اخبار عربية ودولية

فنزويلا تنشر أسلحة ثقيلة رداً على التصعيد الأميركي

أصدر الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، تعليمات بنشر أسلحة ثقيلة وصواريخ في المنطقة المطلّة على الساحل الكاريبي، ردًّا على التصعيد العسكري المستمر للولايات المتحدة ضد فنزويلا.

ونقل التلفزيون الرسمي الفنزويلي “في تي في” عن مادورو قوله، إنّه أعطى “تعليمات بنشر أسلحة ثقيلة وصواريخ في المناطق المذكورة”، قائلًا: “تُوجد خطة دفاعية شاملة لكامل خط كراكاس – لا غوايرا (الواقعة على ساحل البحر الكاريبي). حَدّدتُ بالتفصيل، شارعًا شارعًا، وحيًّا حيًّا. وستكون جميع أنظمة الأسلحة الثقيلة والصواريخ في حال جاهزية للعمل”.

وأضاف: “بفضل ذلك، سنكون مستعدين للدفاع عن خط كراكاس – لا غوايرا وعن المناطق الجبلية الممتدة حتى الكاريبي”.

وكشف مادورو عن أنّ هذه الخطة “لم يتم إعدادها من قِبَل فريق من الخبراء، بل من قِبَل السكان الذين يعيشون بين العاصمة والمنطقة الساحلية، وفي المجتمعات المحيطة بميناء “لا غوايرا” ومطار “سيمون بوليفار الدولي” الذي يُعَدُّ المطار الرئيسي للبلاد”.

وأوضح الرئيس الفنزويلي، أنّ “وحدات خاصة تعمل تحت مظلّة القوات المسلحة الوطنية البوليفارية وتتكوّن من مدنيين (رجال ونساء) تَلقّوا تدريبات عسكرية”، معتبراً أنّهم “مستعدون لخوض حرب طويلة الأمد إذا لزم الأمر”.

مواجهة التصعيد الأميركي

وجاءت هذه التعليمات ردًّا على تعزيز الولايات المتحدة وجودها العسكري قُرب فنزويلا، مع وصول حاملة طائراتها الأكثر تطوّرًا “يو أس أس جيرالد فورد” وسفن حربية أخرى إلى المنطقة، لتكون تتويجًا لأكبر حشد للقوة النارية الأميركية في المنطقة منذ أجيال، حيث يُقارب عدد القِطَع العسكرية الأميركية 12 سفينة حربية ونحو 12 ألف بحّار ومُشاة البحرية.

وفي آب/أغسطس 2025، أصدر ترامب أمرًا تنفيذيًا يقضي بزيادة استخدام عديد وقِطَع الجيش الأميركي بزعم “مكافحة عصابات المخدرات” في أميركا اللاتينية.

وعلى إثر ذلك، أعلنت واشنطن عن إرسال سفن حربية وغواصة إلى قبالة سواحل فنزويلا، فيما قال وزير الحرب الأميركي، بيت هيغسيث، إنّ “الجيش جاهز للعمليات بما فيها تغيير النظام في فنزويلا”، وأطلق هيغسيث، ما سمّاه “عملية الرمح الجنوبي” لـ”مكافحة تهريب المخدرات في المنطقة”، وفق تعبيره.

وشنّت واشنطن، خلال الأسابيع الماضية، ضربات في المياه الدولية استهدفت نحو 20 زورقًا ادّعت أنّها “تُستخدَم لتهريب المخدرات”، مما أسفر عن مقتل 76 شخصًا على الأقل، بحسب بيانات أميركية رسمية. ولم تقدّم واشنطن أيّ دليل على أنّ هذه الزوارق تُستخدَم لتهريب المخدرات.

وردًّا على التصعيد الأميركي، أعلن مادورو عن حشد قوات يبلغ قوامها 4.5 ملايين شخص في البلاد، وقال إنّه “مستعدٌ لصدِّ أيّ هجوم”.

نائب مادورو: يريدوننا “الولاية الأميركية رقم 51”

وفي سياق متصل، اعتبرت نائب الرئيس الفنزويلي، ديلسي رودريغيز، أنّ واشنطن تهدف إلى جعل بلادها “الولاية الأميركية رقم 51”.

وقالت رودريغيز، في كلمة ألقتها خلال حفل “جائزة التاريخ الوطني” في العاصمة الفنزويلية كاراكاس، أمس الخميس، إنّها والمسؤولين في بلادها يعتبرون التحشيدات العسكرية لواشنطن “تهديدًا”. وأضافت: “سنظل جمهورية مستقلة. لن نكون أبدًا ولاية تابعة لدولة أخرى. ولن يرضخ شعبنا أبدًا لأوامر حفنة من الخونة وقطاع الطرق عديمي الوطن، ولا لأوامر امرأة وَعَدتْ بجعل البلاد الولاية رقم 51″، في إشارة منها إلى زعيمة المعارضة الفنزويلية؛ ماريا كورينا ماتشادو.

بدوره، صرّح وزير الداخلية الفنزويلي ديوسدادو كابيو، في بيان بثّه التلفزيون الرسمي الفنزويلي، بأنّ “الاستعدادات مستمرة لمواجهة أيّ تهديد محتمل بالغزو”، قائلًا: “إذا كان هناك من يعتقد أنّ غزو بلادنا أمر سهل للغاية، فسنكون جاهزين للتصدّي له”.

وكان مادورو قد قال، مطلع تشرين الثاني/نوفمبر 2025، إنّ “الولايات المتحدة تسعى إلى السيطرة على ثروات فنزويلا الطبيعية”، مؤكّدًا أنّ التحرّكات العسكرية الأميركية في منطقة الكاريبي “تهدف إلى النهب وليس إلى مكافحة المخدرات”.

جدير ذكره أنّ الهجمات التي شنّها الجيش الأميركي على قوارب في الكاريبي والمحيط الهادي، بزعم “تهريبها للمخدرات”، والاستهداف المباشر للأشخاص على متنها، أثارت انتقادات بشأن عمليات القتل خارج نطاق القانون في المجتمع الدولي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى