
الأحد المقبل، ستكون بلدة الشويفات على موعدٍ مع استحقاقٍ بلدي لن يخلو من مفاجآت، رغم اتفاق الزعيمين الدرزييْن وليد جنبلاط وطلال إرسلان على تجنّب مواجهة انتخابية في البلدة حفاظاً على الاستقرار الاجتماعي والسياسي فيها. إلا أنّ وجود الحزبين، التقدمي الاشتراكي والديمقراطي اللبناني، في لائحة «الشويفات تواكب» التي ضمّت أيضاً مرشحين مستقلّين، لم يحل دون ولادة لائحة ثانية ضمّت – للمفارقة – أربعة مرشحين من الحزب الاشتراكي نفسه، لكن من خارج القرار الحزبي، وسط توقّعاتٍ بأن يكون التشطيب سيد الموقف، وبأن تخرق لائحة «نبض الشويفات» (شكّلها تجمّع «الشويفات مدينتنا» و«منتدى إنسان»)، لائحة ائتلاف الأحزاب بثلاثة مقاعد.
غير أن اللافت أن المرشح نضال الجردي يشكّل نقطة التقاءٍ بين طبّاخي اللائحتين كالأفضل لرئاسة البلدية المقبلة. وساعد في ذلك تنازل آل صعب الذين يُفترض أن تؤول رئاسة البلدية في هذه الدورة إليهم بحسب العرف، تنازلوا لمصلحة الجردي.
في البلدة التي تشهد تقاطعاً سياسياً واختلاطاً طائفياً (درزياً – مسيحياً)، حاول جنبلاط وإرسلان دعم تشكيل لائحة توافقية تفوز بالتزكية. ورغم ضمّ مرشحين غير حزبيين إليها كالجردي والريشاني المحسوبين على الجوّ المُستقل، أخفقت تلك المساعي، لتولد «نبض الشويفات»، وهي لائحة غير مكتملة مدعومة مما يُسمى «المجتمع المدني»، وتضمّ وجوهاً تدور في الفلك «التغييري».
لكنّ «المجتمع المدني» لم يكن ليستطيع تشكيل لائحة، لولا أنّ بعض «الاشتراكيين» أبلغوا جنبلاط أنّ «شخصيات اشتراكية جديرة بالترشّح والوصول إلى المجلس البلدي إلى جانب الحزبيين الثلاثة الذين ضمّتهم اللائحة الحزبية»، وعليه رشّحوا أربعة أسماء على لائحة «نبض الشويفات». كذلك ضمّت هذه اللائحة الأخيرة مرشحَين من الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي أبلغ الجردي التزامه بالتصويت له كمرشحٍ لرئاسة البلدية، لكن من دون الالتزام بالتصويت للائحته.
في المحصّلة، لن يضمن التوافق بين «الاشتراكي» و«الديمقراطي» فوز لائحتهما كاملة، بعدما خلقت التباينات داخل «الاشتراكي» نفسه، واقعاً لم يعد معه اختيار الناخبين محصوراً، بين لائحة أحزابٍ تقليدية، أو «سلطوية» وأخرى «معارضة»، بل بين لائحتين تضم كل منهما حزبيين ومستقلين، على أن تحسم الحسابات العائلية التي عادة ما تجتاز الانتماءات السياسية اتجاه التصويت.
ويتألّف المجلس البلدي في الشويفات من 18 عضواً، 11 منهم من حصة الطائفة الدرزية، فيما الستة الآخرون للمسيحيين ومقعد وحيد للسنّة. كما يتنافس المرشحون لانتخابات المخاتير على 11 مركزاً، ويبلغ عدد المقترعين في البلدة 14 ألف ناخبٍ.