الشهيد الحاج محمد عفيف بعيون أهل الإعلام… فرقة رضوان إعلامية وأسد الإعلام الهُمام
خاص دايلي ليبانون
سيرة ومسيرة مليئة بالإنجازات الكبرى خطّها مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله الشهيد الحاج محمد عفيف على مدى سنوات حياته التي ملأها بالجهاد والنضال قبل أن يرصعها بوسام الشهادة، كيف لا وهو الذي أبى إلا ان يلتحق برفيق دربه سماحة الشهيد السيد حسن نصرالله، فلم يخلف الحاج محمد الوعد والعهد وكان بإنتظار أن ينال الوسام الأرفع الذي يسعى اليه كل من يسلك درب المقاومة والجهاد، فيدرك ان ختام المسيرة لا بد أن تتكلل بالفداء الأكبر والمقام الأعظم ألا وهي شهادة الدم التي تخط السطر الاخير في مسيرة الفداء والعطاء.
رحل الحاج محمد عفيف كما أحب.. شهيداً على طريق القدس.. سالكاً درب الشهادة على خطى سيد المقاومة، بعد أن سار معه طريق المقاومة والجهاد على مدى عقود من الزمن، لم يكن الحاج محمد عفيف مجرد مسؤول إعلامي بل عقل وفكر وشعلة متوهجة، وبشهادة كل من عرفه عن كثب وأدرك عمق بصيرته ورؤيته الإعلامية الثاقبة إنطلاقا من موقعه ومسؤوليته في إعلام المقاومة، وبالطبع كان الجانب الإنساني حاضراً في سلوك ومناقب الحاج الشهيد محمد عفيف، والذي نتعرف على جوانب من شخصيته من خلال شهادة إعلاميين وإعلاميات عرفوا الحاج الشهيد عن قرب فأدركوا حجم الخسارة ومعنى فقدان بحجم مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله الشهيد الحاج محمد عفيف النابلسي.
ألفا: خسارة فادحة كسبته السماء وخسره محبّوه
مستشار وزير الثقافة الإعلامي روني ألفا يصرح لموقع دايلي ليبانون قائلاً:”محمد عفيف فرقة رضوان إعلامية، كان يكفي ظهوره ليشد من أزر المقاومة الإعلامية. إستطاع الحاج محمد أن يستقطب بالمصداقية ويحاور بالحجة ويحاجج بالوقائع ويهجم بالحق.
ويضيف:”تحلّق من حوله مجاهدو الكلمة والصورة فوثقوا به ووثق بهم ودبّج مقالاتهم بالمعلومة وغضَّ الطَّرفَ عن هفواتِهم، وربتَ على أكتافِهِم معجبًا بلفتة أو صورة أو خاتمة أو استنتاج.
محمد عفيف خسارة فادحة كسبته السماء وخسره محبّوه، أملي كما عهدنا المقاومة أن يكون خلفهُ كمثلِ خُلقِه وطول باعه وخبرته العميقة وهدوئه النبيل وكما وسامة بسمته وصلابة مبادئه”.
مرتضى: كان همه فلسطين والا تنكسر المقاومة والشعب الفلسطيني
مدير مركز سونار الإعلامي حسين مرتضى يشير في حديثه لموقع دايلي ليبانون الى أنه “بعيدا عن العلاقة الشخصية كانت هناك علاقة عمل تربطنا بالحاج الشهيد محمد عفيف رحمه الله وهو الذي كان يواكب كل التفاصيل الإعلامية، وخصوصا الدور البارز بما له علاقة بمعركة طوفان الأقصى وتوضيح كل ما له علاقة بمجريات الميدان والمستجدات المتعلقة بالمفاوضات.
يضاف الى ذلك الاجتماعات التي كان يعقدها مع المحللين السياسيين والاعلاميين لوضعهم في آخر التطورات والنقاش حول رؤية إعلامية لمواكبة الأحداث، وكان له أكثر من لقاء في مركز سونار مع خبراء ومحللين وصحافيين لمناقشة التطورات التي تجري وكان همه فلسطين والا تنكسر المقاومة والشعب الفلسطيني، وكانت لديه رؤية متعلقة بطبيعة الصراع مع كيان الإحتلال الإسرائيلي وهو إبن بيئة المقاومة في كل تاريخ حياته وهو يؤمن بالنصر، ويختم مرتضى:”سنكمل إن شاء الله هذه المسيرة الإعلامية كما أراد الحاج الشهيد محمد عفيف وكما أرادها سيد المقاومة من قبله”.
خليل: تعلمنا منه كيف يكون دور الإعلام مؤثرا وشريكا في المعركة العسكرية
مراسلة جريدة الأخبار على جبهة الجنوب الإعلامية آمال خليل تقول في تصريح لدايلي ليبانون:” انها ومنذ أن بدأت بتغطية العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان بعد السابع من اكتوبر 2023 كنت على تنسيق يومي مع العلاقات الإعلامية في حزب الله من اجل تنسيق تحركاتنا وللإستفسار عن عمليات المقاومة والقصف والعدوان، وهذا الأمر خلق نوعا من التواصل اليومي سواء مع الشهيد الحاج محمد عفيف وباقي فريق العمل في العلاقات الإعلامية الذي كانوا يسهلون أمورنا ويستطلعون الوضع الأمني لحركتنا.
وتضيف:”الحاج محمد كان قدوة لنا على مدار 40 عاما خلال مسيرته، وتعلمنا منه كيف يكون دور الإعلام مؤثرا وشريكا في المعركة العسكرية من خلال الصورة والكلمة، وتلفت خليل الى انها كانت من بين الزملاء الإعلاميين القلائل الذين تم تكريمهم في شهر شباط الفائت من قبل العلاقات الإعلامية في حزب الله تقديرا لدورنا في تغطية العدوان، وكنا ننتظر إنتهاء هذا العدوان كي يتم تكريم باقي الإعلاميين على الجبهة.
وتختم خليل مشيرة الى أن “ما تعرض له الحاج محمد ممكن ان يتعرض له أي إعلامي وهذا ما حصل مع مجموعة من الزملاء الذين إستشهدوا، وهذا دليل على أهمية عملنا كصحافيين بهدف فضح جرائم هذا العدو، ونحن كإعلام مقاوم جزء لا يتجزأ من الدور الذي كان يلعبه إعلام حزب الله وعلى رأسه الشهيد محمد عفيف، وهذه الشهادة ستزيدنا صلابة من أجل إكمال هذا الخط والصمود رغم كل التهديد من أجل كشف هذا العدوان بالصوت والصورة”.
سرحال: خاض معركة جهاد التبيين بجدارة واقتدار وحرفية
من جهته يقول الصحافي مفيد سرحال مصرحاً لموقع دايلي ليبانون:” الحاج محمد عفيف أسد الإعلام الهُمام نفتقده صديقا عزيزا وأخا.. وبحسب معرفتي به فان مزاياه وخصاله لا يمكن حصرها في هذه العجالة لكن باختصار هو شخصية استثنائية ممتلئ مروءة وانسانية وحسن خلق ودماثة وتواضع على سعة ثقافة وفهم عميق لطبيعة الصراع، أليق الفكر ومنفتح على الحوار مع كل الوان الطيف السياسي والاعلامي ومحاور لبق لايمان منه ان العقل يقع على العقل.
ويتابع:”باعتقادي ان الحاج محمد عفيف خاض معركة جهاد التبيين بجدارة واقتدار وحرفية، وكأني به منذ طوفان الأقصى لواء مدرعا بالابتكار والابداع وصناعة الفكرة وصوغ المناسب من الكلام وقولبة الرأي العام، بالتوازي مع حركة الميدان وشكل نصف المعركة لاسيما عقب استشهاد سماحة السيد حسن نصرالله، حيث ملأ الساحة بشجاعته وحجته ويقينه بالنصر من خلال استعراض الوقائع الميدانية وشحذ الهمم وشد العزائم وتعزيز الثقة برجال الله في الميدان.
ويختم سرحال: “خسارة الحاج محمد عفيف قاسية وجارحة لكن امثاله يغيبون جسدا ويبقون القدوة والمثال للمجاهدين على درب الحق والعدل والحرية”.
لبابيدي: كان ذاك المارد الإعلامي والقامة الجهادية الكبيرة
مدير المركز الإسلامي للإعلام والتوجيه الشيخ محمد لبابيدي يشير في تصريح لدايلي ليبانون ال انه “عرفنا القائد الاعلامي والمجاهد الكبير الحاج محمد عفيف بصدقه وامانته واخلاصه الذين اوصلوه الى ان يكون مستشارا لمساحة الامين العام الشهيد السيد حسن نصرالله، فصوته كان صوت المقاومة الصادح وعرفناه طاقة لا تهمد وشعلة من العطاء والتضحية والصدق، الامر الذي مكنه ان يتولى مسؤولية الإعلام في المقاومة”.
ويضيف:”دور الحاج محمد عفيف كان بارزا في معركة طوفان الأقصى لدرجة انه كان يتابع بشكل دوري الفعاليات والنشاطات والامور التي يجب ان نقوم بها بحكم دورنا في اللقاء الوطني الاعلامي، وكان هناك التصاق مباشر وشبه يومي معه في متابعة التفاصيل وما لمسناه منه منذ معركة طوفان الأقصى وحتى إستشهاده هو ذاك العطاء الذي لا ينضب، فكان ذاك المارد الإعلامي والقامة الجهادية الكبيرة”.
ويضيف الشيخ لبابيدي:”بعد استشهاد السيد نصرالله قالها الحاج عفيف لا طيب الله العيش بعدك يا سيد، وعندها لمسنا أنه بات لا يتخذ أي إجراءات أمنية للحماية الشخصية، وكان يشارك بنشاطات ولم يترك هاتفه جانبا وكان في عمق الميدان بشكل لا يتخيله أي شخص، وكأنه عزت عليه الدنيا ان يبقى بدون رفيق دربه الذي كان يقول عنه أبي وروحي التي بين جنبي، فصدق مع الله ونال الشهادة مع عدد من أعضاء فريق عمله في العلاقات الإعلامية، نسأل الله ان يرحم شهيدنا بواسع رحمته الى ان يتم الله علينا النصر التام او نرتقي شهداء على نفس النهج والطريق ان شاء الله”.
شكر: لن ننساك يا صوت المقاومة
من جهتها تقول الإعلامية فاطمة شكر في شهادتها عن الحاج عفيف تعرفتُ عليه منذُ عدة سنوات، كان الرجل أباً بالنسبة لي، كان صادقاً صلباً قوياً وشجاعاً ، لبقاً مهذباً سريع البديهة وصارماً وواضحاً باتخاذ قراراته، كان يتابع ادق التفاصيل، الحاج محمد كان المرشد بالنسبة لنا، ومنذ معركة طوفان الأقصى عمل جاهداً على الاجتماع بنا وتقديم المعلومات والنصائح ، لا يكل ولا يمل ،
وتضيف:”هذا الرجل الصادق الخلوق صار صوت المقاومة بعد اغتيال الشهيد المقدس السيد حسن نصر الله، كان الكل ينتظره ليتابعه، أعطى المعنويات للناس، في لقاءنا الأخير منذ بضعة أيام جلست قربه، تحدث عن الحرب وعن المقاومين الباسلين، طلب منا ان نصبر وان نجاهد بكلمتنا لأننا العنصر المؤثر في هذه المعركة بعد المقاومين، تحدث عن الأبواق الإعلامية الخبيثة والتي عانى منها الكثير خلال سنة ونيف، الحاج ودعنا، بصوته حزيناً على السيد الشهيد، لكنه صابراً محتسباً مقاوماً مجاهداً . آخر كلمات بيننا ” قلي كيفك يا فاطمة ” فأجبته: “منيحة يا حاج بدي تنتبه لحالك ” وكان اللقاء الأخير.
وتختم شكر:”الحاج محمد عفيف الرجل المؤمن المهذب في آمان الله يا نور العيون وسلامنا الحار إلى سماحة السيد الشهيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين وكل الشهداء القادة والمقاومين ، في أمان الله…لن ننساك يا صوت المقاومة”.