اخبار محليةالرئيسية

ليس دفاعًا عن الوزير السابق محمود قماطي لكن ردّه كان في قمة الحنكة السياسية

بقلم ناجي أمّهز

بالأمس، أرسل لي أحد الأصدقاء الناشطين في السياسة تغريدة على الشكل التالي:

“محمود قماطي: لم نكن نتوقع ان تتم الحرب الاسرائيلية الان وكانت رؤيتنا ان الامور لن تصل لهذا الحجم والرئيس ميشال عون كان على حق بوجوب الا نوصل لبنان لحرب موسعة ونحن حاولنا بداية القيام بذلك والالتزام بحدود الاشغال لكن الحرب الاستباقية اثرت علينا “.

فما كان مني، بعد أن قرأت التغريدة، إلا أن رددت مباشرة وأنا في المكالمة الهاتفية: “لا أعتقد بأن الوزير قماطي يتحدث هكذا الوزير قماطي من عادته يتحدث باحاطة كاملة حول اي موضوع”.

*أصلًا، لم يكن هناك يومًا أي إشكال أو التباس في التصريحات السياسية لقيادات الحزب، أو حتى لدى من يُكلف بمتابعة مثل هذه الأمور.*
*المشكلة دائمًا تكمن في الأبواق التي توهم اللبنانيين بأنها تتحدث باسم الحزب، فتورطه في مواقف وتصريحات لا علاقة للحزب بها.*

دخلت إلى وسائل التواصل الاجتماعي ووجدت ما أُرسل لي ينتشر عن لسان الوزير قماطي كالنار في الهشيم.
لم استغرب ان كانت بعض حسابات المناهضين للحزب تستفيد من هذا التصريح المجتزا لتقليب الراي العام على الحزب، لكن الاستغراب كان من بعض حسابات التواصل الاجتماعي، التي هي محسوبة على مقرّبين من المقاومة، والتي تقوم بالهجوم على محمود قماطي، علمًا أن هذه الحسابات إذا سمعت اي إعلامي من الأبواق الإعلامية، حتى لو تحدث بكلام منفصل عن الواقع وبغباء واضح وفاقع، تحوّله إلى ترند.

حتى ان بعض الأبواق الإعلامية نفسها التي غرقت في الأخطاء الإعلامية، والتي لم تصدق بكلمة او تحليل واحد طيلة عقد ونيف، خرج بعضهم وهو يلوي بفمه ويقول: “كيف قماطي بيحكي هيك؟”

وهذا الإعلامي أو غيره، يا ليتهم يمتلكون من الحنكة السياسية واحدًا بالمائة مما يتمتع به الوزير قماطي.

لا أفهم كيف وصلت هذه الابواق إلى هذا المستوى من الغباء. هل من المعقول أن يكون كما أبدع البشر في صنع الذكاء الاصطناعي، قد ساهموا أيضًا في صنع الغباء البشري؟

هذا الغباء مرعب جدًا الذي ينتشر على وسائل التواصل الاجتماعي.
ألم يحدثنا ألبرت آينشتاين في عبارته الشهيرة بأنه “لا حدود للغباء البشري”

لا علينا، انا استمعت لمقابلة الوزير قماطي على إحدى الفضائيات اللبنانية، حيث يقول فيها بلغة سياسية، ويجيب ببُعد أقل ما يقال عنه إنه يرضي العقل السياسي ويصف الأمور بدقة.

هذا ما صرح به الوزير قماطي حرفيا:
“طبعًا كان على حق لأننا التزمنا بهذا الكلام، يعني نحن التزمنا بقصة أنه عدم الاستهداف، عدم الوصول من الإسناد إلى حرب واسعة، لأنه كان هدفنا محدودًا. وعلى فكرة، أول ما نحن دخلنا بحرب الإسناد، نحن كنّا على مزارع شبعا، يعني المقاومة قامت بعملية على أرض حتى لا تتجاوز ما كان يُقال عنه قواعد الاشتباك، حتى كنا نريد أن نشتبك مع العدو إسنادًا لغزة فقط في البداية، على الأراضي اللبنانية المحتلة، اللي بحقلنا أنه نعمل عمليات عليها بموجب القانون، بموجب كل شيء. ولكن العدو هو اللي تجاوز الحدود، فساعتها فُتحت الأمور أولاً بحرب الإسناد”.

وقد وُزع بالأمس بيان توضيحي من الوزير السابق محمود قماطي جاء فيه:
بيان توضيحي صادر عن الوزير السابق الحاج محمود قماطي 19-01-2025:
تعليقًا على ما يجري توزيعه من مواقف له وردت في مقابلة له اليوم على قناة الـOTV، حيث تمّ إخراج بعض هذه المواقف من سياقاتها ومعانيها المقصودة، أعاد الحاج محمود قماطي التذكير بالموقف الواضح لسماحة الشهيد الأسمى السيد حسن نصرالله وسماحة الأمين العام الشيخ نعيم قاسم وكافة مسؤولي حزب الله:
“أنّ المقاومة تخوض حرب إسناد فقط ولا تريد توسعة الحرب، وإن كانت جاهزة لها بحال حصولها”.
إلا أنّ العدو الإسرائيلي هو من عمد إلى توسعة حربه العدوانية على لبنان تنفيذًا لمخططات أُعدّت لها مسبقًا قبل معركة طوفان الأقصى، وليس حادثة “تفجير البايجرات” إلا واحدة من الأدلة على هذه النوايا العدوانية المخططة من قبل هذا العدو المجرم.

ويعيد الحاج قماطي التشديد على موقفه الذي ورد في مقابلة اليوم بأنّ ما قامت به المقاومة هو واجب وطني دفاعًا عن لبنان وسيادته، وانتصارها هو وسام شرف، وستبقى قوة للبنان في مواجهة أطماع العدو الإسرائيلي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى