السيد فضل الله دعا إلى التوازن في المواقف الدبلوماسية

أكّد السيد علي فضل الله، في خطبة الجمعة، أن “العدو الصهيوني يسعى للتمدد خارج المواقع التي لا يزال يحتلها”، مشيرًا إلى أن الغارات التي طاولت العديد من المناطق، وعمليات الاغتيال التي وصلت إلى مشارف حدود بيروت الكبرى، إضافة إلى التحليق المستمر للمسيّرات في الأجواء اللبنانية، تهدف إلى الضغط على الدولة اللبنانية والمقاومة لدفعهما نحو خيارات تحقق للعدو أهدافًا لم يتمكن من تحقيقها بالحرب، رغم التزام الطرفين بتنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار.
وجدّد فضل الله دعوته للدولة اللبنانية إلى القيام بكل الإجراءات اللازمة لدى الدول الضامنة لهذا القرار، والضغط على الكيان الإسرائيلي للانسحاب من الأراضي اللبنانية، ووقف الاعتداءات اليومية، وإعادة الأسرى، لتجنيب لبنان المزيد من الاستنزاف، محذرًا من أن استمرار هذا الواقع قد يهدد الاتفاق القائم.
ودعا اللبنانيين من جميع الطوائف والمذاهب والمواقع السياسية إلى تحمّل المسؤولية تجاه وطنهم، والعمل على مواجهة كل من يعبث بسيادته وأمنه واستقراره، وتوحيد الصوت في وجه الاعتداءات التي تهدد الاستقرار الداخلي والسلم الأهلي.
وأشار إلى حجم الضغوط التي يتعرض لها لبنان، سواء على الصعيد الأمني أو الاقتصادي، أو من خلال تعطيل إعادة الإعمار بذريعة سلاح المقاومة، لافتًا إلى الحوار المرتقب الذي بدأ التمهيد له من قبل رئيس الجمهورية مع قادة المقاومة الذين أبدوا كل انفتاح واستعداد له انطلاقًا من المصلحة الوطنية، بهدف تأمين الحماية للبنان ووقايته من الاعتداءات والمخاطر.
وشدّد فضل الله على أن السلاح وُجد لحماية الوطن، ومن الطبيعي أن يغمد حينما يشعر من حملوه أن الدولة قادرة على تأمين الحماية والأمن. وأكّد ثقته بقدرة الجيش اللبناني على حماية أبناء الوطن متى توافرت له الإمكانات الكافية، مشيرًا إلى التضحيات التي يقدمها، وآخرها الشهداء الذين سقطوا في قرية بريقع الجنوبية.
وفي الشأن الداخلي، دعا الحكومة إلى الاستمرار في دورها لإصلاح الواقع الاقتصادي والمعيشي، مؤكدًا أن المعالجات يجب أن تنطلق من مصلحة الوطن والمواطن، وليس وفق شروط صندوق النقد والبنك الدوليين، مشددًا على أن لبنان ليس بلدًا فقيرًا، بل أُفقر نتيجة هدر الأموال وسوء إدارة الموارد، وهو قادر على النهوض إن تمت معالجة الأسباب الحقيقية للانهيار.
وفي ما يخص الانتخابات البلدية، شدّد على ضرورة أن تكون خيارات الأحزاب والعائلات مبنية على مصلحة البلدات والمدن، وأن تكون الانتخابات بابًا للإصلاح والتطوير، لا ساحة للتجاذب أو الانقسام. ودعا المرشحين لرؤية العمل البلدي كموقع مسؤولية وليس امتيازًا.
وتوجّه فضل الله إلى القائمين على العمل الدبلوماسي في لبنان، داعيًا إلى اعتماد التوازن في المواقف، وعدم الكيل بمكيالين، كما حصل في استدعاء السفير الإيراني بحجّة التدخل في الشأن الداخلي، مقابل التغاضي عن تدخلات أطراف أخرى، معتبرًا أن هذه الازدواجية في المعايير لا تنسجم مع موقع الدولة ومسؤوليتها.