مجتمع ومنوعات

بالعلم يُبنى الإنسان وتُصان الأوطان – بقلم: نادين خزعل

حقيقة الجهل لا يدركها إلا من ولج عالم المعرفة وأدرك كيف أن الظلمات تحجب عنه الحقيقة وأهمية المعرفة يفقهها من انتقل من مطالب الجسد وشيئية الحياة إلى عالم الروح والفكر والثقافة.

فكيف نحمي المجتمعات من الجهل ونقيها بالمعرفة؟

بداية، لا بد من الإشارة إلى أن تعميم الجهل هو أحد أهم أهداف الاستعمار والاحتلال التي تسعى الأنظمة المهيمنة إلى تحقيقها في المجتمعات الأضعف وجعلها تعتقد أن التعليم هو شيء ثانوي لا أهمية له في الحروب، ومقاربته على أنه قطاع استهلاكي مكلف دون جدوى وهو ما يتكرس في اللاوعي اعتقادًا بأن المعرفة والثقافة والتنوير الفكري لا أهمية لهما.

إن تكريس سياسة تبخيس التعليم وتهميشه يساعد في تجهيل الشعوب وفي جعلها خاضعة للرؤى الاستعمارية التي
تصب جام اهتمامها على توطيد البعد المادي للإنسان وإبعاده عن الابداع والتفكير وهو ما يجعل هذه المجتمعات سوقًا مستقبلية
لاستهلاك الأفكار دون امتلاك القدرة على الابتكار.

*الأشقر: كلفة الجهل أعلى من كلفة التعليم.*

يقول مدير عام التربية عماد الأشقر أن كلفة الجهل تفوق كلفة التعليم، وهذا قول بالغ الأهمية ويسلط الضوء على واقع أن المجتمع لا يرتقي ولا يتطور إلا بالإعتماد على نفسه وباستقلال إرادته وهذا لا يتحقّق إلا بالتعلّم.

النهضة الإقتصادية لايمكن أن تتم بدون القاعدة العلمية والشعوب التي تريد أن تتمتع بالمناعة والتحصين ضد الانهزام والخضوع والخنوع عليها أن تدرك أن التعليم فقط هو النقطة المحورية التي تؤسس للذاتية وتحمي من التبعية وأن المتعلمين هم الذين يحافظون على الاستقلال والهوية.

وعليه، أي تفريط في التعليم ستترتب عليه نتائج باهظة التكاليف.

*الحلبي: خطة وزارة التربية تتسم بالمرونة وليست تحديًا لأحد.*

 

عند قيام وزير التربية عباس الحلبي بعرض خطة الوزارة، أكد أنها خطة مرنة، لا تتحدى أحدًا بل بالعكس هي قابلة لتحاكي كل الظروف الاستثنائية التي يعاني منها قطاع التعليم في ظل العدوان الإسرائيلي الغاشم.

لذا، على كل المشككين والذين انبروا للهجوم دون تعمق والذين يروجون لخلق جو من الرفض لمباشرة التعليم، عليهم أن يدركوا وجوب إبقاء التعليم بعيدًا عن كل المناكفات والتجاذبات ووجوب التشجيع عليه وإيجاد البيئة الحاضنة له رغم النار والدمار والموت والايمان المطلق بأن الإستراتيجية التعليمية هي فقط التي تكفل ذاتية الأمة وكينونتها وبالتالي تضمن انتصارها.

إننا في لبنان، في ظل عدوان وحشي همجي غادر نكّل وهجّر وقتل ودمّر، ولكن حرصنا على التعليم، وايماننا بوجوب أن يتلقى أبناؤنا التعليم ولو بشكل جزئي أو مرحلي، عن بعد أو حضوريًّا، وبأي طريقة وفي ظل أي ظرف، سيكون أحد أهم أوجه مقاومتنا لعدونا وأحد أهم انتصاراتنا عليه.

4 تشرين الثاني 2024، التاريخ المزمع أن يبدأ به رسميًّا العام الدراسي 2024-2025 سيكون تاريخًا مفصليًّا يخلّد الإرادة اللبنانية والصمود اللبناني والمقاومة اللبنانية….
ودون التربية والتعليم…لن يكون هناك لبنان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى