هل تنجح «التربية» في إبعاد المدارس – الدكاكين عن الامتحانات الرسمية؟
فاتن الحاج

42 ألف و728 طالباً في الثانوية العامة بفروعها الأربعة إضافة إلى 640 طالباً من ذوي الاحتياجات الخاصة يبدأون، اليوم، امتحاناتهم الرسمية في 337 مركزاً في كل لبنان.
هذا ما أعلنه المدير العام للتربية، فادي يرق، في لقاء صحافي، أمس، فهل ستبقى هذه الأعداد ثابتة أم سنشهد على فضيحة فتح «السيستم» وقبول طلبات استرحام لطلاب وهميين من المدارس ـ الدكاكين، ليلة الامتحان، لقاء آلاف الدولارات؟ وهل ستغطي وزيرة التربية، ريما كرامي الفساد، أم سيطبق القانون ويتحرك جهاز أمن الدولة لتوقيف المتورطين؟ وماذا عن الـ 640 طالباً، هل هم جميعاً من أصحاب الصعوبات التعلمية والاحتياجات الخاصة؟
عشيّة الاستحقاق، أجاب يرق عن الهواجس المحيطة بالامتحانات، من الضمانات لتأمين سلامة الممتحنين في أماكن الاعتداءات الإسرائيلية في الجنوب، وتوفير العدالة للطلاب الذين درسوا «أونلاين»، إلى المخاوف من خرق سرّية المسابقات، وإمكان تسريب الأسئلة بالتعاون بين مقرّري لجان المواد والمنصات التعليمية التجارية.
وبصفته مديراً عاماً ورئيساً للجان الفاحصة ومسؤولاً عن مواكبة الاستعدادات اللوجستية والتربوية والأمنيّة للامتحانات، أبدى المدير العام ارتياح الإدارة التربوية لتولّي الجيش اللبناني، بأجهزنه الفنّية والتقنية، حراسة مباني مراكز الامتحانات الرسمية، «ما سيقطع الطريق على أي تسريب للأسئلة التي ينتظر أن تكون طبيعية وغير تعجيزية، ووفق المنهج المقرّر، وتوصيفات المركز التربوي للبحوث والإنماء».
ومع أنّ المعلومات تشير إلى أنه لم يجر الاعتماد على بنك الأسئلة هذا العام، أكّد يرق تفعيل هذا الجهاز في الأسابيع الماضية، من ضمن الإجراءات الحمائية، إذ ستُختار مجموعات الأسئلة، بصورة عشوائية، ولن تعتمد مسابقات كاملة، وهو ما سيسهم في التقليل من احتمالات التسريب عبر تنويع الأسئلة وطرحها بنماذج متعدّدة، في حين أنّ التعويل الأساسي يبقى «على مناقبية الأساتذة مقرّري اللجان والمراقبين، علماً بأنه لن يكون في حوزة هؤلاء أي هاتف ذكي أو جهاز الكتروني داخل مراكز الامتحانات، ما عدا رئيس المركز الذي سيسمح له بالاحتفاظ بهاتفه الشخصي»، مشيراً إلى أنّ أجهزة الجيش سترصد أي إشارة لأي جهاز في النقاط الجغرافية التي تقع فيها المراكز.
ولوحظ أنّ رئيس دائرة الامتحانات الرسمية، ربيع اللبان، لم يجلس على المنصة الرئيسية إلى جانب مديري الوحدات ومعاوني المدير العام في الامتحانات، كما كان يفترض، بل حضر متأخّراً واختار مقعداً خلفياً وتابع جانباً بسيطاً من المؤتمر الصحافي. ولدى سؤال «الأخبار» عمّا إذا كان السبب هو تهميش دور اللبان في إدارة الامتحانات لمصلحة الرئيسة السابقة للدائرة أمل شعبان، نفى يرق ذلك، مشيراً إلى أنّ اللبان «يواكب الاستحقاق عن قرب»، وإلى أنّ شعبان «ملحقة بمكتب وزيرة التربية ريما كرامي وليس لديها أي مهمة تنفيذية مرتبطة مباشرة بالامتحانات، سوى تكليفات محدّدة من الوزيرة».
ولم يتطرّق المدير العام إلى معايير اختيار المقرّرين وما إذا كان سيعاد التعاون مع مقرّرين ارتكبوا مخالفات في الامتحانات السابقة. كما لم يفصح عن خطة الوزارة في حال حدوث أي طارئ أمني في الجنوب مكتفياً بالتأكيد بأنّ «هناك جهوزية تامة، والوزيرة كرامي تواصلت مع وزيرَي الدفاع والداخلية، ومستعدّون لكل الاحتمالات بالتنسيق مع المناطق التربوية». وفي السياق، قال إنّ اللجان الفاحصة في الامتحانات تلقّت توصيات المركز التربوي بشأن الطلاب الذين درسوا «أونلاين» وستأخذ ما أنجزوا من المناهج في الاعتبار.
وأعلن يرق أنه سيصار إلى زيادة بدلات أتعاب العاملين في الامتحانات في كل المجالات.