اخبار محليةالرئيسيةخاص دايلي ليبانون

“زيارة تاريخية” تؤكد على وحدة موقف الموحدين الدروز في سورية ولبنان

يوسف الصايغ - خاص دايلي ليبانون

شهدت نهاية الأسبوع زيارة لوفد ديني يمثل الهيئة الروحية لطائفة الموحدين الدروز في لبنان الى سورية، والذي ضم المرجعين الروحيين الشيخ أبو طاهر منير بركة والشيخ أبو داوود منير القضماني، والشيخ الجليل أبو مصطفى حسين الصايغ، والشيخ أكرم الصايغ ممثلا رئيس الهيئة الروحية لطائفة الموحدين الدروز سماحة الشيخ أبو يوسف أمين الصايغ، وحشد من مشايخ طائفة الموحدين الدروز في لبنان.
هذه الزيارة التي يمكن وصفها بالـ”تاريخية” نظراً لأهميتها وتوقيتها حيث تحولت الى إستقبالات ومهرجانات شعبية حاشدة في مختلف المناطق السورية التي زارها الوفد الذي كان يتم إستقباله بحفاوة قل نظيرها، حيث جال الوفد على مشايخ العقل الثلاثة في سوريا الشيخ أبو وائل حمود الحناوي، والشيخ أبو سلمان حكمت الهجري والشيخ أبو أسامة يوسف جربوع، إضافة الى زيارة عدد من المشايخ في السويداء ومناطق شهبا وجرمانا وصحنايا وجبل الشيخ، كما جال الوفد على المقامات وأضرحة كبار مشايخ طائفة الموحدين الدروز في سوريا، لا سيما ضريح الشيخ الجليل المرحوم أبو حسين إبراهيم الهجري في «دار قنوات» ومقام عين الزمان.
تكمن أهمية هذه الزيارة أنها تأتي بخلفية دينية بحتة بعيداً عن أي حسابات سياسية في ظل ما شهدته سورية مؤخراً من تطورات سياسية بعد رحيل النظام السابق، وفي ظل المخاوف الحالية من شكل النظام المفترض ان تشهده سوريا في الفترة المقبلة، حيث السؤال الأكبر عن شكل الدولة ونظام الحكم ودور الأقليات فيها، حيث كان موقف طائفة الموحدين الدروز واضحاً منذ البداية والذي عبّر عنه الشيخ حكمت الهجري حيث شدد على ضرورة قيام الدولة المدنية الجامعة لكافة أطياف الشعب السوري دون إستثناء، ما يشكل ضمانة للأقليات ومن ضمنها طائفة الموحدين الدروز التي لها تاريخها الطويل والمشرّف منذ إستقلال سورية وفي مختلف المحطات المفصلية وصولا الى الزمن الحاضر، حيث أكدت المواقف خلال الزيارة على ضرورة الحفاظ على سوريا الدولة الواحدة الموحدة لكافة أبنائها وأطيافها ونسيجها الوطني المتنوع، بما فيه مصلحة كافة السوريين ومستقبل وطنهم بعيداً عن أي مشاريع تقسيمية او دويلات مذهبية وكيانات فئوية.
وجاءت الزيارة بعد موقف أبناء محافظة السويداء الموحّد في رفض دخول أي قوات عسكرية من خارج المحافظة، دون التنسيق مع المرجعيات الروحية وقادة الفصائل المسلحة فيها، والتي لعبت دورا هاما خلال السنوات الماضية في حفظ الأمن والآمان داخل محافظة السويداء، وفي الحفاظ على مؤسسات الدولة ومنع المساس بها خلافا لما شهدته محافظات أخرى حيث تم العبث بمختلف الإدارات والمؤسسات الرسمية والحكومية، بينما لا تزال معظم الإدارات والمؤسسات في السويداء بأفضل حال وبعضها يعمل بشكل طبيعي، وهذا ما يعكس حرص أبناء محافظة السويداء على مؤسسات الدولة، ومنع أي عبث أو أعمال تخريب لأنها ملك للدولة والشعب وليس تابعة لنظام معين.
كذلك تأتي أهمية زيارة الوفد الديني الدرزي من لبنان الى سورية لتؤكد على عمق الروابط التي تجمع أبناء طائفة الموحدين الدروز في لبنان وسورية وباقي دول الجوار حيث يتواجد أبناء طائفة الموحدين الدروز، فهذه الزيارة تشكل عنواناً جامعاً على المستوى الروحي والديني لأبناء طائفة الموحدين الدروز في سورية ولبنان والجوار، من أجل التأكيد على المصير الواحد والمشترك بعيداً عن أي حسابات سياسية ضيقة لأي جهة سياسية تريد الإستثمار في المرحلة المقبلة، لا سيما وان المخاوف لا تزال كثيرة، فالصورة لم تتضح بعد حول شكل الدولة ونظام الحكم المقبل في سورية، التي لطالما شكلت سنداً لأبناء طائفة الموحدين الدروز في المراحل الدقيقة والمفصلية، واليوم تأتي هذه الزيارة لتعمق الروابط الروحية والدينية بين أبناء طائفة الموحدين الدروز في سورية ولبنان.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى