فيرستابن «يدافع عن سمعته» الرياضية في البرازيل

تُسلّط الأنظار نحو سائق ريد بول متصدر الترتيب العام وبطل العالم في الأعوام الثلاثة الأخيرة الهولندي ماكس فيرستابن هذا الأسبوع في سعيه إلى الدفاع عن سمعته وصدارته في جائزة البرازيل الكبرى، المرحلة الـ21 من بطولة العالم لسباقات الفورمولا واحد، في ساو باولو.

بعد معاقبته مرتين (10 ثوان في كل منهما) بسبب قيادته المتهورة، ولا سيما إجبار أقرب منافس له على اللقب سائق ماكلارين البريطاني لاندو نوريس على الخروج من الحلبة في المكسيك، يصل فيرستابن الى حلبة إنترلاغوس متقدماً بفارق 47 نقطة بعدما خسر 10 نقاط في المرحلة العشرين، لكن انتقادات واسعة النطاق ترن في أذنيه.
في أعقاب السباقين الأولين في ثلاث مراحل في أسبوعين، تعرض الهولندي البالغ من العمر 27 عاماً لانتقادات شديدة ووصفه نوريس بأنه “خطير”.
كان رد فعله هو الشكوى من أداء سيارته وعدم اتساق قرارات مراقبي السباق في ما يراه رياضة مفرطة التنظيم شهدت اجتماع السائقين الجمعة الماضي للدعوة إلى تعديل المبادئ التوجيهية بشأن حركات التجاوز والدفاع عن المراكز عقب الحادث الذي حصل قبلها بأسبوع في جائزة الولايات المتحدة بين فيرستابن ونوريس وتسبب في معاقبة الاخير، ما أدى إلى تخليه عن المركز الثالث لمصلحة الأول واكتفائه بالمركز الرابع.
وقال فيرستابن “أنا فقط أقود بالطريقة التي أعتقد أنني يجب أن أقود بها”، مضيفاً “الأسبوع الماضي، كان كل شيء على ما يرام، وهذا الأسبوع عقوبة 20 ثانية. لن أبكي على ذلك ولن أتقاسم رأيي أيضاً. المشكلة الأكبر التي أواجهها هي أنه كان يوماً سيئاً من حيث سرعة السباق”.
وتابع “نحن نعمل بجد لفهم الخطأ الذي حدث. نحن الآن بحاجة إلى بذل كل ما في وسعنا لنكون أكثر قدرة على المنافسة والعودة إلى حيث نعرف أننا يمكن أن نكون”.
بعد فوزه مرتين في البرازيل، حيث أنهى السباق متقدماً على نوريس العام الماضي بعدما ظفر به عام 2019، يسعى فيرستابن هذه المرة إلى تحقيق أول فوز له في 11 سباقاً وتحديداً منذ فوزه في إسبانيا في حزيران/ يونيو، وهو أسوأ أداء له في أربع سنوات.
أوضح والده يوس أنه من غير المرجح أن يغير ابنه أسلوبه. قال سائق الفورمولا واحد السابق لصحيفة “دي تليغراف”: “يتعين على ماكس القيادة بالطريقة التي يريدها”.
وأضاف “يتعين عليه القيام بذلك لأن السيارة ليست جيدة بما يكفي وهو يبذل قصارى جهده للفوز باللقب”.
وتابع “لن يتغير لأنه كان هناك عدد قليل من المراقبين الحاليين والذين لا يحبونه على أي حال. يجب على الاتحاد الدولي للسيارات أن يلقي نظرة جيدة على طاقم المراقبين الذين وضعوهم هناك وما إذا كان هناك أي مظهر من مظاهر تضارب المصالح”.
ومن المتوقع أن تطفو هذه التوترات على السطح مرة أخرى مع سعي فيرستابن الذي من المحتمل أن يتعرض لعقوبة خمسة مراكز على شبكة الانطلاق بسبب تغيير المحرك، إلى تحسين مركزه السادس في المكسيك حيث حل نوريس ثانياً خلف سائق فيراري الإسباني كارلوس ساينس جونيور.
يمكن لفيرستابن ونوريس تحقيق غلة حسابية جيدة في نهاية هذا الأسبوع، إذ بإمكانهما جمع ما يصل إلى 34 نقطة مقارنة بـ26 عادةً، وذلك بفضل سباق السرعة (السبرينت) الخامس (من أصل ستة) لهذا العام والذي سيُقام السبت.
إذا أراد “سوبر ماكس” الاستفادة من أدائه في سباقات السرعة لإبقاء خصمه الرئيسي بعيدًا، نظراً إلى أنه توّج بسباقات السرعة الأربعة السابقة، فيجب أن يحصل على عقوبة الأحد على شبكة الانطلاق، بسبب تغيير المحرك وتجاوز الحصص المسموح بها.
الخبر الذي كشفه الأربعاء المستشار الخاص لريد بول هيلموت ماركو لم يصبح رسمياً بعد. خلال اليوم الأول في سباق جائزة المكسيك الكبرى، عانى الهولندي من مشكلة في المحرك، ما أجبر فريقه على الاعتماد على مخزونه من المحركات القديمة لتجنب هذه العقوبة، وهو عامل من شأنه أن يفسر أيضاً الصعوبات التي واجهها السائق في السباق، وفقاً لماركو.
منذ نهاية العطلة الصيفية، تحولت المعركة بين السائقين لمصلحة نوريس: حصد البريطاني 116 نقطة مقابل 85 فقط للهولندي.
ومع ذلك، يجب الحذر من فيراري الذي حقق كل من سائقيه شارل لوكلير من موناكو والإسباني كارلوس ساينس جونيور الفوز في السباقين الأخيرين، ما حرم سائقي ريد بول وماكلارين من نقاط ثمينة.
بعد فوزين متتاليين، يسعى الفريق الإيطالي إلى الفوز بلقب الصانعين للمرة الأولى منذ عام 2008، بعد أن اقترب بفارق 29 نقطة من ماكلارين، بينما تراجع ريد بول حامل اللقب الذي يحاول سائقه المكسيكي سيرخيو بيريس إنقاذ مقعده مع الفريق، إلى المركز الثالث بفارق 54 نقطة.
بعد فوزه في المكسيك للمرة الأولى منذ عام 1990، يسعى فيراري إلى تحقيق أول فوز في البرازيل منذ انتصار ابن البلد فيليبي ماسا في عام 2008 لإكمال ثلاثية لا تنسى بعد فوز لوكلير بسباق الولايات المتحدة الأحد قبل الماضي.