اخبار محليةالرئيسية

الحريري يُطلق في ١٤ شباط مرحلة العودة للعمل السياسي تمهيداً للانتخابات النيابيّة

التحضير لهيئة رئاسة جديدة لـ "تيار المستقبل"... وتشكيل لوائح في كلّ لبنان

منذ ان علق عمله السياسي، ترك “تيار المستقبل” فراغا سياسيا واضحا على الساحة الوطنية عموما والسنية خصوصا. ولم يتمكن بعض الذين كانوا في فلك التيار ومن ارادوا انتهاز فرصة هذا القرار، من ان يملؤوا الفراغ ولو بنسبة محدودة .

وحاول بعض الاطراف من خارج البيئة السنية، وممن انقلبوا على التحالف معه منذ فترة غير قصيرة، ان ينتهزوا الفرصة ايضا للاستثمار على هذا الفراغ، ومد شبكة علاقات مع جهات وشخصيات سنية، لتكوين تحالف ذي مردود سياسي منفعي بوجه الافرقاء الآخرين، لكنهم فشلوا ولم يتمكنوا من اختراق خطاب الاعتدال الذي تميز ويتميز به “تيار المستقبل” .

وبعد حوالى ٣ سنوات من تعليق عمله السياسي، حصلت تطورات ومتغيرات كثيرة لا سيما في الشهور الاخيرة، وصار “تيار المستقبل” امام خيارين : إما ان يبقى معلقا عمله السياسي وتزداد تداعيات غيابه على الساحة السياسية في لبنان، او ان يفتح باب العودة للعمل السياسي في مرحلة تحضيرية فاعلة نحو المشاركة في الانتخابات النيابية في ايار العام 2026.

المعلومات المتوافرة لـ “الديار” تفيد بان الرئيس سعد الحريري اتخذ قرار بدء هذه المرحلة، انطلاقا من ذكرى استشهاد والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري في ١٤ شباط المقبل. لكن تفاصيل ما سيحمله قبل ايام قليلة من المناسبة، تبقى ملكا له حتى اللحظة الاخيرة.

ورغم هذا الجو من الحرص والتكتم حول ما سيعلنه الحريري في هذا الخصوص، يبدو من خلال التحضيرات ان احياء هذه المناسبة هذا العام، لن تكون كالاعوام الثلاثة السابقة بالشكل والمضمون، وان ١٤ شباط هذا العام سيكون محطة مهمة للانطلاق الى مرحلة ثانية، تجسد عودة “تيار المستقبل” الى العمل السياسي، التي سيحددها الحريري الذي بدأ اعداد خطاب شامل .

ووفقا للمعلومات المتوافرة من اجواء التحضيرات الجارية، فان مهرجان ١٤ شباط الذي سيقام في ساحة الشهداء، سيكون مهرجانا حاشدا وضخما. وتقدر اوساط “المستقبل” ان عدد الذي سيشاركون سيتجاوز الخمسين الفا، وهو رسالة قوية للجميع ، و “ومشهدية لها رمزية سياسية وشعبية كبيرة استعدادا للانتخابات النيابية العام المقبل”.

وفي خطاب الحريري المرتقب يكشف مصدر مطلع في “تيار المستقبل” بانه سيكون “خطابا سياسيا شاملا ومميزا للمرة الاولى منذ قرار تعليق العمل السياسي، وسيتناول الوضعين الداخلي والخارجي”.

وعلى الصعيد الخارجي سيؤكد الحريري على سياسة ونهج “تيار المستقبل ” المبني على “علاقة لبنان القوية والاكيدة مع اشقائه العرب ودول الخليج، وفي مقدمها المملكة العربية السعودية “. كما سيركز على التطورات الاخيرة في سورية، مشددا على ” مساوىء وجرائم النظام السوري السابق، املا في ان يؤسس سقوط هذا النظام من خلال القيادة السورية الجديدة، الى علاقات جيدة بين لبنان وسورية مبنية على الاحترام المتبادل لمصلحة البلدين الشقيقين”.

وفي الشق الداخلي سيأخذ خطاب الحريري بعين الاعتبار ايضا التطورات الاخيرة وانتخاب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، متمنيا للعهد الجديد وللحكومة المفترض تشكيلها كل النجاح .

ووفق المصدر المطلع في “تيار المستقبل” فان الحريري سيتطرق، ربما تلميحا او بشكل غير مباشر، الى مشاركة التيار في الانتخابات النيابية المقبلة .

وعما اذا كان الحريري سيبقى في لبنان بعد المناسبة، ام سيعود الى الامارات العربية المتحدة، يقول المصدر ان هذا القرار يعود له شخصيا، لكنه يلمح الى انه من الارجح ألا يتخذ القرار بالعودة الدائمة في الوقت الحالي، مشيرا في الوقت نفسه الى انه سيأتي الى لبنان مرات عديدة قبل موعد الانتخابات النيابية العام المقبل، التي سيشكل فيها “المستقبل” لوائح في كل لبنان.

ويؤكد المصدر ان خط الاعتدال الذي انتهجه “تيار المستقبل” منذ ولادته، هو خط ثابت وهو بوصلة نهجه وعمله السياسي، لافتا الى ان الاعتدال يجب ان يكون العنوان السياسي في لبنان.

وفي المعلومات المتوافرة لـ “الديار” ايضا، فان هناك تحضيرات بدأت على المستوى التنظيمي، لتشكيل هيئة رئاسة جديدة لـ “تيار المستقبل”، وان هناك ورشة حقيقية تجري للاعداد لمهرجان ١٤ شباط، الذي سيكون محطة مهمة هذا العام، تجسد الثقة الشعبية بـ “تيار المستقبل” والحريري.

محمد بلوط – الديار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى