المفتي قبلان: لن نقبل بابتزاز البلد والتنكيل بسيادته
ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين(ع) في برج البراجنة، توجه فيها “للشعب اللبناني – قبل القادة اللبنانيين – بالقول: أيها اللبنانيون نريد أن نعيش معاً، والعائلةُ اللبنانية أقدم من السياسة اللبنانية، وروابط الشعب اللبناني أكبر من روابط السياسة الداخلية، والمسيحي شريك المسلم، والتفريق تمزيق، والبلد للجميع، والدين مودّة ورحمة وشراكة ومحبّة وتضامن وتعاون وعطف وأمن وأمان، وكل ظلم وفساد وغدر وخيانة وأحقاد ليس من الدين بشيء، وهذا هو جوهر شراكتنا الوطنية”.
وأكّد أن المطلوب “حكومة عيش مشترك، وسلطة ميثاقية تفي بالوحدة الوطنية، والخارج كان وما زال مرضَ لبنان التاريخي، ولا خطر أسوأ على لبنان من سموم الطبخة الخارجية، فالخارج شر وأشر منه الانقسام الداخلي”.
ووجه خطابه إلى “قادة هذا البلد”، فقال:”يجب أن يفهموا أن اللعب بمشاعر الطوائف وخصوصياتها أمر خطير ومرفوض، والمطلوب أن نجلس معاً لحلّ قضايانا الوطنية، بعيداً من لغة الأحقاد والابتزاز، والمسيحي الوطني المنصف يمثّلني، والخوف على لبنان إنما يمرّ بالأدوار الارتزاقية”، مضيفاً “في هذا السياق تبدو المقاومة عنوان الملحمة الوطنية ورمزَ سخائها، وكل القوى السياسية مطالبة بتعزيز السيادة الوطنية ودعمِ أهل الجنوب بملحمة العطاء الوطني؛ وتل أبيب عدوّ لا يعرف الشبع، وقوّة تعيش على الإرهاب والمجازر والخراب”.
وأكّد المفتي قبلان “أن قوّة لبنان بقوّته، ولا محل للضعيف إقليمياً ودولياً. ولجنة مراقبة وقف النار مطالبة بموقف شفاف وصريح وحاسم، ولن نقبل بالمزيد من ابتزاز البلد والتنكيل بسيادته. والأمن السياسي في البلد يمرّ بحكومة تلاقٍ وشراكة وطنية، والمسؤولية الوطنية في هذه اللحظة التاريخية تقع على عاتق الرئيس جوزاف عون، والرئيس نواف سلام للخروج بحكومة ميثاقية تستطيع النهوض بلبنان خاصة أن البلد ينزف، وواقع المنطقة غامض، والفرز السياسي يمنع لبنان من النهوض، وأن مصلحة جبل لبنان هي من مصلحة جبل عامل، ومصلحة البقاع من مصلحة الشمال، وحتى ينهض البلد يجب أن تبقى بيروت عاصمة الشراكة الوطنية، بعيداً عن لعبة البازار الدولي في لبنان”.