جال وزير الأشغال العامّة والنّقل في حكومة تصريف الأعمال علي حمية، يرافقه مدير عام الطّرق والمباني في الوزارة علي حب الله، في مدينة النبطية، للاطّلاع على حجم الدّمار الّذي لحق بها، جرّاء العدوان الإسرائيلي الّذي استهدفها بشكل كبير؛ وأدّى إلى استشهاد أكثر من 110 مواطنين من أبنائها.
المحطّة الأولى في الجولة، كانت في سراي النّبطيّة الحكومي، حيث كان في استقباله محافظ النبطية هويدا الترك، الّتي ثمّنت عاليًا “هذه الزّيارة الّتي تعكس أهميّة وقوف الحكومة مع الأهالي هنا، للاطّلاع ميدانيًّا على حجم الاعتداءات الكبيرة الّتي ارتكبها العدو الإسرائيلي، ودمّرت أحياء بكاملها وأسواقًا تجاريّة ومنازل”.
وأكّدت أنّ “العبء والهم كبيران عليكم وعلينا، لأنّكم كوزارة أشغال مطلوب منكم الكثير، اسوةً بما هو مطلوب من بقيّة وزارات وإدارات الدّولة. ووجودكم هنا وانطلاق ورش وزارتكم من اليوم الأوّل لوقف إطلاق النّار، هو خير دليل على وجود الدّولة لتأمين الخدمات الأساسيّة، ومن بينها الطّرق الّتي هي شرايين حيويّة، لكي تتمكّن النّاس من التّحرّك والوصول إلى قراها وبلداتها لتفقّد منازلها وأملاكها وأرزاقها” .
بدوره، أشار حمية إلى “أنّني زرت النبطية قبيل بدء العدوان الإسرائيلي، وأطلقت حينها وزارة الأشغال ورشة تأهيل الطّرقات كافّة، من دوّار كفررمان، واليوم هدف الزذيارة القول إنّ الدّولة مسؤولة عن ناسها وأهلها أينما كانوا”، مركّزًا على أنّ “لا جميلة لنا أن نأتي إلى النبطية أو صور أو بعلبك أو الهرمل، إنّما هذه واجبات الدّولة اللّبنانيّة بوزرائها، زيارة أهلها وناسها في مختلف المناطق الّتي تعرضت للعدوان الاسرائيلي الهمجي، وأن تقوم الحكومة اللبنانية بواجباتها”.
ولفت إلى “أنّنا في هذا الإطار تواصلنا مع الترك صباح الأربعاء الماضي، أي صبيحة يوم وقف إطلاق النّار، وأخبرناها بأنّ وزارة الأشغال ستقوم بكلّ واجباتها من اليوم الأوّل وعلى مختلف الطّرقات، ومن ضمن موازنة الوزارة وهذا ما حصل، وتمّ تكليف المدير العام علي حب الله بملفَّي محافظتَي النبطية والجنوب، لفتح كلّ الطّرقات حتّى تلك داخل البلديات”، مضيفًا: “صحيح أنّ الطّرقات الأساسيّة من صلاحيّات وزارة الأشغال والطّرقات الفرعيّة من صلاحيّات البلديّات، ولكن تمّ إعطاء التّعليمات من الوزارة لفتح كلّ الطّرقات، وتقريبًا في محافظة النبطية أنهينا بحدود الـ80 بالمئة من فتح الطّرقات وبقي 20 بالمئة”.
وأعلن حميّة “أنّنا على استعداد وجهوزيّة لفتح أي طريق في أي بلدة وخلال نصف ساعة. هذه هي التّعليمات المعطاة للمدير العام للطّرق والمباني، وهذا الموضوع هو من واجباتنا ومسؤوليّاتنا أمام اهلنا لدعم عودتهم إلى منازلهم وارزاقهم، وهي من واجبات الحكومة وهذا ما نقوم به، كذلك من واجباتنا على المستوى الوطني وهو ما يجب أن نقوم به”.
وأوضح “أنّنا لزّمنا كلّ الطّرقات في محافظة النبطية ومن ضمن موازنة الـ2024، وهذا ما تمّ كشفه من قبل الدّولة حينها، ولم تتسنَّ لنا الفرصة بسبب العدوان الإسرائيلي أن ننفّذ 90 بالمئة، بل نفذنا 10 بالمئة. واليوم أشير إلى أنّ الـ90 بالمئة من هذه الأشغال أُنجز، فقد عقدت النّفقة لها وتمّ تلزيمها، وعندما يتحسّن الطّقس ستبدأ الأشغال في شهرَي آذار ونيسان، وسنضيف طرقات جديدة في موازنة الـ2025؛ وبذلك يكون أمامنا ورشة كبيرة مطلع ربيع الـ2025؛ من موازنتَي 2024 و2025″، مؤكّدًا “أنّنا أيضًا على استعداد لتلبية كلّ الطّلبات، ونضع كلّ إمكانات وصلاحيّات ومسؤوليّات وزارة الأشغال بتصرّفكم، ولن نتردّد أبدًا”.
كما ذكر أنّ “غدًا سيلتئم مجلس الوزارء في مدينة صور، ولمكان الاجتماع رمزيّة كبيرة لما تعنيه صور ومحافظة الجنوب ومحافظة النبطية وما عانته من عدوان اسرائيلي، وعلى جدول الأعمال النّظر بموضوع الأبنية الخاصّة المدمّرة. ولَحظ عمل وزارة الأشغال الّتي لا تملك صلاحيّةً قانونيّةً لرفع ركام الأبنية الخاصّة دون تكليف من مجلس الوزارء بقرار رسمي، وبالتّالي ننتظر غدًا صدور تكليف لمجلس الجنوب وللهيئة العليا للإغاثة على أساس رفع الرّكام من الأبنية، وهو ما سيتمّ إطلاقه بعد قرار مجلس الوزراء”.
وأفاد حميّة بـ”أنّه أعطى تعليماته لفتح الأجواء اللّبنانيّة ومطار بيروت الدولي أمام هبوط واستقبال الطّيران العراقي”، مشيرًا إلى أنّ “الخطوط العراقيّة طلبت معاودة استئناف الرّحلات صبيحة يوم الأربعاء مع وقف إطلاق النّار، وفي اليوم نفسه أعطيت التّعليمات بفتح المجال الجوي اللّبناني لذلك، ولكن كانت لديهم بعض التّرتيبات”.
وتابع: “من هنا أعلن وبشكل رسمي وواضح، أنّني كوزير للأشغال قدّمت كتابًا رسميًّا بالموافقة على استقبال الطّيران العراقي، حتّى لو كانت هناك 10 رحلات يوميًّا لا مشكلة لدينا، ورئيس مجلس إدارة شركة “طيران الشرق الأوسط” محمد الحوت كشركة موضوع مستقل، والمطار موضوع آخر، والمديريّة العامّة للطّيران المدني أعطت موافقةً للطّيران العراقي حتّى لو كانت لديهم 10 أو 20 رحلة يوميًّا سنستقبلها في مطار بيروت”.
أمّأ عضو كتلة “التّنمية والتّحرير” النّائب ناصر جابر، فأعرب عن أمله في أن “تلحظ وزارة الأشغال من خلال الورش الّتي أطلقتها، توسعة الطّرقات في الاماكن التي شهدت تدميرا للمباني، لاننا نعاني من مشكلة ضيق الطرق بسبب الردميات”، مناشدًا وزير الداخلية ومدير عام قوى الامن، “زيادة عديد سرية درك النبطية، لكي يتولى رجال الامن تسهيل عملية الازدحام التي نلحظها في النبطية وغيرها، خاصة ان هناك حاجة لزيادة عديد سرية درك النبطية”.
أمّا عضو الكتلة النّائب هاني قبيسي، فتوجّه بالشكر لحمية على “هذه الزيارة وهذا الاهتمام الذي نلمسه دائما في التعاطي معنا، وكنا نتمنى الاهتمام الكامل من كل وزارء الحكومة وان يكونوا بمستوى تعاونك”، مبيّنًا أنّ “هناك اضرارا لحقت بشبكتي الكهرباء والمياه وهذا ليس من اختصاص وزارتك، كذلك ازالة ركام المباني المدمرة او نقله ليس من اختصاصها، لكننا نأمل من المتعهد المكلف من وزارة الاشغال اليوم رفع الردم الى مسافة ابعد من ممر الطرقات”.
بعد ذلك، جال حمية وقبيسي وجابر والترك في مبنى بلدية النبطية المدمر، للاطلاع على حجم الدمار الذي خلفته غارات الطائرات الحربية الاسرائيلية، وادت الى استشهاد رئيس بلدية النبطية احمد كحيل وعدد من اعضاء وموظفي البلدية. كما كانت جولة في السوق التجاري المدمر، وفي حي الصالحية وحي الراهبات.
وشدّد حميّة بعد الجولة، على أنّه “لا يمكن للعبارات أن تعبّر عن مشهد الدمار الفظيع هذا، الذي يؤكد على اجرام العدو وارهابه ودمويته، فهذا سوق تراثي جرى تدميره، سوق تجاري، ومدنيين قضوا فيه، المنظر هنا يتكلّم عن نفسه”، مجدّدًا التأكيد “أننا كحكومة ووزارة اشغال، امام اهلنا والى جانبهم منذ اليوم الاول لوقف اطلاق النار وسنستمر، وننتظر من الحكومة قرارات في جلستها التي ستنعقد في مدينة صور، وما يعنيه ذلك من رمزية لنقول اننا شعب لا يستسلم ولا ينكسر، شعب عصي على الموت وعصي على الفتنة، ولكننا مستمرون مع اهلنا وبما تطلبه منا محافظة النبطية من خدمات”.