غير مصنف

العدو يستميت لإنجاز في البر ويواصل «العقاب الجماعي»

الأخبار

كثّف العدو، أمس، اعتداءاته الجوية على الضاحية الجنوبية لبيروت ومدينتي صور والنبطية وقراهما، وعلى بلدات البقاع. ويعادل ما دمّره العدو في الأيام الثلاثة الماضية في الضاحية ما دمّره في أسابيع من عمر الحرب المستمرة منذ نحو 55 يوماً. كما تعمّد تدمير الأحياء التجارية في الضاحية وصور والنبطية مستخدماً ذخائر شديدة التفجير، بحيث تدمّر المبنى المُستهدف، وتهشّم مبانيَ عدة في محيطه، حتى يكاد الضرر يلحق بغالبية المنازل في الضاحية. وشنّ العدو أكثر من 15 غارة على مدينة صور، بينها نحو 10 غارات في أقل من ساعة، استهدفت مبانيَ سكنية في قلب المدينة وعند الواجهة البحرية. وفي النبطية، استهدف العدو أيضاً عدة مبانٍ سكنية ومخزن مواد غذائية تابعاً لبلدية النبطية، ما أدى إلى استشهاد 3 من العاملين في البلدية.
ومن تل أبيب، خرجت مواقف متشدّدة، وإن غير مباشرة، إذ اتفق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع وزير الأمن يسرائيل كاتس على تصعيد الضغط على حزب الله، بحسب زعم الإعلام الإسرائيلي، لدفعه إلى القبول بالتسوية. ومن جهته، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، في جولة له في الجبهة الشمالية، إنه «ما دام هذا التنظيم يواصل إطلاق النار، فنحن سنواصل القتال والمضي قُدماً إلى الأمام، وتنفيذ الخطط، وشنّ ضربات في العمق، وضرب حزب الله بشكل قاسٍ جداً»، مشيراً إلى «أننا سنتوقّف فقط عندما نعلم أننا نعيد السكّان بأمان (إلى الشمال)». وتولّى الإعلام العبري شرح كلام هاليفي بأن الجيش يضغط بشدّة في البرّ والجو لتحقيق تسوية مع حزب الله.
وفي الميدان، واكب جيش العدو تصريحات المسؤولين الإسرائيليين بزيادة الضغط ومحاولة تحقيق إنجاز ميداني كبير وصورة انتصار غير قابلة للنقض. وفي سبيل ذلك، جدّد جيش العدو محاولات التقدّم باتجاه مدينة الخيام، بعدما فشل في ذلك قبل نحو أسبوعين، وتكبّد خسائر فادحة، قبل أن ينسحب من المنطقة تماماً. وحاول العدو أمس التقدّم من اتجاهين: من مزرعة سردة باتجاه حيّ المسلخ والحيّ الجنوبي، ومن الوزّاني باتجاه عين عرب نحو وطى الخيام شرقي المدينة. واستبق ذلك بغارات جوية وقصف مدفعي عنيف استهدف محيط معتقل الخيام والأطراف الجنوبية للمدينة، وصولاً إلى منطقة الوطى والحي الشرقي، بالتزامن مع إطلاق رشقات رشّاشة غزيرة في منطقة تلّة المطران واليعقوصة. وبحسب مراسل قناة «المنار»، فإن هذا «هو تماماً ما فعله العدو يوم 29 من الشهر الماضي، حين بدأت القوات المعادية التوغّل باتجاه وطى الخيام». وبحسب المراسل، فقد «سُمعت أصوات الانفجارات بشكل متواصل على المشارف الجنوبية والشرقية للمدينة». كما جوبه التقدّم ««بعمليّات تصدٍّ مكثّفة في محيط وطى الخيام، حيث وقع تبادل لإطلاق النار والقذائف الصاروخية». كما تمّ استهداف دبابة «ميركافا» بصاروخ موجّه في وادي العصافير، ما أدّى إلى اندلاع النيران فيها واحتراقها. وفي موازاة ذلك، وسّع العدو رقعة القصف المدفعي ليطاول وادي برغز وبلاط. كما شن غارات جوية عنيفة على الخيام، بعد استهداف المقاومين قوات العدو في منطقة الوطى.

