نفاد مخزون الكيان من صواريخ الدفاع الجوّي وراء إرسال أميركا لبطارية ثاد
صحيفة "البناء":
فيما تتلاقى التصريحات الأميركية و»الإسرائيلية» على دخول مرحلة التحضير لعدوان على إيران، تحت شعار الردّ على الردّ الإيراني الذي تكشّفت التقارير الأميركية والإسرائيلية عن معلومات خطيرة حول حجم الأذى البشري والاقتصادي والعسكري والأمني الذي تسبب به لكيان الاحتلال، تصدّر المشهد الإعلان عن إرسال واشنطن لبطارية من صواريخ الدفاع الجوي من نوع ثاد التي تعتبر الأعلى مرتبة في الأسلحة الأميركية لمواجهة خطر الصواريخ. ورغم الهالة الخرافية التي يصنعها الإعلام الأميركي والعربي المشغّل أميركياً لهذه المنظومة يؤكد الخبراء أن فعاليتها نقطويّة، أي محصورة بالمساحة التي تغطيها وهي لا تتجاوز 200 كلم مربع لكل بطارية، وعندما نتحدث عن 100 ضعف هذه المساحة وعن تكوينها من تضاريس معقدة مكوّنة من جبال وهضاب، يصبح تأمين الحماية النظريّة بحاجة لأكثر من 100 بطارية تبلغ كلفتها مع كمية صواريخ كافية للمناورة بوجه وجبات صاروخية، ما يعادل 10 عبوات متلاحقة لكل بطارية، وعبوة البطارية 50 صاروخاً، ما يعني 50 ألف صاروخ كعدد إجمالي. والمطلوب لتأمين كل هذه الحاجات، هو ثلاث سنوات لأنها غير متوفرة في أميركا، والتكلفة هي تقريباً 600 مليار دولار، ولذلك قرّرت واشنطن إرسال بطارية واحدة تتمكن من إطلاق 50 صاروخاً دفعة واحدة وعبوات تذخير تعادل 500 صاروخ لعشر دفعات اشتباك، وذلك لضمان حماية المؤسسات الحكومية الاستراتيجية في تل أبيب، بينما كشفت صحيفة الفاينانشيل تايمز عن تأكيدات بقرب نفاد الذخائر الصاروخية اللازمة للقبة الحديدية ومن ضمنها صواريخ الباتريوت لدى جيش الاحتلال، بعدما استنزف ما لديه في مواجهة صواريخ وطائرات حزب الله المسيّرة، وعزت سبب تمكّن الكثير من هذه الصواريخ والطائرات المسيّرة من إحداث الاختراق الى هذا الضعف في قدرة القبة الحديدية، مؤكدة أن ليس لدى واشنطن فائض يكفي لتحقيق ما يطلبه جيش الاحتلال وواشنطن تمتنع للسبب ذاته عن تلبية طلبات أوكرانيا المماثلة أمام السيطرة التي يفرضها الروس بصواريخهم وطائراتهم المسيّرة، وأن إرسال بطارية ثاد هو أحد أشكال التعويض الأميركية لهذا النقص، كما كان إرسال الدبابات وقذائفها إلى أوكرانيا بديلاً للعجز عن تأمين قذائف الـ 155 ملم.
ووفقاً للصحيفة الأميركية، قالت المسؤولة السابقة عن ملف الشرق الأوسط في وزارة الدفاع الأميركية، دانا سترول، إن «مشكلة الذخيرة في «إسرائيل» جدية، وإذا ردّت إيران على هجوم «إسرائيل» وانضمّ حزب الله إليها، فستواجه الدفاعات الجوية الإسرائيلية مشكلة كبيرة». وأضافت سترول أن كمية الصواريخ الاعتراضية التي ترسلها الولايات المتحدة إلى «إسرائيل» «ليست غير محدودة». وأوضحت أن «الولايات المتحدة لا يمكنها الاستمرار في تزويد أوكرانيا و»إسرائيل» بالوتيرة نفسها. لقد وصلنا إلى نقطة تحول». وقال مدير عام الصناعات الجوية الإسرائيلية، بوعاز ليفي، إن العاملين يعملون بورديات على مدار الساعة من أجل الحفاظ على وتيرة الإنتاج. وأضاف أن «قسماً من خطوط الإنتاج لدينا تعمل 24 ساعة يومياً وعلى مدار سبعة أيام أسبوعياً. وهدفنا هو الإيفاء بكافة تعهداتنا». وأفادت صحيفة «هآرتس»، أول من أمس، بأن الجيش الإسرائيلي رفع من مستوى الضباط المخوّلين بالموافقة على استخدام ذخائر ثقيلة في الحرب على غزة والعدوان المتصاعد على لبنان، وذلك في ظل تراجع مخزون الذخيرة وفرض عدد من الدول حظرًا على تصدير الأسلحة إلى «إسرائيل».