الشيخ حبلي: إستنهاص التنظيمات التكفيرية في سوريا تحت “عنوان اسلامي” بدعم تركي خدمة للمشروع الصهيو – اميركي
خاص دايلي ليبانون
في توقيت مشبوه تزامن مع خطاب رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو الذي تحدث عن مخطط لقطع شريان إمداد المقاومة في لبنان عبر سوريا، شنت الجماعة المتشددة في سوريا هجوماً على حلب وحماه عبر آلاف العناصر الارهابية، ما اعاد الى الاذهان سيناريو عام 2011 وما تلاه من أعمال وحشية نفذتها التنظيمات الارهابية في سوريا وارتكاب المجازر واعمال الذبح والقتل على الهوية، واليوم يبدو واضحا وجود عامل خارجي أعاد التنظيمات الارهابية الى الواجهة، لا سيما هيئة تحرير الشام اي جبهة النصرة سابقا والى جانبها الحزب الاسلامي التركستاني وباقي التنظيمات الارهابية، والسؤال المطروح اليوم “هل تم استنهاض هذه التنظيمات التكفيرية بعنوان “اسلامي” لاعادة مشروع الارهاب في المنطقة مجددا من بوابة سوريا؟
في هذا الاطار يرى رئيس جمعية ألفة وعضو تجمع العلماء المسلمين الدكتور الشيخ صهيب حبلي في تصريح خاص لموقع دايلي ليبانون ان “الهجوم الارهابي الذي عاد في سوريا مجدداً يأتي مكملاً للعدوان الصهيوني على لبنان بهدف النيل من المقاومة وحلفائها ودول المحور، وهذا ما عبّر نتنياهو في خطابه الذي أشار فيه الى قطع الاوكسيجين عن حزب الله في لبنان والذي ترجم سريعا بانطلاق الهجوم الارهابي في سوريا، بهدف السيطرة على المناطق التي تشكل امتدادا وعمقا لخطوط امداد المقاومة من سوريا الى لبنان، بهدف التضييق على المقاومة ومحاصرتها في لبنان الى جانب العمل على اضعاف سوريا مجددا عبر الارهاب والاعمال المسلحة وترهيب المواطنين”.
واعرب الشيخ حبلي عن اسفه لأن الاعمال الارهابية تتم تحت غطاء “إسلامي” مزعوم حيث شاهدنا كيف يتم ذبح جنود الجيش السوري على وقع صيحات التكبير، وهذه كلها اعمال شائنة لا تمت للاسلام المحمدي الاصيل بأي صلة، ولو فهموا حقيقة الاسلام من خلال تدبر كلام الله وسيرة رسول الله لعلموا “ان غاية التدين السيطرة على النفس لا على الناس “، فالله سبحانه وتعالى هو من يحاسب الناس على أعمالها يوم القيامة وبالتالي هذه ليست مهمة البشر كما تحاول ان تفعل هذه التنظيمات الإرهابية، ويسشتهد الشيخ حبلي بنص الآية 17 من سورة الحج والتي تقول ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَىٰ وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيد﴾.
مشيرا الى ان هذه الافكار تتم فبركتها في الغرف السوداء المشغلة للمجاميع الارهابية من اجل الإساءة الى دين الاسلام، والايحاء للعالم بأن الاسلام مرادف للارهاب والعياذ بالله”.
ويشير الشيخ حبلي الى انه كشف في كتابه الصادر قبل سنوات تحت عنوان “إسلامنا لا إسلامهم” عما يتعرض له الدين الاسلامي الحنيف الاصيل المعتدل والذي جاء رحمة للعالمين الى اكبر عملية شيطنة وتشويه لجوهره القائم على المحبة والعدل والتسامح والعفو وكلمة سواء مع المسلمين وغير المسلمين، ومحاولة تصويره كدين قائم على تشريع قتل الاخر وتحليل دمه واستباحة ماله وعرضه ورزقه، الى ما هنالك من موبقات يتم الصاقها بالاسلام زورا وبهتانا دون اي دليل شرعي، ما يؤكد زيف ادعاءات هؤلاء المتأسلمين”، ويستشهد الشيخ حبلي بنص الآية 9 من سورة الحجرات والتي تقول ﴿ وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ .
وختم الشيخ حبلي مؤكدا ان “سوريا التي واجهت الارهاب منذ العام 2011 وقدمت اغلى الاثمان وانتصرت على المشروع الذي أراد تقسيمها وتفتيتها وتحويلها الى بؤرة للارهاب ستنتصر مجدداً، وتحبط هذا المشروع الهادف الى اسقاط دول محور المواجهة للمشروع الصهيوني في المنطقة، وهذا يتطلب مواجهة على مستوى الخطاب الديني والتأكيد على براءة الاسلام من تلك التنظيمات التكفيرية، الى جانب المواجهة الميدانية عبر التعاون العسكري بين قوى دول المنطقة، ووقوفها جبهة واحدة وسداً منيعا في مواجهة مشروع التدمير الإرهابي، والذي يعتبر مكملا للمشروع الصهيو – اميركي المرسوم للمنطقة”.