اخبار محليةالرئيسية

بري يعوّل على انتخاب الرئيس في 9 كانون 2.. وجعجع غير مرتاح لمبادرة جنبلاط

كتبت صحيفة الديار تقول: لم تظهر حتى الان مؤشرات او معطيات جديدة تخرج انتخاب رئيس الجمهورية من عنق الزجاجة، على الرغم من ان الفترة التي تفصلنا عن موعد جلسة الانتخاب في 9 كانون الثاني المقبل باتت قصيرة ومحدودة اذا ما اخذت عطلة الميلاد ورأس السنة بعين الاعتبار.

ووفقا للمعلومات المتوافرة فان المشاورات والجهود الجارية بشأن الاستحقاق الرئاسي ما زالت في مرحلة خلط الاوراق وحسابات الاطراف السياسية، ومفتوحة على كل الاحتمالات.

مصدر لـ«الديار»: تعقيدات المنطقة تستدعي نجاح جلسة 9 كانون2

وفي هذا المجال قال مصدر سياسي لـ«الديار» امس «ان تداعيات التطورات الجارية والمشهد السائد في المنطقة وتعقيداته ومخاطره الكثيرة يجعل الاستحقاق الرئاسي اليوم من ابرز الاستحقاقات التي مر ويمر بها لبنان، وهذا ما يفرض على الجميع تحمل مسؤولياتهم لانجاح جلسة الانتخاب التي دعا اليها الرئيس بري».

وتوقف المصدر عند كلامه الاخير، لافتا الى «انه اراد بقوله ان لا نية لديه لتأجيل الجلسة وانه لم يصله اي طلب بهذا الخصوص من القوى السياسية، التاكيد على ما اعلنه اكثر من مرة في خصوص انعقاد الجلسة بموعدها، ووضع الافرقاء السياسيين امام هذه الحقيقة وامام دقة الاوضاع التي تفترض انتخاب الرئيس».

ورأى المصدر «ان اي طرف سياسي ليس بوارد طلب تأجيل الجلسة او لديه الشجاعة للاقدام على مثل هذا الطلب حتى وان كان يأمل ضمنا تاجيلها».

بري متمسك بموعد الجلسة

ويعول عليها لانتخاب الرئيس

ونقل زوار الرئيس بري لـ «الديار» امس عنه قوله انه متمسك بموعد انعقاد الجلسة، وانه لا يزال يعول على ان يجري خلالها وتنتهي بانتخاب رئيس الجمهورية، خصوصا ان الفترة التي اعطاها للكتل النيابية والقوى السياسية كافية ووافية لحسم الخيارات والذهاب الى الجلسة لانتخاب الرئيس.

دعوات السفراء بعد الميلاد

وعلمت «الديار» ان الدعوات للسفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية ستوجه بعد عيد الميلاد لحضور الجلسة، وان الترتيبات الادارية واللوجستية كانت بدأت الاسبوع الماضي.

والى جانب تحفيزه القوى السياسية لحسم خياراتها من اجل انتخاب الرئيس، وضع الرئيس بري حدا للتكهنات المتعلقة بالحديث عن السعي لتسوية متكاملة تشمل رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والحكومة، واكد جازما ان «الرئاسة اولا»، موضحا ان الامور الاخرى لديها مسار سياسي ودستوري واضح في اشارة الى الاستشارات النيابية الملزمة التي يجريها رئيس الجمهورية لاختيار رئيس الحكومة والاستشارات غير الملزمة التي يجريها الرئيس المكلف مع النواب لتشكيل الحكومة.

وقبل اسبوعين ويومين من موعد جلسة الانتخاب، ماذا سجل حتى اليوم على صعيد التحركات الداخلية والخارجية ؟

زيارة ابو فهد

على صعيد التحرك الخارجي، علمت «الديار» من مصادر مطلعة ان الموفد القطري المكلف بالملف اللبناني ابو فهد جاسم آل ثاني انتقل الى بيروت مؤخرا واجرى لقاءات مع الرئيس بري في عين التينة وعدد من ممثلي الكتل النيابية والقوى السياسية في مقر السفارة وتمحور الحديث حول انتخاب رئيس الجمهورية .

واشنطن تشجع على انتخاب عون

والسعودية تؤيد وتحاذر الانقسام الحاد

وحسب المعلومات فان الادارة الاميركية تشجع على انتخاب قائد الجيش، وان السعودية تبدي رغبة في هذا التوجه لكنها لم تطلب من اي كتلة مثل كتلة الاعتدال ان تبادر الى ترشيح ودعم عون كما فعل وليد جنبلاط واللقاء الديموقراطي لاعتبارات عديدة منها انها تحرص على عدم الضغط بهذا الاتجاه في الوقت الحاضر وتفضل ان يكون هذا الخيار جامعا ولا يحدث انقساما حادا في البلاد، لا سيما في ظل ممانعة الثنائي الشيعة وحلفائه حتى الان.

