اخبار عربية ودوليةالرئيسية

اجتماع مثمر في البيت البيضاوي

عقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس اجتماعاً مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، كما استقبل قادة أوروبيين، حيث وصل إلى البيت الأبيض ، كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، والرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب، بالإضافة إلى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والأمين العام لحلف الناتو مارك روته.

ويأتي هذا الاجتماع وسط الجهود المستمرة لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

وقال ترامب إنه عقد اجتماعاً “جيداً جداً” مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والقادة الأوروبيين.

وأعلن أنه بدأ ترتيبات لعقد قمة سلام ثنائية بين نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على أن تتبعها قمة ثلاثية يشارك فيها هو بنفسه.

وأضاف الرئيس الأميركي أنّ نائبه جيه دي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف سيجرون الترتيبات بين البلدين.

وأشار ترامب إلى أنه جرى خلال الاجتماع مناقشة الضمانات الأمنية لأوكرانيا، والتي ستقدمها الدول الأوروبية بالتنسيق مع الولايات المتحدة.

من جانبه، قال الرئيس الأوكراني بعد اجتماعه مع ترامب والزعماء الأوروبيين إنه سيتم العمل على تحديد الضمانات الأمنية لكييف على الأرجح في غضون 10 أيام.
وأضاف في مؤتمر صحفي بعد هذه الاجتماعات “من المحتمل أن يتم الكشف عن الضمانات الأمنية من قبل شركائنا، وسيظهر المزيد والمزيد من التفاصيل. كل هذا سيتم تحديده رسمياً على الورق بطريقة أو بأخرى في غضون أسبوع إلى 10 أيام”.

وقال زيلينسكي أيضاً إنّ القضايا الإقليمية المرتبطة باتفاق سلام محتمل سيتم العمل عليها بين أوكرانيا وروسيا.

وأشار إلى أنه ناقش مع ترامب “نقاطاً شديدة الحساسية” وشدد على أنّ “الأمن في أوكرانيا يعتمد على الولايات المتحدة” وكذلك أوروبا. كما شدد على أهمية المسائل الإنسانية مثل تبادل الأسرى واستعادة الأطفال الذين “خطفتهم” روسيا.

من جهته، قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس إنّ الرئيس الروسي ونظيره الأوكراني سيلتقيان في غضون أسبوعين.

ووصف ميرتس الاجتماع الذي عقد بين ترامب وزيلينسكي والقادة الأوروبيين في واشنطن بالمثمر، إلا أنه أقر بأنّ الخطوات المقبلة في الملف الأوكراني ستكون أكثر تعقيداً، مشدداً على وجوب عدم إرغام أوكرانيا على التنازل عن إقليم دونباس لروسيا في أيّ اتفاق سلام محتمل بين البلدين.

أما الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته فقال إنّ اجتماع الرئيس الأميركي مع نظيره الأوكراني وغيره من الشركاء الأوروبيين والحلف كان “ناجحاً للغاية”.

وأضاف، خلال مقابلة مع قناة فوكس نيوز، أنه تمت مناقشة الضمانات الأمنية لأوكرانيا في الاجتماع، ولم يكن هناك أي نقاش حول نشر قوات على الأرض.

وبدوره أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للصحافيين عقب الاجتماع مع ترامب والقادة الأوروبيين أن إحدى الضمانات الأمنية -التي ينبغي تقديمها لأوكرانيا في إطار أي اتفاق سلام بينها وبين روسيا- أن يكون جيشها “قوياً” بما يكفي لردع أي هجوم روسي جديد، وبالتالي لا قيود على العديد أو القدرات أو التسليح.

كذلك، دعا الرئيس الفرنسي إلى “تشديد العقوبات” على روسيا في حال فشلت مفاوضات السلام المرتقبة بينها وبين أوكرانيا.

اتصال مع الكرملين
وكان الرئيس الأميركي قد أوقف في ساعة متأخرة من يوم الإثنين المحادثات مع القادة الأوروبيين في واشنطن لإجراء مكالمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقالت صحيفة “بيلد” الألمانية إنّ “ترامب خرج من اجتماع مع الزعماء الأوروبيين للاتصال ببوتين”.

وعلق الكرملين على المكالمة بالقول إنّ بوتين وترامب أجريا محادثة هاتفية استمرت نحو 40 دقيقة، مضيفاً أنّ المحادثة “كانت صريحة وبناءة للغاية”.

وتابع: “أبلغ ترامب بوتين بالمفاوضات مع زيلينسكي وقادة الدول الأوروبية؛ وعبر الرئيسان عن تأييدهما لاستمرار المفاوضات المباشرة بين وفدي روسيا وأوكرانيا”.

وكشف الكرملين: “ناقش بوتين وترامب فكرة رفع مستوى المفاوضات الروسية الأوكرانية المباشرة؛ واتفق الرئيسان على مواصلة الاتصال الوثيق ببعضهما البعض بشأن الأزمة الأوكرانية ومواضيع أخرى ملحة”.

وأشار بوتين، وفق الكرملين، إلى أهمية الجهود التي يبذلها الرئيس الأميركي لتسوية الأزمة الأوكرانية.

هذا ونقلت وكالة فرنس برس عن مصدر مطلع على المحادثات قوله إنّ بوتين أبلغ ترامب أنه مستعد للقاء زيلينسكي.

خريطة الصراع!

في سياق آخر، عرض الرئيس ترامب على زيلينسكي خريطة كبيرة في المكتب البيضاوي تُظهر الأراضي التي استولت عليها روسيا في أوكرانيا.

وقالت مصادر مطلعة إنه “قبل التوجه إلى الاجتماع متعدد الأطراف مع القادة الأوروبيين في الغرفة الشرقية من البيت الأبيض”، أجرى ترامب وزيلينسكي نقاشاً مطولاً بشأن الخريطة، التي عنونت بـ”خريطة الصراع الروسي الأوكراني”.

وأوضحت صحيفة “كييف بوست” الأوكرانية أن الجزء الشرقي، المُظلل باللون الوردي، يظهر ما يقارب 20 في المئة من مساحة البلاد الخاضعة للسيطرة الروسية.

وأضافت أن عرض الخريطة جاء “كأداة محتملة لترامب للضغط على زيلينسكي لإعادة النظر في مبدأ الأرض مقابل السلام”.

وعلّق زيلينسكي على الخريطة بالقول لوسائل الإعلام إنه أطلع ترامب على بعض تفاصيل ساحة المعركة على الخريطة، وشكره عليها.

وأضاف أنه أجرى نقاشاً مطولاً مع الرئيس الأميركي بشأن الخريطة.

وأوضح: “لقد تجادلت بشأن النسبة الموجودة على الخريطة لأنني أعرف هذه النسبة جيداً”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى