
ليلة اغتيال انطون سعادة مؤسس حركة صراعية وباعث نهضة قومية اجتماعية، سقط القناع عن نظام المعازل الطائفية المتمفصل مع قنوات ومصالح الدول الاجنبية، وتجلت صورة النظام المسخ بأبشع وأشنع مظاهرها، في استهداف قيمة فكرية وشخصية ريادية رؤيوية كشفت علل نظام الملل، ورسمت للأمة درب الخلاص والنصر عبر خطة نظامية معاكسة للغزوة الصهيونية ومشروعها التلمودي التوسعي الاستيطاني
أنطون سعادة ستبقى قامتك المسفوحة على رمل بيروت شمعة هداية لمريديك والمؤمنين العاشقين والصفعة اللعنة، يبصقها التاريخ على قبور جلاديك وكأني بك يوم استشهدت قد انتشرت روحك بقوافل الرجال المنذورة للعز القومي .
في هذه الليلة الحزينة من ليالي الشرق المتشرنق على العصبيات المغلقة القاتلة، أعدم النظام السياسي اللبناني الغاشم انطون سعادة باعث النهضة القومية الاجتماعية في أسرع محاكمة عرفها لبنان الحديث..هذا النظام المتناسل المتآكل المجدد لذاته بذاته هو عينه لا زال يمارس فعل الإعدام الجماعي بحق الشعب اللبناني، من خلال تأبيد الطائفية والمذهبية وتجذير الانتماءات الاولية اي انتماءات ما قبل الدولة، وترسيخ التمييز المقيت بين أبناء الشعب الواحد والامعان في نهب موارد الدولة وافقار الناس وتعميم ظاهرة الفساد كمكوّن عضوي بنيوي متأصل مموه بالتحاصص.
دم انطون سعادة في الثامن من تموز… نداء هادر …دم منتصر ظافر تَجسَّد مشهدية إباء وفداء .