اخبار محليةالرئيسية

البناء: لبنان يشهد سباقاً محموماً بين المساعي الدبلوماسية والتهديدات الإسرائيلية

يشهد لبنان سباقاً محموماً بين المساعي الدبلوماسية الهادفة إلى تجنيبه الانزلاق نحو الحرب، وبين التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة التي تلوّح بعملية عسكرية واسعة النطاق. وفيما تواصل واشنطن ضغوطها على المسؤولين اللبنانيين محذّرة من أنّ بقاء سلاح «حزب الله» خارج أيّ تسوية سياسية سيجعل المواجهة أمراً محتوماً، يتعامل لبنان مع مرحلة بالغة الحساسية، تتقاطع فيها الضغوط الدولية مع حسابات داخلية معقدة.
ويقوم وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون مكافحة الإرهاب والاستخبارات المالية، جون هيرلي بجولة إلى الشرق الأوسط وأوروبا، وأفاد بيان لوزارة الخزانة الأميركية بأن جون هيرلي – وهو أكبر مسؤول عن العقوبات في وزارة الخزانة – يزور «إسرائيل» والإمارات وتركيا ولبنان، في أول جولة له إلى الشرق الأوسط منذ تولّيه منصبه. وقال هيرلي، في بيان: «لقد أوضح الرئيس ترامب أن الأنشطة الإرهابيّة والمزعزعة للاستقرار التي تمارسها إيران يجب أن تواجه بضغط مستمر ومنسق». وأضاف: «أتطلع إلى لقاء شركائنا لتنسيق جهودنا من أجل حرمان طهران ووكلائها من الوصول المالي الذي يعتمدون عليه للالتفاف على العقوبات الدولية، وتمويل العنف، وتقويض الاستقرار في المنطقة».
وصف المبعوث الأميركي توم برّاك، لبنان بـ»الدولة الفاشلة»، مشيراً إلى أن «الجيش اللبناني يعاني من نقص في الموارد المالية والبشرية»، ولافتاً في المقابلة إلى أن «القيادة اللبنانيّة صامدة، لكن عليها التقدّم أسرع بشأن سلاح حزب الله»، مشيراً إلى أن «حزب الله يجني أموالاً أكثر من مخصّصات الجيش اللبناني».
برّاك أضاف في كلمة له أمام منتدى حوار المنامة أن «إسرائيل مستعدّة للتوصل إلى اتفاق مع لبنان بشأن الحدود، وعلى اللبنانيين اللحاق بركب المفاوضات والحرص على حدودهم»، معتبراً أنه «من غير المعقول ألا يكون هناك حوار بين لبنان و»إسرائيل»».
وإذ اعتبر أن «القيادة اللبنانية صامدة»، رأى أنه «لن تكون هناك مشكلة بين لبنان و»إسرائيل» إذا تم نزع سلاح الحزب. فـ»إسرائيل» تقصف جنوب لبنان يوميًّا لأن سلاح حزب الله لا يزال موجوداً»، مشيراً إلى أنّ «آلاف الصواريخ في جنوب لبنان لا تزال تهدد «إسرائيل»». وشدّد برّاك على أنّه «لم يعُد هناك وقت أمام لبنان وعليه حصر السلاح سريعاً».
ورأى مسؤول في الخارجية الأميركية في تصريح لشبكة «فوكس نيوز» أن نزع سلاح حزب الله وإنهاء أنشطة إيران عبر وكلائها حاسم للاستقرار بلبنان، معتبراً أن حزب الله المسلّح تهديد للبنان وجواره، ولبنان المستقر فرصة استثمار جذابة.
وأعلنت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر في تصريحاتها لـ«الحدث» دعم بريطانيا الكامل لجهود الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني، معتبرةً إياهما القوى الشرعية الوحيدة التي يجب أن تكون لها السلطة في البلاد. وأكدت الوزيرة أن المملكة المتحدة تساند لبنان في سعيه إلى الاستقرار والتنمية، مشيرة إلى أن الدعم البريطاني يتجاوز الكلمات ليشمل التعاون الفعلي في مجالات عدة، بما في ذلك الدعم الأمني والاقتصادي.
وفيما يتعلق بموقف بريطانيا من حزب الله، وصفت الوزيرة الحزب بأنه «قوة مدمّرة» في المنطقة، زاعمة أن الأنشطة التي يقوم بها تمثل تهديداً للأمن الإقليمي واستقرار دول الشرق الأوسط. وأضافت أن بريطانيا تعتبر حزب الله جزءاً من «شبكة تهديدات» تمتدّ عبر المنطقة، الأمر الذي يعوق جهود بناء سلام دائم في لبنان وفي الدول المجاورة. أكدت الوزيرة أن المملكة المتحدة تبذل جهوداً مستمرّة لمنع عودة الصراع إلى لبنان، لافتة إلى أن لبنان يجب أن يظلّ دولة ذات سيادة كاملة. وأوضحت أن بريطانيا تعمل بشكل وثيق مع المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة والدول العربية، لتوفير الدعم اللازم للبنان في ظل التحديات الأمنية والاقتصادية الكبيرة التي يواجهها. وتابعت وزيرة الخارجية البريطانية: ضبط الحدود بين «إسرائيل» ولبنان سيكون تحت مظلة الأمم المتحدة.
إلى ذلك، أعلنت أوساط سياسية أن لبنان يتّجه إلى قبول التفاوض مع «إسرائيل»، من دون معارضة تطعيم أيّ وفد للتفاوض بمدنيين من الخبراء القانونيّين والتّقنيّين، ويأتي ذلك بعد التواصل والتشاورِ الذي حصل بين رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى