الاحتلال يشن مئات الغارات على سورية لتدمير قدراتها العسكرية براً وبحراً وجواً
البناء
كانت مئات الغارات الجوية التي شنتها طائرات جيش الاحتلال على مئات المواقع السورية العسكرية الممتدة شمالاً وجنوباً من درعا الى القامشلي وغرباً الى طرطوس وشرقاً حتى دير الزور، وكانت الأهداف تتوزّع بين المراكز العلمية التابعة للجيش السوري وخصوصاً صناعة الصواريخ، ومستودعات الصواريخ والأسلحة الثقيلة، كما تمّ تدمير المطارات والطائرات الحربية والرادارات والدفاعات الجوية، ومئات الدبابات وعشرات السفن الحربيّة والطرادات، بحيث بدا واضحاً أنه ترجمة لقرار جعل سورية منزوعة السلاح، بعدما كانت دولة المواجهة العربية الأولى من حيث القدرة العسكرية والحسابات التي يقيمها الاحتلال قبل استهداف مقدراتها، رغم مواصلته للغارات شبه اليوميّة عليها لعشر سنوات وأكثر.
ولم يتأخر رئيس حكومة الاحتلال عن الظهور الإعلامي لتحديد جوهر رؤية الكيان نحو سورية، معلناً أن لا تراجع نهائياً عن ضمّ الجولان واعتباره جزءاً من الكيان أبدياً، مضيفاً أن جيش الاحتلال يتمسك بحرية العمل جنوب سورية، وهو ما ترجمته دوريات للاحتلال في منطقة درعا.
وتترقب الأوساط الرسمية والشعبية المحلية الأحداث المتسارعة والدراماتيكية في سورية وتداعياتها المحتملة على لبنان، في ظل مؤشرات مقلقة تجمّعت خلال اليومين الماضيين لا تبشر بالخير رغم الصورة الإعلامية «السلمية» لتسلّم السلطة والحكم والتي حاولت «هيئة تحرير الشام» التابعة لجبهة النصرة تقديم نفسها بها، غير أن المواقف التي أطلقها زعيم «النصرة» أحمد الشرع الملقب بـ»الجولاني» خاصة من العدو الإسرائيلي والاجتياح الإسرائيلي للأراضي السورية من جبل الشيخ والقنيطرة والغارات العنيفة لأهداف عسكرية ومراكز بحوث علميّة في دمشق ومختلف الأراضي السورية الى جانب الاشتباكات المتفرّقة بين عناصر التنظيمات المسلحة نفسها، وبينها وبين القوات الكردية، ترسم مشهد الفوضى والاقتتال الداخلي لسورية في الأيام والأسابيع والأشهر المقبلة.
وحذّرت مصادر سياسية من انعكاسات كبرى للأحداث السورية على المنطقة، وبطبيعة الحال على لبنان، في ظل عدم توازن وسيطرة على سورية من مكوّنات المجموعات المسلحة، أو لجهة الاجتياح الإسرائيلي والاستباحة التامة لسورية، ما يشكل خطراً كبيراً على لبنان، ما يفرض اتخاذ الإجراءات والخطوات اللازمة على مستوى مراقبة الحدود مع سورية لمنع تسرّب عناصر متطرفة الى الداخل اللبناني لمحاولة تنفيذ عمليات إرهابية في لبنان، على غرار ما حصل بعد العام 2011 خلال الحرب في سورية، كما تحصين الوحدة الوطنية لتفادي أي اضطرابات وتوترات داخلية جراء ما يجري في سورية. كما لفتت المصادر لـ”البناء” الى أن لبنان لا يتدخّل في الشأن السوري والشعب في سورية هو مَن يحدّد مصيره وشكل حكمه وسياساته، لكن لبنان يترقب تشكيل الحكومة والسلطة في سورية وطريقة تعاطيها مع الدول المجاورة، ومنها لبنان.
وفي سياق ذلك، أفيد أن “فوج الحدود البرّي واستخبارات الجيش مع فوج التدخل أوقفا 340 شخصاً سورياً دخلوا عبر طرقات التهريب بين المصنع ووداي عنجر”.