بيان المجلس المذهبي يقطع الطريق على المصطادين بـ”ماء الفتنة” في الجبل
في الوقت الذي تحاول فيه بعض الجهات والاصوات بث الشائعات حول احداث يزعمون حصولها في منطقة الجبل، والعمل على تضخيمها وتعميمها عبر وسائل التواصل الاجتماعي بهدف احداث فتنة بين اهل الجبل والاهالي النازحين، جاء البيان الصادر عن لجنة التواصل والعلاقات العامة في المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز ليدحض تلك الشائعات، ويضع حدا للمصطادين بـ”ماء الفتنة” في الجبل من خلال تصويب الامور ووضعها في نصابها دون زيادة او نقصان، مع تأكيد الحرص على أمن وإستقرار الجبل ومنع اي محاولة للعبث بها، وإعلان الاستناد الى مؤسسات الدولة الأمنية من اجل منع أي تفلت أمني والحفاظ على الاستقرار.
وفي ما يلي نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم.
التحية للجميع.
لقد سمعنا الكثير في الآونة الأخيرة كما وردت إلينا أخبار منقولة عن بعض الصحف تقول بأن هناك مقاتلين غرباء في مناطقنا يقومون بأنشطة عسكرية وأمنية ونقل أسلحة مستغلّين زيّنا الديني المعتمد لدى مشايخ طائفة الموحدين الدروز ومتنكّرين به.
إنطلاقاً مما تقدم يهمنا أن نوضح التالي:
أولاً : إن الخبر المتعلق باستعمال لباسنا الديني من قبل بعض النازحين إلى مناطق الجبل من أجل القيام بمهمات عسكرية وأمنية هو خبر عارٍ عن الصحة جملةً وتفصيلاً وكانت قد تناقلته بعض وسائل التواصل الإجتماعي منذ أيام مضخًّمةً الأمور بشكل كاد أن يؤدّي إلى الفتنة، كما وقد تواصل مكتب مشيخة العقل مع أصحاب محلات الخياطة والمؤسسات التجارية التي تُعنى ببيع هذا النوع من الألبسة للتأكيد على منع بيع اللباس الديني إلا لمن هو معروف لديهم، وهذا أمر بديهي عند الخياطين وأصحاب المؤسسات في قرانا ومدننا، إذ أن هذا الزي المكرّم بالنسبة لهم يعني التعلق بالكرامة والشرف والوجود.
ثانياً : إننا نحرص كل الحرص على سلامة مناطقنا في الجبل وعلى أمنها وأمن سكانها الذين يعيشون فيها منذ مئات السنين، وهم من طوائف متعددة التقت في هذه المنطقة تحت عنوان العيش الواحد والوحدة الوطنية التي تجمعنا منذ زمن بعيد وكذلك على أسس احترام الدولة ومؤسساتها الأمنية التي كنا وما زلنا نعتمد على دورها الأساسي الفاعل ، خاصة في هذه الظروف الحرجة التي يمر بها الوطن الحبيب ، كما أود أن أشير بأننا كرجال دين في طائفة الموحدين الدروز، فنحن نعرف بعضنا البعض جيداً، وذلك بكون أعدادنا محدودة، ونظراً للتواصل الدائم فيما بيننا عبر كل المناطق والعلاقات الأهلية التي تجمعنا، وهذا ما يجعلنا قادرين على معرفة أي شخص غريب يدخل في بيئتنا متنكراً بزيّنا الديني.
أخيراً ، نحن متمسكون بموقفنا الوطني الثابت وبقناعاتنا التي تفرض علينا الوقوف إلى جانب أهلنا الضيوف النازحين، لكن هذا لا يعني أبداً بأننا سنقبل بأي اختراق أمني قد يشكّل خطراً على جبلنا الحبيب وعلى أهله المسالمين.
رئيس لجنة التواصل والعلاقات العامة في المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز.
فادي العطار
بتاريخ ١/ ١١/ ٢٠٢٤