الرئيسيةرياضة

ناشئو لبنان يبشّرون بمستقبلٍ واعد للكرة اللبنانية

لا يمكن اعتبار ما حققه منتخب لبنان للناشئين في بطولة غرب آسيا أمراً عابراً، ولو أن كثيرين من متابعي بطولات الفئات العمرية توقّعوا حضوراً لافتاً لهذا الجيل على الساحة الخارجية بالنظر الى وفرة المواهب من جهة، والى وجود مدربٍ على رأس المنتخب أمضى فترةً طويلة في هذه البطولات، وبات يعرف متطلبات كل التحديات.

منتخبنا صنع الفارق امام منتخباتٍ استعدت ربما بشكلٍ افضل منه بفضل انضباطٍ تكتيكي قلّ نظيره في مثل هذا السن، وبفعل الامكانات الفردية للاعبين واثقين من أنفسهم، بحيث ظهرت الجرأة على العديد منهم، والنضج في تعاملهم مع ضغوط المباريات، ولولا تلقيهم هدفاً في الدقيقة الاخيرة امام السعودية، ثم خسارتهم بركلات الحظ، لكان هذا المنتخب قد صعد الى منصة التتويج، وذلك في وقتٍ اعتبر مراقبون كثر انه بالفعل بطلاً غير متوّج.

وفرة المواهب ووجود مدرب نشط في بطولات الناشئين منذ زمن كانت أسرار الانجاز

المدرب رامي اللادقي تحدّث لـ “الأخبار” عن الانجاز المحقق، معتبراً انه كان يتوقّع ما قدّمه لاعبوه “رغم أننا لم نتدرّب لوقتٍ طويل، اذ سعيت جاهداً لجمع هذا المنتخب أقلّه لحصةٍ تدريبيةٍ واحدة اسبوعياً. أضف انه بعكس كل المنتخبات المنافسة الاخرى التي خاضت 7 او 8 مباريات استعداداً للبطولة، لم نلعب وديّاً إلا امام سوريا التي تغلبنا عليها في الدور نصف النهائي”.

وعند السؤال حول ميزة منتخبه، يقول لاعب الحكمة السابق، ومنتخب لبنان للفوتسال، والمدرب الذي حقق بطولاتٍ عدة مع ناشئي “بيروت فوتبول أكاديمي”: “لعبنا بتنظيمٍ كبير، بدأ من حصص الفيديو، ومن ثم تنفيذ اللاعبين للتعليمات بحذافيرها على ارض الملعب وسط تركيزٍ عالٍ، لدرجةٍ تحركوا ومرروا وسددوا وفقاً لما كنت أردده على مسامعهم”.

اللافت ان اللادقي أرسى توازناً مميّزاً في تشكيلته من خلال اختيار العناصر وتوظيفها بشكلٍ صحيح، اذ بدا انه لعب بثلاثة لاعبي وسط يعتمدون على القوة البدنية، تاركاً للجناحين مهاماً هجومية انطلاقاً من امتلاكهم مهارات فردية يمكنها ان توصل الفريق الى المرمى.
لكن هل هذا يكفي للبناء على هذا المنتخب لمشروعٍ مستقبلي؟ يجيب اللادقي: “هذا الامر يتوقّف عند الخطوة التالية، اذ يجب ان تبقى تجمعات هذه التشكيلة حاضرة حتى يرتفع مستوى الكيميائية اكثر، وبالتالي يكون هؤلاء اللاعبون العامود الفقري لمنتخب الشباب. الأكيد انه يمكن ان يتطوروا بشكلٍ اكبر، لكن هذا يتوقّف عند اقامة المعسكرات وخوض المباريات أسوةً بالمنتخبات الاخرى، فالمنتخب الأردني مثلاً اقام معسكراً خارجياً قبل بطولة غرب آسيا، وبعد نهايتها توجّه مباشرةً الى مصر للانخراط في معسكرٍ آخر”.

أرسى المدرب رامي اللادقي توازناً مميّزاً في تشكيلته من خلال اختيار العناصر وتوظيفها بشكلٍ صحيح
أرسى المدرب رامي اللادقي توازناً مميّزاً في تشكيلته من خلال اختيار العناصر وتوظيفها بشكلٍ صحيح

اذاً احتكاكٌ اكبر مطلوب للسير في درب التطوير، وربما انغماس هذا المنتخب في بطولة الدرجة الثانية (خاض المنتخب مباريات ودية مع بعض فرقها) مثلاً وسط النقص في عدد فرقها حيث يمكن ان يلعب مباريات من خارج النقاط، كان ليعتبر خطوةً مفيدة، وخصوصاً ان تجربةً من هذا النوع مع اللادقي نفسه سبق ان اثبتت نجاعتها، فهو قاد فريقاً للناشئين مع “بيروت فوتبول أكاديمي” للفوز ببطولة جبل لبنان التي تضم العدد الاكبر من الأندية ولاعبين أكبر سنّاً بكثير من اولئك الناشئين، وقد استثمرها لاحقاً بإشراك العديد منهم في دوري الدرجة الثانية حيث برزوا مع سبورتينغ BFA.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى