رسائل “إسرائيلية نارية” عشية جلسة الحكومة

استبقت “إسرائيل” جلسة مجلس الوزراء المقررة اليوم الجمعة في بعبدا لمناقشة خطة الجيش لنزع السلاح غير الشرعي بما فيه سلاح حزب الله، بتوجيه “رسائل نارية” تمثلت في هجومٍ أسفر عن خمسة قتلى، وبلغ ذروته ليل الأربعاء باستهداف منشأة صناعية في بلدة أنصارية الواقعة على بعد 35 كيلومترًا من الحدود.
وأدان لبنان الهجوم مطالبًا بضغط دولي على تل أبيب لإيقاف الانتهاكات.
وفي هذا السياق، استهدفت مُسيّرة إسرائيلية أمس الخميس غرفةً جاهزةً في أطراف بلدة عيتا الشعب، من دون أن يؤدي القصف إلى وقوع أي إصابات.
إلى ذلك، ألقت مسيّرة إسرائيلية أخرى مناشير في بلدة الخيام منذ قليل، كتب عليها: “هذه الشركات لا تزال تخدم مصالح “حزب الله”، إنها تزعزع الامن وتعرضكم للخطر. لا فائدة من التعامل والعلاقات مع “حزب الله“.
ونفذ الجيش الإسرائيلي مساء أمس من مركزه المستحدث في تلة حمامص تمشيطًا ناريًا لأطراف سهل مرجعيون والخيام.
فيما حلق الطيران المسيّر على علو منخفض في أجواء بلدتي دير قانون النهر ومعروب شرق مدينة صور.
وكانت مسيّرة إسرائيلية حلّقت في أجواء بلدتي عدلون وأنصارية على علو منخفض، بحسب ما أفادت “الوكالة الوطنية”.
على صعيد متصل، أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية بأن “الجيش الإسرائيلي أقام منشأةً على أنقاض قرية الزاعورة شمال مرتفعات الجولان، وأطلق عليها اسم “منشأة لبنان”، وهي النسخة الشمالية من “غزة الصغيرة”، الموجودة في قاعدة “تسيليم” منذ عقدين”.
وأضافت: “تدرب جنود مدرسة لواء الكوماندوس لأول مرة خلال الأسبوعين الماضيين في المنشأة، التي تُحاكي قرية في جنوب لبنان وتضمّ عشرات المباني بارتفاعات مختلفة، بعضها من طابق واحد ذات فناء على الطراز اللبناني، والتي استوحي تصميمها أيضًا من القتال البري في جنوب لبنان قبل نحو عام، وصولًا إلى مبانٍ من ثلاثة إلى أربعة طوابق”.
في غضون ذلك، تركت الغارات الإسرائيلية الكثيفة التي استهدفت اليونيفيل ومناطق جنوبية عدة الأربعاء وأدّت إلى سقوط خمسة قتلى ونحو 17 جريحًا تداعيات سلبية للغاية على مجمل المشهد اللبناني.
وقد اتصل رئيس الجمهورية جوزاف عون بقائد “اليونيفيل” مُدينًا الهجوم الإسرائيلي على القوات الدولية قرب مروحين.
وقال الرئيس عون: “هذه الاعتداءات تؤكد مرةً جديدةً مضيّ إسرائيل في تحدّي إرادة المجتمع الدولي الذي نادى قبل أيام بوقف الأعمال العدائية ضد لبنان”.
بدوره، كتب رئيس الحكومة نواف سلام عبر منصة “إكس”: “الاعتداءات الإسرائيلية المتمادية على لبنان تشكل انتهاكًا صارخًا لإعلان “وقف العمليات العدائية” لشهر تشرين الثاني الماضي وللقرار 1701 ومبادئ القانون الدولي وأحكامه. مصداقية المجتمع الدولي على المحك… فعليه التحرّك الفوري لإلزام إسرائيل وقف هذه الاعتداءات واحترام سيادة لبنان وسلامة أبنائه”.
وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين بشدّة الاعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة على لبنان وأكدت أنّ الاعتداءات الأخيرة لم تقتصر على استهداف المدنيين، بل طالت مجددًا قوات حفظ الأمن الدولية العاملة في لبنان (اليونيفيل)، في خرق واضح وصريح للقانون الدولي ولقرار مجلس الأمن رقم 1701، ولإعلان وقف العمليات العدائية الصادر في تشرين الثاني الماضي، معتبرةً أنّ هذا السلوك يشكّل تحديًا علنيًا للإرادة الدولية وتهديدًا مباشرًا للاستقرار.
وشدّدت على أنّ استمرار إسرائيل في استباحة السيادة اللبنانية يعكس استخفافها بالمجتمع الدولي وبالقرارات الأممية، داعيةً العواصم المؤثرة إلى التحرّك الفوري للجم هذه الاعتداءات المتواصلة.
وناشدت الأسرة الدولية ممارسة أقصى الضغوط على إسرائيل لوقف خروقاتها، واحترام سيادة لبنان وسلامة أراضيه وأمن أبنائه.