قرّرت تل أبيب تصعيد الضغط على حزب الله لدفعه إلى القبول بالتسوية

وفي القطاع الغربي، وتحت غطاء ناري واسع، جدّد جنود العدو محاولات التوغّل باتجاه أطراف بلدة شمع المتّصلة ببلدة طيرحرفا، بعدما كانوا قد انسحبوا منها قبل يومين تحت نيران المقاومة. وشهدت المنطقة اشتباكات واسعة بين المقاومين وقوات العدو، استُخدمت فيها الرشاشات والصواريخ المضادة للدروع، حيث استهدف المقاومون دبابة ميركافا عند الأطراف الشرقية لبلدة شمع بصاروخٍ موجّه، ما أدى إلى احتراقها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح. كما تحاول قوات العدو، كما يبدو، التقدم باتجاه بلدة طلوسة، المطلّة على وادي الحجير، والتي تبعد أقل من 4 كم عن الحدود مع فلسطين المحتلة. وبعدما تعرّضت قوات العدو عند أطراف البلدة، وبينها وبين مركبا، لقصف متكرر بصواريخ المقاومة، لم تظهر قوات العدو في البلدة أمس، ولا في أطرافها، ما يشير إلى احتمال تراجعها. وبحسب مصادر عسكرية، يعمل العدو على التقدم باتجاه قرى الخط الثاني في الجنوب، من دون العبور بالقرى التي تسبقها بشكل مباشر، أي إنه ينفّذ عمليات «اختراق» سهمية وسريعة، مستفيداً من ظلام الليل والضباب الكثيف خصوصاً عند ساعات الصبح الأولى. وبحسب المصادر، فإن العدو لا يعمد إلى التثبيت والسيطرة على المناطق التي يدخل إليها، بل يدخل بمجموعات صغيرة لتنفيذ عمليات تفخيخ وتفجير، وتحت غطاء ناري كثيف، ثم سرعان ما ينسحب عند تعرّضه لنيران المقاومة. وفي موازاة تصدي المقاومة لمحاولات التوغل المعادية، تعمد إلى استهداف تجمّعات وتموضعات جنود وآليات العدو على طول الحدود وخلفها أيضاً، بالصواريخ والمُسيّرات. وأعلن جيش العدو، أمس، مقتل جندي من الكتيبة 13 في لواء «غولاني» خلال معركة في جنوب لبنان. وفي التفاصيل، فإن قوة من «الكتيبة 13» في «غولاني»، داهمت مبنىً في جنوب لبنان، بعد قصفه بقذيفة دبابة وإلقاء قنابل يدوية. ولدى دخول القوّة إلى المبنى، أطلق أحد المقاومين الرصاص من مسافة قريبة، ما أدّى إلى مقتل الجندي.
وواصلت المقاومة استهداف العمق الإسرائيلي، رداً على الغارات الجوية العنيفة التي يشنّها العدو على المدن والبلدات اللبنانية. فقصفت قاعدة شراغا (المقر الإداري لقيادة لواء غولاني) شمالي مدينة عكا المُحتلّة، وقاعدة «ستيلا ماريس» البحريّة شمال غرب ‏حيفا، بصليات صاروخية. وهاجمت بسرب من المُسيّرات مقرّ وحدة المهام البحريّة الخاصة «الشييطيت 13» في قاعدة عتليت، جنوب حيفا. ومساءً، أعلنت المقاومة استهداف مجموعة من القواعد العسكريّة في مدينة حيفا المُحتلّة ومنطقة الكرمل، وهي قاعدتا حيفا التقنيّة والبحرية، وقاعدة ستيلا ماريس وقاعدة طيرة الكرمل، وللمرة الأولى قاعدة نيشر (محطة غاز تتبع لجيش العدو) جنوب شرق ‏مدينة المدينة. وسقطت الصواريخ في ضواحي حيفا وفي كيرة الكرمل، وأُفيد عن وقوع إصابات حرجة ومتوسّطة. فيما اعتبر رئيس بلدية حيفا، يونا ياهف، من مكان سقوط صواريخ في المدينة، أن «حزب الله لا يوفّرنا، والمدينة هدف مركزي، فهي الثالثة من حيث الحجم، مع الكثير من المؤسّسات، وحزب الله معني بضربها، وقد فعل ذلك هذا المساء».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى