اخبار عربية ودوليةالرئيسية

تقدّم في جولة مسقط… وتفجير في بندر عباس

صحيفة "البناء"

انتهت جولة المفاوضات الأكثر حرجاً بتفاؤل حذر، عبرت عنه التصريحات الإيرانية والأميركية، حيث كان التفاوض غير المباشر لعدة ساعات مناسبة ليكشف كادر الموظفين من الطرفين عن الضوابط الرئيسية لرؤية دولتهم خارج إطار لغة الدبلوماسية العامة والكلام السياسي، والعناصر التقنية لا تحتمل المجاملة، وكان مهماً للطرفين أن يسمع كل ما لدى الآخر، فيدونون ملاحظاتهم ويعرفون ما عليهم الاستعداد لمناقشته. وهكذا خرجت واشنطن بحصيلة قوامها أن ايران منفتحة على تخفيض نسبة تخصيب اليورانيوم وعلى إيجاد صيغة مطمئنة لتخزين ما يتمّ تخصيبه من اليورانيوم، وعلى وقف العمل ببعض أجهزة الطرد المركزي المتطوّرة وربما بعض المفاعلات التي تثير الشكوك، ولا مانع لديها بزرع فرق التفتيش والكاميرات في منشآتها النووية لكن شرط حصرها في هذه المنشآت، وعدم التفكير بطلب تفتيش منشآت عسكرية على الإطلاق. وبالمقابل سمع الإيرانيون ما فهموا منه أن لا طلب أميركي بوقف التخصيب كلياً وهو ما يشكل خطاً أحمر إيرانياً، كما فهموا أن البرنامج النووي ليس هو موضوع التفاوض بل عدم تحوله الى برنامج عسكري. وأوصل الإيرانيون بوضوح معادلتهم، الالتزام الكامل مقابل الالتزام الكامل، فلا يمكن مطالبة ايران بتطبيق كل الضوابط منذ البداية دون القيام برفع كل العقوبات بالمثل، والتدرج هنا يستدرج التدرج هناك، وفق مبدأ التناسب والتزامن والتوازي.

هذا التقدم في المفاوضات تعكّر صفوه بتفجير طال منشآت وبضائع مخزنة في ميناء رجائي في بندر عباس، حيث تظهر الخسائر البشرية والمادية ضخامة التفجير الذي لم يستبعد أن يكون عملاً تخريبياً على صلة بالمفاوضات النووية، وبدا أن الغيظ الإسرائيلي من تقدم المسار التفاوضي والضوابط التي يتبعها، يصعب إخفاؤه. وقد تحدث بنيامين نتنياهو أمس، عن رفض أي اتفاق نووي أميركي إيراني لا يمنع إيران من تخصيب اليورانيوم كلياً داعياً إلى تفكيك كامل البرنامج النووي الإيراني على الطريقة الليبية، مهدداً بقيام «إسرائيل» بتدمير هذا البرنامج إذا حدث ما لا يرضي «إسرائيل» في المسار التفاوضي، لأن إيران، حسب قوله، قد تلتزم مؤقتاً، لكنها إذا حافظت على بنيتها النووية سوف تعود الى العمل لبناء برنامج عسكري مع أي تغيير في الوضع الأميركي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى