الدوامة الكاريبية: هل تتحول ضربة أميركية إلى حرب مفتوحة للسيطرة على نفط فنزويلا؟
عمر سليم رحيمه

في ظل تصاعد التوترات العسكرية في البحر الكاريبي، تبدو المنطقة اليوم على حافة مواجهة قد تغيّر المشهد الجيوسياسي في أمريكا اللاتينية. التقارير العسكرية والاستخباراتية الأخيرة تشير إلى أن وزارة الحرب الأميركية (الاسم الذي بات يتردد بديلًا لوزارة الدفاع ) تدرس بدقة منظومات الدفاع الجوي الفنزويلية تحضيرًا لخيارات عسكرية محتملة ضد نظام الرئيس نيكولاس مادورو.
وصلت حاملة الطائرات الأميركية USS Gerald R. Ford إلى مياه الكاريبي، تتقدم قوة بحرية ضخمة، في إطار ما تصفه واشنطن بـ«حملة موسعة لمكافحة المخدرات»، بينما ترى كاراكاس أنها مجرد غطاء لعدوان عسكري يهدف لقلب نظام الحكم.
ويكرر مادورو اتهاماته لواشنطن بالسعي لنهب ثروات فنزويلا الهائلة، قائلاً: «الولايات المتحدة تريد نفطنا وغازنا وذهبنا، وتريد حكومة عميلة لتنفيذ أوامرها». هذه التصريحات ليست مجرد مزايدات، في نظر مراقبين يرون أن ثروات فنزويلا — صاحبة أكبر احتياطي نفطي مثبت في العالم — تجعلها هدفًا محتملاً ضمن استراتيجية أميركية لإعادة رسم خارطة النفوذ في المنطقة.
أما في واشنطن، فتؤكد الجهات الرسمية أن العمليات البحرية الحالية هدفها «ضرب شبكات تهريب المخدرات وضمان الأمن الإقليمي»، نافيةً نية احتلال فنزويلا. غير أن بعض التسريبات من دوائر الأمن القومي تشي بأن سيناريوهات محدودة لضربات جوية أو عمليات خاصة «محتملة» إذا رأت الإدارة الأميركية أن الظروف السياسية تسمح بذلك.
في هذه الأثناء، أمر مادورو بتعبئة دفاعات بلاده وإعلان حالة التأهب، محذرًا من أن أي استهداف لفنزويلا قد يشعل حربًا إقليمية. ومع تراجع الثقة بين الطرفين، تتزايد المخاوف من أن تتطور لعبة الاستعراض العسكري إلى مواجهة لا تُحمد عقباها.
هل هي حرب على المخدرات… أم على النفط؟
سؤال بات يفرض نفسه بقوة، في ظل معطيات الواقعية الجيوسياسية التي تقول إن المصالح الاقتصادية — وليس الأخلاقية — هي التي تحدد غالبًا خط سير السفن الحربية.




