.
والثانية، تضم تحالف الأمين العام لـ”التنظيم الشعبي الناصري” الدكتور أسامة سعد عن أحد المقعدين السنيين وإبراهيم سمير عازار عن أحد المقعدين المارونيين مدعومين من الثنائي الشيعي حركة “أمل” و”حزب الله”، وقد حسم هذا الموضوع بعد اطلاق ماكينة ”حزب الله” الانتخابية والتأكيد على التحالف مع حركة “أمل” في كل الدوائر بدون إستثناء، مما يعني عمليا عدم تحالف “الحزب” مع “التيار الوطني”، مما يجعل حظوظ الفوز متقاربة خاصة انها المرة الاولى أي دون معرفة نتائج مسبقة.
الى جانب اللوائح الثلاث، تبدو “الجماعة الاسلامية” تتجه الى تحالف انتخابي “مر” مع “القوات اللبنانية”، بعدما قرر كلاهما خوض غمار الاستحاق، فـ”الجماعة” رشحت نائب رئيس المكتب السياسي الدكتور بسام حمود، و”القوات اللبنانية” رشحت المهندس عجاج جرجي حداد (عن المقعد الكاثوليكي) وعن المقعدين المارونيين يتداول أسماء نجل الوزير السابق إدمون رزق، المحامي أمين، قائد الدرك السابق العميد صلاح جبران، فهل يشكل التحالف بينهما مفاجأة من العيار الثقيل وفق ما يتردد في المدينة.
وتؤكد مصادر صيداوية، انه وسط تشكيل اللوائح والتحالفات العلنية وغير المعلنة حتى الان، تتجه الانظار الى “الجماعة الاسلامية” تحديدا التي قررت خوض غمار الاستحقاق بمرشحها حمود، فيما يمكن وصفه بـ “رد اعتبار” على رفض تيار “المستقبل” ان يكون مرشحها في بيروت النائب عماد الحوت ضمن لوائحها، علما ان “الجماعة” خاضت كل المعارك الانتخابية النيابية منها والبلدية في صيدا تحالفا مع تيار “المستقبل” وقد برهنت التزامها وبانها تملك ماكينة انتخابية قوية وفاعلة برئاسة الحاج أحمد الجردلي.
وتشير المصادر، ان الامر قد لا يتوقف عند هذا الحد من “العناد” و”رد الاعتبار”، بل قد يصل الى تحالف مع “القوات اللبنانية” لتشكيل لائحة شبيهة بلائحة “سعد-عازار”، وان “الجماعة” تدرس بجدية هذا الأمر على قاعدة “الخيارات المفتوحة” التي تحقق لها مقعدا نيابيا في ظل القانون الجديد، وهذا سيشكل مفاجأة من “العيار الثقيل” نظرا لطبيعة العلاقات المقطوعة بين “الجماعة” و”القوات” والذي بدأ القانون الانتخابي الجديد بعد جعله دائرة انتخابية واحدة للمرة الاولى، يعيد الحرارة الى مثل هذه العلاقات المقطوعة بين بعض القوى السياسية الصيداوية والجزينية بشكل عام، حتى ليصح القول “ما فرقته السياسة تجمعه الانتخابات”، وان كان من الباكر الحديث عن حسم التحالف الان، وان اللقاء الذي جرى بين الطرفين اي استقبال الجماعة” في مركزها في صيدا لمرشح “القوات اللبنانية” عن قضاء جزين عجاج حداد، يبقى مجرد تبادل وجهات نظر، لا تلزم أي طرف بموقف محدد، خاصة وأن الدكتور حمود حرص الاشارة على التأكيد على عمق العلاقات الاجتماعية والاقتصادية التي تربط صيدا بشرقها وصولاً الى جزين واصرار أبناء المنطقة مسلمين ومسيحيين على تكريس “العيش المشترك” في كنف الدولة الواحدة ضمن مفهوم المواطنة ومبدأ الحقوق والواجبات، مع زيارة الى جزين التقى فيها الوزير والنائب السابق ادمون رزق بحضور نجله أمين رزق، ثم النائب زياد أسود.
ترشح الشخصيات
والى جانب اللوائح الاربعة، يبرز دور بعض الشخصيات وان كان حظوظها بالفوز ضئيلا، ومنها رئيس “المنظمة اللبنانية للعدالة” الدكتور علي الشيخ عمار، عبد الغني القطب، ويتردد اسم نبيل الزعتري في الوقت الذي نفى فيه رجل الأعمال محمد زيدان رئيس مجلس إدارة السوق الحرة في مطار بيروت الدولي، سعيه للترشح للإنتخابات، مؤكد انه “لم ولن يترشح للإنتخابات النيابية وليست لديه الرغبة بالدخول إلى المعترك السياسي داعيا الجميع لعدم الزج بإسمه في معمعة وبازار الإنتخابات”.
أما في جزين، فقد برز الترشح عن المقعد الكاثوليكي الدكتور إميل اسكندر، ووليد ابراهيم مزهر فيما تجري بعض الفاعليات اتصالات بشأن إمكانية ترشيحها من عدمه، في ظل حتمية تشكيل لائحة، والصوت التفضيلي الذي أشعل المنافسة، ليس بين اللوائح فحسب، بل بين مرشحي اللائحة ذاتها.
استعدادات واطلاق
وبعيدا عن اللوائح، فان إستعدادات القوى السياسية الصيداوية ترجم في محورين، أولا: تشكيل الماكينات الانتخابية لاطلاقها مع التقدم بطلب الترشح رسميا مع بدء الجولات واللقاءات الانتخابية، وثانيا: بإجراء المزيد من الاتصالات لوضع اللمسات الاخيرة على التحالفات، وسط مؤشرات عن تشكيل ما لا يقل عن أربعة لوائح متنافسة، يمثلها في صيدا تيار المستقبل (النائب بهية الحريري)، التنظيم الشعبي الناصري (الدكتور اسامة سعد)، الجماعة الاسلامية (الدكتور بسام حمود) وتيار الدكتور عبد الرحمن البزري الذي يمثله شخصيا بعدما حسم خياره بالترشح والتحالف مع شخصيات جزينية وازنة.
وبانتظار الايام المقبلة او الاسابيع لبلورة صورة التحالفات بشكلها النهائي، فقد أطلق تيار المستقبل في صيدا الماكينة الانتخابية واعتبر أمين عام التيار احمد الحريري اننا حاليا هو في مرحلة بلورة التحالفات في كل لبنان ودراسة كل الاحتمالات، مؤكدا ان “المستقبل” سيخوض الإنتخابات بالعنوان الرئيسي الذي أكد عليه الرئيس سعد الحريري وهو الحفاظ على استقرار البلد” وان “7 أيار سيكون يوماً لإنتصار الاعتدال”.
وقال الحريري خلال لقاء مع الماكينة الانتخابية لتيار المستقبل في صيدا والجنوب عقد في مقر منسقية التيار في عمارة المقاصد في المدينة، بحضور منسق عام الجنوب الدكتور ناصر حمود ومنسق دائرة صيدا أمين الحريري واعضاء المنسقية وكوادر التيار، ان هذا الإستحقاق لا يشبه أياً من الإستحقاقات السابقة، هذا الاستحقاق آت في ظل ظروف اقليمية ومحلية صعبة، وبقانون انتخابات جديد نحن الآن كتيار في مرحلة بلورة التحالفات في كل لبنان.. من هنا نحن لا زلنا في طور دراسة كل احتمالات التحالف نحن سنخوض هذه الانتخابات يالعنوان الرئيسي الذي اكد عليه الرئيس سعد الحريري وهو الحفاظ على استقرار البلد ويوم 7 أيار سيكون يوماً لإنتصار الاعتدال والأساس هو ان تكون لتيار المستقبل كتلة نيابية وازنة.
محمد دهشة – البلد