«قسد» تنفي منحها مهلاً: لا تخلّيَ عن السلاح

أثار تقرير نشره موقع «ميدل إيست آي» الأميركي، تناول ما وصفه بـ«خطة» لاندماج «قوات سوريا الديمقراطية» في صفوف الجيش السوري، جدلاً واسعاً، بعدما أشار إلى مهلة منحتها كلّ من الولايات المتحدة وتركيا لـ«قسد» مدّتها شهر واحد لإتمام الاندماج، في وقت تنصّ فيه اتفاقية 10 آذار الموقّعة بين الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، والقائد العام لـ«قسد» مظلوم عبدي، على أن المهلة تمتد حتى نهاية العام الجاري.
وسارعت «قسد» إلى نفي ما ورد في تقرير الموقع الأميركي؛ وقال المركز الإعلامي التابع لها إن المعلومات التي أوردها التقرير «كاذبة وتهدف إلى تضليل الرأي العام بشكل متعمّد». وعلى الرغم من هذا النفي، نقلت شبكة «سي إن إن» الأميركية عن مسؤول في الإدارة، أن «الولايات المتحدة منحت قوات سوريا الديمقراطية مهلة 30 يوماً للاندماج». واستدرك المسؤول بأن «العملية معقّدة للغاية وتتطلّب وقتاً أطول، بسبب وجود العديد من القضايا العالقة التي لم تُحلّ بعد».
وأكّد الناطق باسم «قسد»، أبجر داود، بدوره، في تصريحات إعلامية، أن «مسألة تسليم قسد لسلاحها في الوقت الحالي مستحيلة، في ظل التوترات المستمرة وتهديدات تنظيم داعش، وارتفاع وتيرة العنف»، مبيّناً أن «قسد يمكنها الانضمام إلى الجيش السوري عبر اتفاق دستوري يعترف بخصوصية المكوّن الكردي». وأشار إلى أن «قسد ليست مع الحرب، لكنها ستدافع عن شعبها في كل مكان تتواجد فيه».
أما الرئيس المشترك لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي» (PYD) الذي يقود «الإدارة الذاتية»، غريب حسو، فقد رأى أن «هيئة تحرير الشام تحاول فرض نفسها بالقوة على كامل المنطقة»، معتبراً أن «الهجمات في السويداء وقبلها في الساحل تأتي لعرقلة أي مفاوضات أو حوارات ديمقراطية». وأكّد حسو «(أننا) سنكون في موقف قوي أمام أي محاولة تهديد أو ابتزاز»، متّهماً الحكومة بمحاولة «السيطرة على إرادتنا في المفاوضات، لكن لن نستسلم».
وفي الوقت نفسه، أشار حسو إلى أن «الحوارات مستمرة، لكنها لا تسير بالشكل الصحيح، لأن القائمين على الحكومة يملكون عقلية متحجّرة»، معتبراً أن «هذه العقلية التي تقصي مكوّنات المنطقة تمثّل خطراً حقيقياً على مستقبل سوريا».
ويأتي هذا في وقت يزداد فيه الاهتمام الإقليمي والدولي بملف «قسد»، على وقع تصاعد المخاوف من تكرار أحداث الساحل والسويداء في شمال شرق سوريا، في حال المفاوضات. وقد عكس هذا الاهتمام ما كشفه موقع «المونيتور» الأميركي، عن زيارة مرتقبة سيجريها القائد العام لـ«قسد»، برفقة المبعوث الأميركي إلى سوريا، توم برّاك، إلى باريس، بهدف بحث مستجدات ملف اندماج «قسد» في الجيش، ومحاولة تجنّب السيناريو العسكري.
وفي هذا السياق، أكّد مصدر كردي، في حديثه إلى «الأخبار»، أن «قسد متمسّكة بالاندماج ككتلة واحدة ضمن الجيش السوري، وليس كأفراد كما ترغب دمشق، لأن ذلك يعني عملياً تفكيك قسد في وقت تمرّ فيه البلاد بحالة من عدم الاستقرار». ولفت إلى أنه «لا تغيير في الجدول الزمني المتّفق عليه في اتفاق 10 آذار، والذي يقضي بدمج «قسد» و»الإدارة الذاتية» في مؤسسات الدولة، وليس حلّهما، وذلك بحلول نهاية العام الجاري». ونفى المصدر «ما ورد في تقرير (ميدل إيست آي)»، مؤكّداً أنه «لم يُطرح مثل هذا النقاش مع الجانب الأميركي»، واصفاً اللقاء الذي جمع برّاك بعبدي بأنه «إيجابي ومهم، ويهدف إلى إنجاح اتفاق 10 آذار، وتجنيب البلاد مزيداً من الصراعات الدموية».