أغلى لاعب في تاريخ كرة القدم.. أكثر من 30 مليون دولار مقابل 48 دقيقة فقط
في عالم كرة القدم، تُقاس قيمة الصفقات عادةً بعدد الأهداف، التمريرات الحاسمة، أو البطولات التي يساهم فيها اللاعب. لكنّ قصة المهاجم الفرنسي جان كيفن أوغستين مع نادي ليدز يونايتد قلبت هذه المعايير رأساً على عقب، لتصبح واحدة من أكثر القصص إثارةً وسخرية في عالم الانتقالات، حيث دفع النادي الإنكليزي عشرات الملايين مقابل… 48 دقيقة فقط.
بدأت القصة في كانون الثاني 2020، عندما انضمّ أوغستين، الذي كان يُعتبر حينها موهبة واعدة، إلى ليدز قادماً من لايبزيغ الألماني في صفقة إعارة حتى نهاية الموسم. تضمّنت الصفقة بنداً يلزم ليدز بشراء اللاعب مقابل 22 مليون دولار في حال نجاح الفريق في الصعود إلى الدوري الإنكليزي الممتاز. بدا الأمر بسيطاً، إذا تحقق الحلم، فسيدفع النادي الثمن المناسب لمهاجم شاب بقدرات كبيرة.
لكن ما حدث بعد ذلك كان أبعد ما يكون عن البساطة. ظهر أوغستين مع ليدز في ثلاث مباريات فقط، لعب خلالها 48 دقيقة إجمالية، ولم يسجل أي هدف. ثم جاء وباء كورونا ليوقف الموسم موقتاً، ومع استئناف المنافسات، تمكّن ليدز بالفعل من الصعود إلى الدوري الممتاز في تموز 2020. وهنا بدأت الفوضى القانونية.
جادل مسؤولو ليدز بأن بند الشراء لم يعد ساري المفعول لأن فترة إعارة أوغستين انتهت رسمياً في 30 حزيران 2020، قبل أن يُحسم الصعود. لكن لايبزيغ لم يوافق، ورفع القضية إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، الذي حكم لصالح النادي الألماني. اضطرّ ليدز في النهاية إلى التوصل إلى تسوية مالية بقيمة 20 مليون دولار تقريباً مع لايبزيغ في كانون الأول 2022.
كان من المفترض أن تُغلق القضية عند هذا الحدّ، لكنّ أوغستين نفسه قرّر فتح فصل جديد من الدراما. رفع اللاعب دعوى ضد ليدز إلى غرفة فضّ المنازعات التابعة للفيفا، مطالباً بتعويض مالي عن العقد الذي لم يُكمل مدّته. وفي نيسان 2023، جاء الحكم الصادم، إلزام ليدز بدفع أكثر من 30 مليون دولار لأوغستين، تشمل رواتب خمس سنوات بقيمة 115 ألف دولار أسبوعياً، بالإضافة إلى مكافأة توقيع تجاوزت 3 ملايين دولار.
استأنف ليدز الحكم أمام محكمة التحكيم الرياضية، لكنّ النادي سحب الاستئناف لاحقاً، ما جعل القرار نهائياً.
وهكذا، تحوّلت صفقة أوغستين إلى درس قاسٍ في عالم كرة القدم، حيث لا تُحتسب الخسائر دائماً في عدد الهزائم داخل الملعب، بل قد تأتي في صورة فواتير قانونية بملايين الدولارات، مقابل دقائق معدودة لا تُنسى… ليس بفضل الأداء، بل بسبب التكلفة الباهظة.
