اخبار عربية ودولية

“ثورتهم” التي انتهت بقاعدة إسرائيلية!

كتب داني عبد الخالق

في مشهد لا ينتمي إلا لزمن السخرية السوداء، تُبنى اليوم أول قاعدة عسكرية إسرائيلية في القنيطرة السورية، لا تحت الغطاء الروسي، ولا على أنقاض “الأسد الأبدي”، بل برعاية “الثورة المباركة”، تلك التي بُشّر بها شعب سوريا منذ 2011 على أنها بداية الحرية والكرامة!

أي كرامة بقيت، حين يتحوّل “حكم الثورة” إلى إدارة محلية تشرف على تواجد إسرائيلي رسمي داخل الأرض السورية، وتغلفه بخطاب ديني مذهبي؟

أي شوارب بقيت لترتجف خجلاً، حين يُصبح “النصر” هو استبدال حكم علوي مستبد بحكم سني مموّل تركياً ومدعوم قطرياً، يُرحّب بالتعاون الأمني مع تل أبيب وكأنها حليف تاريخي؟

نعم، لقد سقط بشار. ولكن ماذا قام مقامه؟
لا ديمقراطية، لا دولة مدنية، لا انتخابات حقيقية، لا استقلال وطني. بل تقاسم نفوذ بين راعٍ تركي ورعاة خليجيين، و”إدارة سنية” تمنح الشرعية لوجود عسكري إسرائيلي.

الثورة، كما سُرقت من قبل الجماعات المتطرفة، تُستكمل اليوم بسرقة أخطر، تقديم الأرض على طبق من ذهب مقابل الرضا الأمريكي والإسرائيلي.

فما لم يُسمح به للأسد تحت عنوان “الممانعة”، يُمرّر اليوم بهدوء، فقط لأنه يخرج من أفواه “أهل السُنّة”، لا من جبل العلويين.

هي مفارقة محزنة: أن يُصفق الناس لانهيار الطغيان، فقط ليقوم على أنقاضه خضوع أعمق، هذه المرة مزين بشعارات دينية، ومصنوع على عين أنقرة والدوحة وتل أبيب.

إذا كانت هذه هي “الثورة”، فاسمحوا لنا أن نحتفظ بحقنا في الصمت.
وإذا كانت القاعدة الإسرائيلية على أرض القنيطرة هي الثمرة الناضجة لكل هذه الدماء، فهنيئاً لكم بـ”العبودية” الجديدة

لمشاهدة الفيديو على الرابط ادناه:

www.facebook.com/share/v/18rX8abFQh/

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى