اخبار محليةالرئيسية

سلسلة غارات “إسرائيلية” ليلاً وسط صمت الحكومة و”السياديين”

خطفت سلسلة الغارات الإسرائيلية المفاجئة ليل الجمعة – السبت على الجنوب الأضواء، في خرق فاضح للقرار 1701 وتفاهم وقف إطلاق النار ما يستوجب من الدولة اللبنانية اتخاذ إجراءات وخطوات عملية باتجاه لجنة الإشراف الدولية في الجنوب والدول الفاعلة ومجلس الأمن الدولي، للضغط على العدو الإسرائيلي لوقف اعتداءاته وانتهاكاته، وفق ما تشير مصادر سياسية لـ»البناء» والتي أبدت استغرابها إزاء الصمت الرسميّ لا سيما من الحكومة اللبنانية مما يقوم به العدو الإسرائيلي حتى من مواقف الإدانة، وكذلك صمت ما يُسمّى «السياديين» الذين يدعون ليل نهار الى تسليم سلاح حزب الله للدولة ويتناسون استمرار الاحتلال الاسرائيلي لأجزاء من الجنوب والاعتداءات اليومية على القرى والمدنيين.

وحمّلت المصادر لجنة الإشراف والولايات المتحدة الأميركية والحكومة اللبنانية ووزارة الخارجية مسؤولية تمادي العدو الإسرائيلي بعدوانه على الجنوب، محذرة من أن استمرار العدوان وعجز الحكومة عن اتخاذ خطوات جديدة لحماية لبنان وأرضه وسيادته ومواطنيه، سيمنح أهالي القرى الجنوبية ومن خلفهم المقاومة اتخاذ قرار التصدّي لهذه الهمجية الإسرائيلية في اللحظة المناسبة ما يُعيد التوتر إلى الحدود ويطيح باتفاق وقف إطلاق النار ويقوّض العهد الجديد المدعوم أميركياً وغربياً وعربياً. وتساءلت المصادر كيف يمكن لأركان الدولة والحكومة والوزراء الحديث عن استعادة ثقة المواطنين اللبنانيين بالدولة وبجيشها ومؤسساتها وعلاقاتها الدولية لحماية لبنان فيما العدو الإسرائيلي يستبيح السيادة وينتهك القرارات الدولية ويقتل المدنيين اللبنانيين؟ وكيف يتحدّثون عن استعادة الثقة الدولية بلبنان وجذب الاستثمارات الخارجية والسياح الخليجيين والعرب والأجانب والحرب الإسرائيلية على لبنان لم تنتهِ بعد؟
وشنّ الطيران الحربي الإسرائيلي مساء أمس سلسلة غارات متتالية ومفاجئة على أماكن عدة في الجنوب، وقد استهدف تلة زغرين في جبل الريحان – منطقة جزين، كما شن غارات بين بلدتي ياطر وزبقين، والمنطقة الواقعة بين عيتا الجبل وبيت ياحون، واستهدف الطيران الحربي الإسرائيلي وادي الزرارية، ووادٍ في بلدة البابلية مع تحليق كثيف ومنحفض فوق أجواء منطقة الزهراني.
كما شنّ طيران العدو الحربي سلسلة غارات جوية استهدفت منطقة الحمدانية الواقعة بين بلدتي كفروة وعزة.
وبلغت سلسلة الغارات الإسرائيلية أمس، على الجنوب نحو 20 غارة جوية، وفق قناة المنار.

وربط خبراء في الشؤون الإسرائيلية بين الغارات أمس، على الجنوب وبين محاولات الحكومة الإسرائيلية الدؤوبة لبعث رسائل اطمئنان للمستوطنين لحثهم على العودة إلى الشمال وذلك بعد رفض غالبية المستوطنين العودة بسبب الخوف من خطر حزب الله على الحدود واعتقادهم بأن الحرب الإسرائيلية الأخيرة لم تستطع القضاء على حزب الله، رغم سلسلة الاغتيالات والتدمير للقرى ولمخازن أسلحة وصواريخ، ورغم موافقة حزب الله الابتعاد إلى ما وراء الليطاني وفق تفاهم وقف إطلاق النار. ولفت الخبراء لـ»البناء» الى أن الحكومة الإسرائيلية وبعد تعيين رئيس أركان جديد تحاول الإيحاء للمستوطنين بأنها لا تزال تمتلك حرية الحركة في كامل الأراضي اللبنانية لمواجهة محاولات حزب الله لترميم داخله عسكرياً وبشرياً وتنظيمياً، وأنها تملك أيضاً اليد الطولى في الرد على أي تهديد ضد «إسرائيل» من لبنان.

كما ينوّه الخبراء بتزامن الغارات على الجنوب مع مناخ التصعيد الأميركي الإسرائيلي في المنطقة لا سيما ضد إيران وقرار رئيس حكومة الاحتلال وقف الإلتزام بالمرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزة، والأحداث في الساحل السوري وقبلها في جنوب سورية، وذلك في إطار استكمال الحرب على حركات ودول المقاومة في المنطقة بأدوات متعددة عسكرية وأمنية وسياسية واقتصادية وتزخيم التصعيد الأميركي – الإسرائيلي لفرض الشروط ومشاريع التقسيم والهيمنة المطلقة على المنطقة والعالم.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت النار صباح أمس، على عدد من شباب بلدة كفركلا الحدودية قبالة الجدار الإسمنتي بالقرب من بوابة فاطمة. وأفيد عن إصابة مواطنين من فريق «جهاد البناء» المكلف الكشف على الأضرار التي خلفها العدوان الإسرائيلي وشخص آخر من التابعية السورية وصفت حالته بالحرجة.

وفي خرق إسرائيلي جديد للسيادة اللبنانية، دخلت مجموعة من يهود الحريديم إلى «قبر العباد» الواقع ضمن الأراضي اللبنانية عند أطراف بلدة حولا الحدودية، صباحاً، تحت غطاء» زيارة دينية» نظّمها جيش الاحتلال إلى الموقع لزيارة قبر لـ»الحاخام آشي». وأدّى مئات الحريديم، طقوساً دينية عند القبر. ولفتت صحيفة «معاريف» إلى أن نحو 900 من الحريديم دخلوا إلى قبر الحاخام آشي على الحدود اللبنانية بظل إجراءات أمنية مشددة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وفي هذا الإطار صدر عن قيادة الجيش بيان أشارت فيه الى أنه «في سياق مواصلة العدو الإسرائيلي اعتداءاته وخروقه لسيادة لبنان، عمد عناصر من قوات الجيش الإسرائيلي إلى إدخال مستوطنين لزيارة مقام ديني مزعوم في منطقة العباد – حولا في الجنوب، ما يمثل انتهاكًا سافرًا للسيادة الوطنية اللبنانية». وأضاف البيان: «أن دخول مستوطنين من الكيان الإسرائيلي إلى الأراضي اللبنانية هو أحد وجوه تمادي العدو في خرق القوانين والقرارات الدولية والاتفاقيات ذات الصلة، ولا سيما القرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار». و»تُتابع قيادة الجيش الموضوع بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى