إعلانات دعائية في جريدة «النهار» أم مقابلات؟
علي حسين نجاد - عضو سابق في منظمة مجاهدي خلق الإيرانية

منذ مدة بدأت جريدة «النهار» تنشر ما أسمته بمقابلات مع المدعوّة مريم رجوي زوجة زعيم منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المدعوّ مسعود رجوي المختفي عن الأنظار منذ أكثر من عشرين عامًا والتي ليست في الحقيقة إلا واجهة لقيادة هذه الطائفة الدينية الآيلة للانهيار والمغطاة تحت يافطة «منظمة سياسية»!! بعد أن فقدت كامل شعبيتها في صفوف الإيرانيين وحتى معارضي نظام الحكم داخل البلاد وخارجها وهي مكروهة ومنبوذة تمامًا لدى جميع التنظيمات والتيّارات والفصائل الإيرانية حتى المعارضة داخل إيران وخارجها وليست المراهنة عليه اليوم إلا الرهان على حصان خاسر.
حسب تجاربي وما شاهدته خلال سجّل عملي في مختلف الأقسام السياسية والدولية والإعلامية للمنظمة المذكورة، أعتقد أن ما نشرته صحيفة «النهار» في عددها الصادر يوم 8 تموز (يوليو) 2025 وما يشابهها فيما بعد، بأنه مقابلة أجرتها السيّدة موناليزا فريحة مع مريم رجوي، ليست في الحقيقة مقابلة وإنما مقال أو إعلان دعائي مدفوع الثمن كتبه قادة منظمة مجاهدي خلق ونشروه باسم وصورة الصحفية على صفحات الجريدة؛ وهذا ما تعوّدت عليه المنظمة طيلة سنوات تواجدها خارج إيران بعد طردها من إلبلد وتشرّدها في البلدان الأخرى حيث كنّا خلال سنوات عملي في قسم الصحافة بالمنظمة نتّصل ببعض الصحف وندعوها إلى إرسال أسئلتها لقيام قيادة المنظمة بالإجابة عليها (بعد أن كنتُ أنا أترجم أوّلًا الأسئلة إلى الفارسية ثم الأجوبة إلى العربية) وإرسالها إلى الصحيفة، لأنه وبهذا الأسلوب أي المقابلة غير الحضورية التي لا يتمكّن فيها الصحفي من طرح أسئلته بحريّة واستخلاص أسئلة جديدة من الأجوبة، أوّلًا: يمكن شطب بعض الأسئلة التي لا تريد المنظّمة الإجابة عليها (كما عملنا فعلًا بأسئلة وجّهتها صحيفة الأهرام في إحدى سنوات التسعينيات من القرن الماضي عندما كنّا في العراق، بخصوص اسم الخليج ومصير الجزر الثلاث إذا وصلت المنظمة إلى السلطة في إيران)؛ ثانيًا: إن المسؤولين في قسم العلاقات الخارجية والصحافية ضمن الدائرة السياسية للمنظمة هم الذين يقومون بكتابة الأجوبة على الأسئلة المختارة وليس الشخص الذي يريد الصحفي توجيه الأسئلة إليه (على سبيل المثال مريم رجوي التي ليست إلا واجهة ولا تضطلع إطلاقًا بالشؤون السياسية وكل خطاباتها وبياناتها تُكتب من قبل المسؤولين القدامى في الدائرة السياسية بالمنظمة) وأنا متأكّد من أن شخص مريم رجوي لم تكن على علم بالمقابلة وأسئلتها وأجوبتها التي نشرتموها في صحيفة «النهار». ثالثًا: إذ يرى المسؤولون في المنظمة أن الصحفي الذي وجّه الأسئلة المكتوبة إليهم مسبقَا لا يحضر أمامهم ولا يُجري المقابلة وجاهًا وبالتالي لا يمكنه توجيه الأسئلة إليهم مباشرة بعد الإجابة أو لا يمكنه الاعتراض أو المقاطعة أو طلب تقديم أدلّة وشواهد وأمثلة عينية محدّدة أو مزيد من الإيضاح فيما يتعلق بالردّ على كل من الأسئلة و… إلخ، فلهذا السبب يعتبرون أنفسهم مطلقي الأيدي والقلم والفكر في كتابة الأجوبة بعبارات عامّة وخالية من الأدلّة والوثائق وتقديم أخبار وأرقام كاذبة وملفّقة أو مبالغ فيها بتعليقات وتفسيرات غير موضوعية حسبما يشاؤون وطبقًا لرغباتهم، كونهم واثقين بأن الصحفي إذا لم يقتنع بالردّ أو لم ير الردّ كافيًا أو غير مقنعة فلن يتمكّن من التشكيك في الجواب وتوجيه سؤال آخر غير متوقّع بالنسبة لهم.
كما وإني ترجمتُ إلى العربية وبأمر من قادة المنظمة عندما كنّا في العراق، مقابلات عن لسان شخصيات عربية ومنها نواب في البرلمان تتضمن الأسئلة والأجوبة بالفارسية معاً!! كتبها قادة المنظمة أنفسهم ونشروها في الصحف كإعلان دعائي مدفوع الثمن مبرّرين لنا في داخل التنظيم بأن الضيف سمح لنا بأن نكتب باسمه وعن لسانه كل ما شئنا!!
ومن الجدير بالذكر أنه وبخلاف قادة الفصائل الأخرى للمعارضة الإيرانية يرفض جميع قادة منظمة مجاهدي خلق بدءًا من مرشدها مسعود رجوي المختفية عن الأنظار منذ أكثر من عشرين عامًا ومريم رجوي و إلى آخرين أن يحضروا وجاهًا أمام الصحافة ووسائل الإعلام خارج إيران ليُجرى معهم مقابلات حقيقية وجهًا بوجه خشية توجيه أسئلة إليهم لا يمكنهم الإجابة عليها وذلك لسبب كثرة جرائمهم وسلوكياتهم الطائفية المنافية للأعراف والتقاليد الإيرانية والإنسانية ولسبب انتهاكاتهم العديدة لحقوق الإنسان داخل التنظيم ضد أعضائه ومنها السجن والتعذيب والقتل والتشجيع والإجبار على الانتحار وإحراق النفس.
أما بخصوص ما يسمّى بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية فإني أحيطكم علمًا بأنه لم يعد هناك وجود للمجلس المذكور وأن هذا المجلس الذي كان الواجهة السياسية لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية قد انهار وانحل منذ سنوات بعد انفصال أغلبية الشخصيات والأعضاء منها ومن المنظمة المذكورة بينهم مؤسس المجلس بالاشتراك مع قيادة المنظمة أي المرحوم الدكتور أبو الحسن بني صدر أول رئيس للجمهورية الإيرانية بعد الثورة والحزب الديمقراطي الكردي الإيراني و كثير من المنظمات والشخصيات وحتى أشخاص بارزون من رؤساء لجان المجلس، لأن تلك المنظمة وجهت ضربة قاضية للنضال التحرري للشعب الإيراني وحركته من أجل الحرية والديمقراطية بالطرق السلمية وذلك بسبب ممارستها الإرهاب وشنها عمليات الاغتيال والتفجير والعنف البغيض في إيران وتعاونها الوثيق مع نظام صدام حسين وجيشه في حربه ضد وطنهم إيران وخاصّة لسبب تقويض وانتهاك المنظمة أعراف وتقاليد الشعب الإيراني ومبادئه الأخلاقية بقيام زعيمها مسعود رجوي عام 1985 في فرنسا بالزواج من زوجة نائبه مهدي أبريشمجي أي مريم رجوي بعد أشهر فقط من مقتل زوجته الأولى في طهران في إطار فكرة أو «ثورة» أيدئولوجية مبتدعة ثم إصداره أمرًا بعد سنوات لجميع أعضاء وعضوات المنظمة بتطليق الأزواج والزوجات وحصر نساء المنظمة كزوجات للقائد والزعيم (مسعود رجوي) فقط!! وحالات عديدة من اغتصاب النساء والفتيات داخل التنظيم من قبل قائدها مسعود رجوي وبتمهيدات من قبل مريم رجوي شخصها! كتبتها وكشفت عنها من خلال كتب ومقابلات ومقالات العديد من النساء العضوات السابقات في مجلس قيادة المنظمة اللواتي انفصلن عن المنظمة في العراق ولجأن إلى بلدان أوروبية وأقمن فيها، إضافة إلى أعمال وبدع وأفكار غريبة أخرى مناهضة للشريعة الإسلامية وحقوق الإنسان والأعراف الإنسانية والشعبية الإيرانية مما جعل المنظمة اليوم تُعرف لدى الإيرانيين وحتى الدول الغربية ومنها وزارة الخارجية الفرنسية ومن خلال بيانين رسميين لها في عامي 2014 و2016 بأنها طائفة خاصّة شاذّة محظورة واعتبرت الحكومة الفرنسية فيهما بأن هذه المنظمة غير ديمقراطية ومتمسّكة بالعنف والإرهاب وأنها طائفة إرهابية ولا يحق لها النشاط والوجود في الأراضي الفرنسية. ولهذا السبب باتت المنظمة تتستّر في جميع نشاطاتها في أوروبا تحت مسمّيات مختلفة أخرى ومنها كيان موهوم يسمّى بـ «المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية»!
كما أكدت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة في تقرير لها أصدرته عام 2013 في هذا الرابط لموقع المفوضية حول واقع حقوق الإنسان في العراق وجود انتهاكات لحقوق الإنسان في معسكر مجاهدي خلق في العراق إضافة إلى فرض قيادة المنظمة قيودًا على حركة أعضائها ومنعهم من الاتصال بالآخرين ووصولهم إلى المعلومات (عدم السماح للأعضاء بالوصول إلى الإنترنت والهاتف المحمول والصحافة ووسائل الإعلام). وجاء في التقرير ما نصّه حرفيًا كالتالي:
«أفاد مراقبو الأمم المتحدة بوجود مخاوف بشأن حقوق الإنسان داخل مخيم ليبرتي (آخر معسكر لمنظمة مجاهدي خلق قرب مطار بغداد الدولي قبل ترحيلها من العراق) على مدار العام، بما في ذلك القيود التي فرضتها قيادة المخيم على حركة السكان، والاتصال بالآخرين، والوصول إلى المعلومات».
من الواضح أنه لو أجرت الصحيفة مقابلة حقيقية ووجاهية مع مريم رجوي لسألتها: رجاء تفضّلي بتسمية هذه الأحزاب والفصائل والشخصيات المعارضة المنخرطة في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية أو أي حزب أو فصيلة أو شخصية معارضة إيرانية انضموا إلى صفوف ما تسمّونه بـ «جبهة التضامن الوطني» ومن من المعارضين الإيرانيين الآخرين قد استجاب دعوتكم إلى الالتحاق بهذه الجبهة؟ فطبعًا لا توجد لدى المنظمة أي جواب على ذلك لأن ما تسمّيه بالمجلس الوطني أو جبهة التضامن الوطني لا وجود له في العالم الخارجي، بل كلها أسماء أو واجهات أخرى للمنظمة وليست بحدّ ذاتها إلا كيانات موهومة.
أما بخصوص ما أسمته قيادة المنظمة بـ «الخطة ذات النقاط العشر» فلابدّ لي أن أقول إن هذه المنظمة لا يؤمن بأية من هذه النقاط وأنها ليست إلا واجهة خارجية لها عند الصحافة في محاولة للإيحاء بأنها تكيّف نفسها مع ظروف الزمان ومقتضيات العصر الجديد. فعلى سبيل المثال كيف يمكن أن تؤمن منظمة بـ «فصل الدين عن الدولة» فيما أنها اتّخذت من الآية القرآنية: «فضّل الله المجاهدين على القاعدين أجرًا عظيمًا» شعارًا وعَلمًا رسميًا لها في جميع وثائقها وتجمّعاتها وجعلت عنوان «الجمهورية الديمقراطية الإسلامية» اسمًا رسميًا لحكومتها المنشودة في المستقبل حسب ما أسمته بـ «برنامج الحكومة المؤقتة الصادر عن المجلس الوطني للمقاومة»! كيف يمكن لمنظمة ترفض فصل اسم الدين عن اسم حكومتها المثالية المنشودة أن تؤمن بضرورة فصل الدين عن الدولة؟!! كما وكيف يمكن لمنظمة مؤمنة بالكفاح المسلّح وهي اغتالت آلاف الأشخاص في إيران وارتكبت عمليات إرهابية عديدة وحتى كان لها سجون في مقراتها بالعراق قام فيها بتعذيب أعضائها المنتقدين وقتل أعداد منهم بشهادة مئات من المنفصلين عن هذه المنظمة أن تؤمن بضرورة إلغاء عقوبة الإعدام! وو…
كما شهدتُ وعن قرب بعد سقوط النظام العراقي كمترجم في قسم العلاقات الخارجية بالمنظمة، التدخل المنظّم والمستمر لقيادتها في شؤون العراق وكنت شاهد عيان لإعداد وترجمة الكثير من البيانات والرسائل والكلمات وحتى المقابلات الملفقة والمزيفة بأسماء الافراد وشيوخ العشائر والشخصيات والجماعات العراقية والجمعيات والروابط والمنظمات الوهمية وحتى ادعاءات تواقيع الملايين التي لا اساس لها من الصحة وملء استمارات بآلاف التواقيع مقابل الدنانير من قبل مأجورين ومرتزقة عراقيين والجهود المبذولة لإيجاد الخلافات القومية والدينية في العراق وتوسيع رقعة الخلافات بين الاحزاب والتيارات السياسية العراقية وخاصة في محافظة ديالى للترويج لتحويل هذه المحافظة إلى إقليم، وبذل الجهود وبل فرض الضغوط على قيادات قائمة العراقیة لمنعهم من المشاركة في الحكومة وفي البرلمان ثم الجهود والتعبئة للإطاحة بالحكومة العراقية وهي الجهود التي باءت جميعها بالفشل!، وتشكيل غرفة عمليات عند الانتخابات في العراق للتأثير على نتائجها.
إني انفصلت عن المنظمة بعد كوني عضوًا فيها لعقود من الزمن لأني رأيت أنها لم تعد منظمة سياسية إسلامية ثورية وإنما تحولت إلى طائفة دينية شيعية خاصة لا علاقة لها بالإسلام بل تخدم الأمريكان والصهاينة إلى حد أنها تشجعهم على الهجوم على إيران وشن حرب مدمّرة أخرى في المنطقة أكثر فتكًا وتدميرًا من سابقتها في العراق ولهذا السبب أعلنت شخصيات عربية مقيمة في فرنسا إثر مشاركتها في كانون الثاني (يناير) عام 2016 في مظاهرة للمنظمة في باريس عن مقاطعتهم لتجمعاتها ومظاهراتها بسبب دعوة نائب في الكنيسة الإسرائيلية مستشار لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتن ياهو إلى المظاهرة وإلقائه كلمة أمامها وحمل علم الكيان الصهيوني فيها. وعلى خلفية ذلك رفض السيد علي نافذ المرعبي صحفي لبناني وشخصية قومية عربية لبنانية مقيمة في فرنسا ورئيس تحرير مجلة «كل العرب» الصادرة في باريس ورئيس اتحاد الكتّاب والصحفيين العرب في أوروبا دعوته من قبل قادة المنظمة لحضور مهرجانهم يوم 9 تموز (يوليو) من ذلك العام وكتب في صفحته على الفيس بوك يوم 13 مايو (أيار) 2016 على هذا الرابط، قائلًا: «هل يعقل؟؟؟!!!! ان من يريد إسقاط نظام بلده المجرم والفاشي وانا معه بذلك.. أو من يريد تحرير بلده من احتلال مجرم.. وهذا حقه وانا معه..أو من يريد أن يقيم تحالفا وطنيا ضد سلطة عميلة وحكومة نصبها الغزاة.. وهذا ضروري وانا معه.. أو من يريد الوصول للسلطة.. أو من يريد الحفاظ على مكاسب سياسية وصلت.. أو.. أو.. أو..إن لا يكون ذلك إلا من علاقات مشبوهة مع مائير حبيب.. أو برنارد هنري ليفي.. أو قاعدة السيلية.. أو الحج إلى مقر زمره ايباك..؟؟؟!!!!! يا ناس.. يا هو.. يا بشر… الذي يحتل في مكان ما، لا يمكن أن يكون محرّرا في مكان آخر.. والذي يكون أداة رخيصة في يد الدوائر الاجنبية في بلده، لا يمكن أن يقف مع الرافضين لهذه الدوائر في بلد آخر.. أكتفي الآن بالتلميح علهم يعون مخاطر المآزق التي يسيرون نحوها.. حتى لا اضطر أن اسمي لاحقا الأمور بأسمائها.. علنا وبوضوح…».
کما وفي هذا المقال المنشور في «النهار» تحت يافطة «المقابلة»، اعترفت المنظمة بتأييدها لهجمات إسرائيل على إيران وعبّرت تلميحًا عن فرحتها وارتياحها لعمليات الكيان الصهيوني الأخيرة داخل إيران. هذا وإن منظمة مجاهدي خلق هي التي كشفت من خلال مؤتمراتها الصحفية في أوروبا وأميركا منذ أكثر من عشرين عامًا عن المواقع النووية الإيرانية بإظهارها صورًا التقطت بالأقمار الصناعية حيث رأى جميع المحلّلين والمراقبين في العالم أن إسرائيل هي التي زوّدت المنظمة بهذه المعلومات عن نشاطات النظام الإيراني النووية لأنه لا توجد لدى هذه المنظمة أقمار صناعية.
أؤكد أن الإيرانيين الأحرار الشرفاء المقيمين في خارج البلاد وأعضاء المنظمات والفصائل المعارضة الإيرانية في المهجر يكرهون هذه الزمرة الطائفية ويعتبرونها خائنة لشعبها وبلدها وموجهة أشد ضربة لحركة الشعب الإيراني التحررية. كما فقدت المنظمة كل شعبيتها داخل إيران ويكرهها أبناء الشعب الإيراني الذين يناضلون من أجل الحرية والديمقراطية في إيران ولا علاقة للمقاومة والنضال داخل إيران ضد نظام الحكم القائم في إيران بهذه المنظمة وقيادتها؛ فإنهم ﻃﺎﺋﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﻟﻬﺎ ﻋﻘﺎﺋﺪ ﻭﺃﻓﻜﺎﺭ ﻣﺒﺘﺪﻋﺔ ﻣﻠﺘﻘﻄﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻹﺳﺘﺎﻟﻴﻨية.
كما إنها باتت مكروهة على الصعيد الدولي أيضًا وكانت لمدة أكثر من 15 عامًا مدرجة ضمن قائمة الإرهاب الصادرة عن الدول الأوربية وأميركا الشمالية.
هذا ويذكر أنه انشقّ حتی الآن أکثر من ألف من أعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية وکوادرها ومسؤولیها ومنهم من النساء وبعضهن من عضوات مجلس قيادة المنظمة وانفصلوا عن المنظمة.
كما إن جميع أفراد المنظمة محرومون وممنوعون من أي اتصال بأفراد عوائلهم والعالم الخارجي واستخدام أي من وسائل الاتصال الحديثة من الإذاعة وقنوات التلفزة والإنترنت والهاتف المحمول كلها ممنوع لأعضاء المنظمة إلإ للقيادة والمسؤولين عن الاتّصالات الخاصّة للمنظمة.
وكنت شاهد عيان عبر ترجمتي لرسائل شخص مسعود رجوي زعيم المنظمة ومرشدها وزوج مريم رجوي إلى صدام حسين ومحاضر الاجتماع بينهما وكذلك بينه وبين رئيس المخابرات العراقية آنذاك الفريق طاهر على تزويد صدام حسين منظمتنا آنذاك بثلاثة ملايين برميل من النفط شهريًا على هيئة كوبينات كانت مكاتب المنظمة في أوروبا وأميركا تبيعها وتحوّلها إلى مليارات الدولارات وتستثمرها هناك وفي العراق وبلدان عربية أخرى حتى الآن كالمصدر الرئيس لأموال وإيرادات المنظمة المليارية، وهي الأموال التي توزّعها على برلمانيين أو رجال دولة سابقين أوروبيين وأمريكان للحصول على تواقيعهم أو حضورهم حفلات المنظمة تأييدًا لها. ناهيك عن عشرات الآلاف من أسلحة ومعدات العراق التي سلمتها قيادة المنظمة لأعداء ومحتلي العراق أي الأمريكان وتجسّسات المنظمة للأمريكان ضد المقاومة العراقية الباسلة والتي كنت أنا شاهد عيان عليها عبر مهنتي في المنظمة أي الترجمة.
ومن الجدير بالذكر أنه يجب على الصحفي الالتزام بالحياد الصحافي وعلى جريدة «النهار» إن كانت ملتزمة بالمبادئ والأخلاق الصحفية أن تُجري مقابلات مع الأعضاء السابقين في المنظمة والذين انفصلوا عنها وعن واجهتها الخارجية أي ما كان يسمّى بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية لتتبيّن لها الحقائق والأمور فيما يتعلق بهذه المنظمة كما هي.