الموقف الفرنسي

وبالنسبة للموقف الفرنسي فان المعلومات التي تحدثت عن دعمها لانتخاب عون بعد زيارة الرئيس ماكرون مؤخرا للسعودية لا تعني انها اسقطت من حساباتها الخيارات الاخرى. ويقول مصدر نيابي في هذا المجال ان مجيء المرشح سمير عساف صديق الرئيس الفرنسي وزيارته معراب لا يوضع في اطار المبادرة الشخصية بقدر ما يعكس رغبة باريس في طرح خيارات اخرى إلى جانب خيار قائد الجيش.

حركة محورية في عين التينة

وعلى صعيد الحراك الداخلي، شهدت عين التينة في الايام القليلة الماضية حركة زوار ناشطة تمحورت حول الاستحقاق الرئاسي، كما اجرى الرئيس بري لقاءات اخرى بعيدة عن الاضواء في اطار التحضير لجلسة 9 كانون الثاني وانتخاب الرئيس.

كما شهد المجلس ايضا لقاءات ثنائية متواصلة بين بعض الكتل، واخرى بين مرشحين وممثلي من الكتل النيابية.

مبادرة جنبلاط واجواء موقف فرنجية

وعلمت «الديار» ان النائب وائل ابو فاعور كان زار الرئيس بري موفدا من وليد جنبلاط قبل اعلان اللقاء الديموقراطي تاييد قائد الجيش، وسمع من رئيس المجلس ما كان اكده غير مرة بان هذا الامر يحتاج الى تعديل دستوري.

اما اعلان سليمان فرنجية استمراره في الترشح للرئاسة، فقد وضعته مصادر سياسية مطلعة في خانة ان الوضع ما زال على حاله، وان الثنائي الشيعي والحلفاء الذين ايدوه لم ينتقلوا حتى الان الى مرحلة اخرى خصوصا ان الفريق الاخر لم يحسم امره، كما ان الموقف المسيحي غير موحد ولا زال متأرجحا من دون اي حسم.

المعارضة لم تتفق على الاسم

وجعجع يضغط لتاخير الحسم

وفي شان موقف المعارضة التي تقودها القوات اللبنانية اكد مصدر نيابي فيها لـ «الديار» ان المعارضة لم تتفق حتى الان على تسمية مرشحها، لكنه حرص على القول ان هذا لا يعني اننا سنذهب الى جلسة 9 كانون الثاني بمواقف مختلفة.

وقال «اننا متفقون على مواصفات الرئيس، لكننا لم ندخل في مناقشة الاسماء المطروحة وغير المطروحة».

وقالت مصادر مطلعة لـ«الديار» ان رئيس حزب القوات سمير جعجع لم يخف امام الحلفاء رغبته في التريث لحسم الخيارات بالنسبة للاسماء، كما لم يخف موقفه لجهة المجيء برئيس يعكس توجهات المعارضة معتبرا ان التطورات في لبنان والمنطقة لا سيما بعد ما جرى في الحرب بين حزب الله وإسرائيل وسقوط النظام السوري اثبتت صحة موقف المعارضة.

وفسرت المصادر قوله بانه يسعى لان يترجم مقولة المرشح الطبيعي بان يكون هو شخصيا مرشحًا للرئاسة او ان يكون صاحب الكلمة الاولى في اختيار المرشح، وهو يضغط على المعارضة لتاخير الحسم.

واشارت المصادر الى ان جعجع لم يكن مرتاحا لمبادرة جنبلاط ترشيح العماد عون، رغم ما نقل له من اجواء بان خطوة جنبلاط ليست موجهة ضده كما انها لا تهدف الى حشر احد بما في ذلك الثنائي الشيعي، وهو ليس بصدد الوقوف مع احد الخيارات الحادة بقدر ما يسعى الى ترجمة فكرة المرشح الجامع، خصوصا انه بعد زيارته الاخيرة لفرنسا لمس عدم ممانعتها بل وتوافقها مع واشنطن والسعودية على اعتماد خيار قائد الجيش مع الحرص على ان ياتي جامعا، خصوصا انه يحتاج الى ثلثي اعضاء المجلس في كل الاحوال وبغض النظر عن التفسيرات الدستورية.

موقف الكتائب وتجدد

ويشار ايضا في اطار رصد المواقف الداخلية ان الكتائب وكتلة تجدد اخذت مؤخرا تظهر اكثر فاكثر موقفها المؤيد لانتخاب قائد الجيش، كما ان هناك نوابا وكتلا تميل الى هذا الخيار اذا ما اخذ يستقطب اكثر تاييدا قويا في الداخل ومن الخارج.

نواب يشاركون في حملة عون

وعلمت «الديار» من مصادر مطلعة ان بعض النواب بدأوا ينخرطون عمليا في حملة معركة العماد عون الرئاسية، وانهم يسعون لتكثيف تحركهم على غير صعيد سعيا لزيادة رصيده.

وحسب المصادر، ينتظر الا تعيق فترة الاعياد الاتصالات نظرا للحاجة الى كل يوم من الايام التي تفصلنا عن موعد جلسة الانتخاب في 9 كانون الثاني القادم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى